يرصد المصور الضوئي "خالد بشير" في أعماله التصويرية مشاهد بمساحات مدروسة، ليرينا التناغم تارة، والتأويل والطروحات والاستفسارات العديدة تارة أخرى.
eDamascus أجرى معه اللقاء التالي بخصوص تجربته مع التصوير الضوئي وذلك بتاريخ 15/1/2012:
من خلال شراكتي الفنية مع المصور "خالد بشير" أدركت أنّه يمتاز بمقدرته الفنّيّة العالية على التقاط المشاهد الطبيعية ويضعها ضمن قالب تقني فريد الهيئة، يشتغل على إبراز الأمور البسيطة، يوظّفها ضمن الصور التي يقدمها، تتّسم لوحاته بطابع النقاء، يشعر معه المتلقي كأنّه يشاهد حقائق منثورة بين طيّات اللوحة، حتّى إنّه حين يصور في جانب التصميم، لا تفارقه السمة الإبداعية، ولا تبارحه العناية بالأحاسيس، يوليها اهتمامه، يتّخذها مرتكزاً فنّيّاً
** التصوير هواية عشقتها ومارستها منذ الصغر من خلال التقاطي للمشاهد التي كانت تشدني، وكانت هذه الهواية تشغل كل وقت فراغي، مشاهد كثيرة كنت أنظر إليها بعين المحب عندما بدأت أفكر بالحياة وبجمالها، وبآيات السحر فيها، ورغم أن التصوير الضوئي لم يكن رغبة العديد من أصدقائي وزملائي الذين كانوا من حولي، لكني مع هذا اتجهت للتصوير لأنني كنت أرى المناظر أكثر جمالاً من خلال العدسة، وفي المرحلة الأخيرة تلمست وعرفت أعماقي أكثر في التصوير الضوئي.
** بشكل خاص تأثرت بالفنان "عادل مرعي مهنا" فأعماله تمتاز بالواقعية وهذا ما أحاول الاشتغال عليه في أعمالي، كما تأثرت بالفنان "رمزي حيدر" تقنياً وكيفية تعامله مع المشهد وزاوية النظر الأفضل، ولديه خلفية فنية كبيرة تدعم التصوير، ولا أنسى فضل الأستاذ "حسن م. يوسف" الذي قدم لي الكثير من خبرته ووجهني نحو طريق النور كما أضاء لي ما لم أكن أراه في مجال التصوير الضوئي، بالنهاية عند رؤيتي لأعمال أي فنان أتأثر بأفكاره وبالمهارات التي يستخدمها، ودائماً أرى أن الاطلاع على أعمال الآخرين ضروري ومهم بالنسبة لكل شخص يسعى للتميز.
** أطمح لخلق أسلوب تصوير خاصٍ بي، لكن خلق هذا الأسلوب الخاص لا يأتي بسهولة ويلزمه مران وتعب وبحث طويل وكبير، وكل مصور يبحث عن ذلك الطريق لكن قلة قليلة تجده، أسعى لتكوين طريقي الخاص بشكل مختلف عن الأعمال الضوئية التي عرضت سابقاً.
** الصعاب لا تزول أمامنا ما دمنا نخوض شعاب هذي الحياة، ولكن طبيعة هذه الصعاب ربما تختلف من وقت لآخر، وبالتالي تختلف نكهاتها، وبالتأكيد لا يوجد أي مصور لا يتعرض للمتاعب، لكن الطريف أن ذلك لا ينتهي من طريق أحلامنا ما حيينا، أعتقد أن سبب نجاح الفنان هو جهده وصبره على كل المعوقات التي قد تعترض طريقه، أما بالنسبة لي فإني أشعر عندما يقولون لي أصبحت مصوراً ضوئياً، بأنهم حمّلوني مسؤولية كبيرة لأني مطالب بالكثير من العطاء، لأجل هذا الفن، فرغم المعوقات الكثيرة إلاّ إنني استطعت أن أجعل لوحاتي تتحدث عني وتبرز كل ما يجول في خاطري وما أود أن أوصله للناس.
** معرض "الهوية" هو تجربة مميزة رائعة بالنسبة لي، الغاية من المعرض كان التعبير عن الهوية من خلال لوحات هي من أعمال ورشة العمل من شباب وشابات ساهموا بقدراتهم وبإبداعاتهم. طبعاً المعرض أحدث نقلة نوعية في حياتي كمصور مبتدئ وهاوٍ، وأعتبر أنه كان تجربة ناجحة بكل المقاييس الفنية والجمالية لما حمله من التنوع الكبير في الصور المعروضة، وأبرز أهمية التصوير الضوئي في بلدنا، وأتمنى أن يرتقي هذا الفن على أيدي مبدعين شباب وأن يتفاءلوا من أجل الوصول إلى الإبداع وأن يخلصوا للتصوير الضوئي وألا يعتبروه وسيلة للوصول للمادة أو الشهرة ويجب على المصور الضوئي أن يكون صادقاً مع نفسه لكي يستطيع أن يصدق في ترجمة لوحاته.
** الصور تختلف تبعاً للمشاهد التي ألتقطها، المشاهد متنوعة والممتع في مجال التصوير الضوئي أنك تستطيع أن تخرج بعشرات الصور من مشهد واحد، يجب أن تكون الأعمال متنوعة حتى يكون تأمل المتلقي للوحة إلى اللا نهاية، فالتنوع الفكري في عالم التصوير أهم خطوة، نعمل دائماً لإيصال فكرة ثقافية من خلال النتاج الفني الذي نشتغله، لتكون اللوحة ذات معنى وذات بعد نفسي عميق.
يقول عنه المصور "أحمد صالح": «من خلال شراكتي الفنية مع المصور "خالد بشير" أدركت أنّه يمتاز بمقدرته الفنّيّة العالية على التقاط المشاهد الطبيعية ويضعها ضمن قالب تقني فريد الهيئة، يشتغل على إبراز الأمور البسيطة، يوظّفها ضمن الصور التي يقدمها، تتّسم لوحاته بطابع النقاء، يشعر معه المتلقي كأنّه يشاهد حقائق منثورة بين طيّات اللوحة، حتّى إنّه حين يصور في جانب التصميم، لا تفارقه السمة الإبداعية، ولا تبارحه العناية بالأحاسيس، يوليها اهتمامه، يتّخذها مرتكزاً فنّيّاً».
الجدير بالذكر أن المصور "خالد بشير" من مواليد "فرنسا 1989" حاصل على دبلوم في الهندسة المدنية من المعهد التقاني الهندسي بدمشق ويعمل حالياً في مجال تصميم الديكور. مشارك بعدة معارض تصوير ضوئي على مواقع الانترنت وشارك في معرض تصوير ضوئي للهواة بالمركز الثقافي الفرنسي، كما شارك في معرض التصوير الضوئي في صالة الشعب الذي أقيم على خلفية ورشة عمل تمت في المعهد التقاني للفنون التطبيقية.