لها تجربة مهمة في الساحة الموسيقية "السورية"، حيث تشارك في العديد من الفرق الموسيقية الشرقية في "سورية" وتدرّس في المعهدين "العالي وصلحي الوادي للموسيقا"، إنها الموسيقية وعازفة القانون "ديمة موازيني"، حدثتنا عن تجربتها من خلال الحوار الآتي:
** أحببت آلة القانون وتعلقت بها واعتبرها دائماً صديقة درب.... تعلمت لدى أستاذين قديرين هما الأستاذ "حميد البصري" الذي خصصني بالموسيقا الشرقية التراثية، والخبيرة الأذربيجانية "الميرا اخندوفا" التي تعلمت من خلالها العزف الشرقي والتقني معاً من خلال عزف مقطوعات موسيقية شرقية وغربية على "القانون" مع مرافقة البيانو، هذان الأمران كانا في صالحي فقد شكلا لدي بعداً آخر أرى الآلة من خلاله بإحساس مختلف وتقنية عالية ومتجددة دائما. ساعدتني بأن انضم للكثير من الفرق مثل "فرقة التخت الشرقي النسائي السوري" وأنا المديرة الإدارية فيها وفرقة "زهر البيلسان" وفرقة "جسور" وفرقة "المعهد العالي للموسيقا" وفرقة "سيد درويش". بفضل هذا التنوع بالفرق كان لي مشاركات هامة محلية بأهم المسارح "السورية" كدار الأوبرا السورية بكل مسارحها و"مكتبة الأسد ومسرح كلية الفنون، قصر العظم، المتحف الوطني" إضافة للمشاركات الدولية والعربية "ألمانيا، اسبانيا، أرمينيا، مصر، الأردن، لبنان، ابوظبي، دبي، الفجيرة، البحرين، قطر".
وكان لي شرف المشاركة في العديد من حفلات استقبال الملوك والرؤساء في "سورية" مثل: "الملك السعودي، الرئيس الفرنسي، رئيسة الفلبين، ملك اسبانيا وعقيلته، رئيس الوزراء التركي، رئيسة فينلندة، الرئيس الايطالي، الرئيس الارمني، الرئيس الروسي". حفل "نساء من أجل السلام" والتي اعتبرها مشاركة هامة بالنسبة لي لأني شعرت بفخر كموسيقية أشارك بعزفي لنشر ثقافة السلام التي تحملها كل امرأة سورية. أيضا كان لي مشاركات ضمن المسلسلات السورية حول البيئة الشامية. وحصلت على شهادات تقدير من "مهرجان البحرين للموسيقا ومهرجان قيثارة الروح".
** من واجبنا نحن كموسيقيات أن نعبر عن أنفسنا وخصوصيات مجتمعنا وثقافتنا وفق أسلوبنا. باعتقادي أن فرقة "التخت الشرقي النسائي السوري" كانت منفذا للتعبير عن هذه الطموحات، أردنا أن نعيد صياغة تراثنا الموسيقي الشرقي بإحساس أنثوي بعيد كل البعد عن أي شكل من أشكال الابتذال السائد حالياً على الفضائيات. نحن نقدم موسيقا شرقية راقية الفكر والمحتوى، وأردنا أن نثبت لأنفسنا أولاً وللآخرين ثانياً أن الأجيال دائما تستسيغ الجيد وتفضله.
** تعنى الفرقة بتقديم القوالب الموسيقية الشرقية الكلاسيكية سواء الآلية مثل "قالب اللونغا والسماعي والبشرف"، أو الغنائية مثل "الموشح والقصيدة" وغيرها، وبإحياء التراث الموسيقي السوري والعربي بكافة أشكاله وقوالبه فنعتمد على هذا في تقديم حفلاتنا.
** أصبح تقديم حفل في يوم المرأة العالمي تقليدا سنويا للفرقة وللدار، نحاول من خلاله تقديم صورة مشرفة عن نسيج المجتمع السوري وعن أفكارنا نحن كنساء عربيات، فاعتمدنا في كل عام على طرح فكرة معينة يعتمد عليها برنامج الحفل، فالسنة الماضية كانت الفكرة هي "الحياة رجل وامرأة" فاستضفنا مغنياً شاباً في الحفل واخترنا المقطوعات الآلية ذات أسماء نسائية لمؤلفين شباب مثل "مقطوعة ليلى" لـ"فريد الأطرش" و"مقطوعة أمل" لـ"عطية شرارة". في هذا العام اخترنا الحفل ليكون بعنوان "نغمات فلسطينية على مقام دمشقي" لنعبر عن تعاطفنا مع قضية شعب يحب الحياة.
نحن نحاول تقديم أفضل ما عندنا ونقوم بجهد كبير من خلال التدريبات وانتقاء البرامج والأفكار التي نريد عرضها في حفلاتنا والفرقة تضم خريجات وطالبات متميزات من "المعهد العالي" يمتلكن أداء وتقنية عالية، وخلال ثمانية أعوام استطعنا كسب ثقة كثير من المتابعين ونخبة من المستمعين والجمهور. نحن نعزف تحت مضمون "تخت شرقي" فلا يمكن أن نكسر قواعده ونقدم موسيقا بعيدة عن فحواه أو أن نبالغ بالتوزيع الموسيقي فتفقد الموسيقا والفرقة خصوصيتها لذلك نحاول تعويض ذلك بطريقة انتقاء برنامج الحفل وبطريقة توزيع الأدوار الآلية لتبرز كل آلة جمالية اندماجها مع الفرقة بشكل مدروس، فهدفنا في النهاية إحياء التراث لأننا نؤمن بالاختصاصات، وهناك فرق عديدة وناجحة مختصة بعرض الموسيقا الحديثة وأخرى كلاسيكية وأخرى تعنى بدمج الشرقي مع الغربي وهذا التنوع يصب في مصلحة الجمهور ويغني خيارته..
** قدمت عدة حفلات صولو في "دمشق" لكنها خاصة، وقدمت في "اسبانيا- مدريد" عدة حفلات بمرافقة آلة "الرق". إن فكرة تقديم حفل صولو هي هاجس كل الموسيقيين من خلاله يقدم العازف أفكاره وأداءه وثقافته لذلك أحاول التعويض عنه بتقديم ارتجلات افرادية في الفرق التي أشارك بها وخاصة فرقة "التخت الشرقي النسائي" حتى تتبلور لدي الأفكار التي أريد طرحها لاحقا في حفل صولو.
** العمل مع الأطفال ممتع جدا وقد أصرّيت على نيل دبلوم تأهيل تربوي اختصاص موسيقا لتطبيق أحدث الطرق في التعليم والحصول على أحسن النتائج مع الطلاب، ومن خلالها قدمت العديد من الحفلات الموسيقية لطلابي في مسرح المعهد وعدة مسارح أخرى "المركز الثقافي الألماني والفرنسي ومكتبة الأسد". وقد توج الجهد الذي قمت به مع الطلاب بإعدادهم لمسابقة لآلة القانون حيث فاز ثلاثة من طلابي بالمراكز الأولى. أنا أحاول تقريب تراثنا الموسيقي للطفل بشكل ممتع وأقوم حالياً بمهمة معاونة رئيس قسم الآلات الشرقية لشؤون المناهج لأني بصدد تقديم منهج خاص بالأطفال لتعلم آلة القانون بشكل مدروس ويناسب المراحل العمرية الموجودة في المعهد من خلال كتاب سيصدر قريبا. دائما كان لدي هاجس أن أقدم آلة "القانون" للأطفال وبأسلوب جميل ممتع وقريب من طريقة تفكيرهم، فكافة الكتب الموجودة التي تخص الآلة موجهة للكبار. لقد سعيت في الكتاب الذي ألفته إلى تقديم آلة القانون بشكل سهل ويتضمن تاريخ الآلة وطرق العزف عليها وتمارين مدروسة تساعد في تطوير التقنيات وأغاني ومقطوعات من روائع تراثنا العربي والسوري كل هذا بمنهجية متسلسلة تناسب ادراك الطفل من عمر السابعة، أي انه سيكون منهجا لتدريس آلة القانون في معهد "صلحي الوادي" وباقي المعاهد وأرجو أن يحقق الهدف الذي أردته.
** لا أستطيع أن أحدد، فحالة الاستماع لدي مرتبطة بالحالة، ولكن أميل الى "رحمانينوف" في الموسيقا الكلاسيكية و"عبد الوهاب" في الموسيقا العربية. أحب الاستماع إلى الأعمال التي ألفها بعض من أصدقائي وأحب المقطوعات التي تبين جمالية آلة القانون.
** الموسيقا حالة إنسانية ترفعك عن الواقع وتخلق خيالك الخاص اتمنى أن أرقى لأكون جزءا من هذه الحالة.
تقول المغنية "منال سمعان" عن "ديمة موازيني": «شاركت في أكثر من حفلة مع "ديمة" في "سورية" وعدد من الدول العربية والأجنبية، إنها عازفة متمكنة تجري في عروقها الموسيقا الشرقية، وتحب عملها جداً لذلك تبدع في كل قطعة تقدمها، لها أسلوب خاص وتكنيك دقيق، أتمنى لها كل النجاح في مسيرتها الفنية والخاصة.