تحدثت عن عوالم موجودة في داخلنا فنقلت علاقة المكان من الخارج إلى الداخل باحثة عن كل ما هو جديد في عالم الفن التشكيلي.
موقع "eDmascus” التقى الفنانة التشكيلية "ربيعة كرباج" بتاريخ 9/12/2011 لتتحدث عن المكان الداخلي في أعمالها والذي تقدمه من خلال المعالجة الداخلية للموضوعات والألوان.
لوحاتي ليست فنية بل هي تجسد حالة من التأمل بالصمت، بالروح وبالبذرة الحقيقية والتي هي عبارة عن تدفق النور الداخلي للإنسان، فتكونت حالة قرب بيني وبين الألوهيات عبر موضوع الفن، فلم يعد الإنسان يلامس هذه البذرة الداخلية التي تمثل جوهره الروحاني
عن بداياتها الفنية تقول: «أثناء فترة دراستي الجامعية توجهت إلى الرسم، بدأت بالفن بشكل عفوي كتعبئة لوقت فراغي أثناء دراستي لعلم النفس، فبعد التخرج في كلية التربية تفرغت بكل مشاعري للرسم، فسافرت إلى "بريطانيا" ودرست في عدة معاهد لتعليم الرسم، وكانت من هناك انطلاقتي الأولى حيث شاركت في معرض بـ"كامبردج" مع الفنان "عصام كرباج"، كان هذا المعرض كدافع للاستمرار في هذا المجال، فمن خلال مراقبة الطبيعة وانعكاس الضوء عليها تكونت لوحاتي، لكن بعد فترة من الزمن اكتشفت وجود شيء أعمق من ذلك فتعمقت في طبيعتي الإنسانية كروح، وأصبح اللون يلامسني أكثر فتكونت حالة حميمية بيني وبين اللون فتركت للون حرية التحرك على اللوحة أشبه بإنسان في حالة لقاء مع حبيبه، فتكونت حالة عشق بين اللون وإنسيابيته وبين سطح القماش، فهذا البياض على السطح هو روح الإنسان الداخلية، ومن هنا تكونت لدي حالة العزلة الداخلية فبدأت بالتعمق في الروح ورؤية الألوان التي هي في حالة صمت وتجسيدها على سطح لوحتي، فلامسني أكثر وعرفت أهمية عملي بالألوان وبالفن».
وتتابع بالقول: «لوحاتي ليست فنية بل هي تجسد حالة من التأمل بالصمت، بالروح وبالبذرة الحقيقية والتي هي عبارة عن تدفق النور الداخلي للإنسان، فتكونت حالة قرب بيني وبين الألوهيات عبر موضوع الفن، فلم يعد الإنسان يلامس هذه البذرة الداخلية التي تمثل جوهره الروحاني».
أما عن توظيف هذه البذرة الروحانية على سطح اللوحة فتقول: «اكتشفت من خلال تأملي وعلاقتي الحميمية بالطبيعة والأرض، أن كل ما تراه أعيننا في الطبيعة يرجعنا إلى بذرة ذلك الشيء، مثلاً أي شجرة في كل الكون مهما تنوع شكلها فهي عبارة عن بذرة، فحتى الإنسان عبارة عن بذرة، فالله أو الخير المطلق قدم لنا هذه الخلاصات لكي نستدل منها على ذاتنا لكن فوضى الإنسان والغوغاء الذي يحيط به لا يريد أن يكتشف هذه الخلاصة وتبعدنا عن التوازن في الحياة، فهذه هي البذرة الحقيقية للروح الداخلية وأنا اقوم بتوظيفها بطرق مختلفة ومواضيع عديدة على سطح لوحتي ودون تقنية، ولكن ألوان البذرة هي الألوان الأساسية وهي النار التي هي أحد العناصر الأساسية للطبيعة».
أما عن العلاقة بين اللون والفكرة على سطح اللوحة فتقول: «اللون قبل أن يصبح لوناً هو فكرة، فكل فكرة تحتوي الشعور واللون فالشعور بالنسبة لي هو اللون، فحسب احساسي يتدفق اللون، فإحساسي لا يخرج عن اللون الحار الذي هو النار ولا يبتعد عن الهواء، فألواني أستسقيها من الشعور، فحتى الشفافيات هي لهب النار، فمن حقي كإنسان يملك هذه الأفكار ترجمتها على اللوحة، فاتخاذي هذا المنحى للعمل عليه لأنه حقيقي بالنسبة لي وعشته كحالة تأمل داخلي، فهذه الأفكار تجرفني أكثر من أن تجرفني الحياة الصاخبة، فاستمتاعي دائم في حالة التأمل التي أعيشها، فعندما أغطس في حالة الصمت والتأمل أحاول توظيفها على سطح اللوحة كما أراها في الداخل، أما التقنيات التي استخدمها فهي أصابع يدي فعند استخدام الريشة يكون هناك فاصل بين إحساس الفنان وسطح اللوحة أما الأصابع فتجعل اللون يتحرك بحرية أكثر ليعبر، وهذا لا يمكن تصنيفه تحت بند الفن، فقد قدمت ديواناً شعرياً بعنوان "تحت الأفق بقليل" ولكن لم أشعر بأنني عبرت عن حالتي التي أعيشها فلجأت إلى اللون واكتشفت من خلال ذلك صدق توظيف مشاعري على سطح اللوحة والتعبير بشكل مباشر عن مشاعري، أما عن مشاركاتي فقد شاركت بمعرض مشترك بعنوان "تحية إلى عادل سلوم" في المركز الثقافي الروسي، ومعرض مشترك في بريطانيا في غاليري "الفن الحديث"، ومعرض في رواق "عوشة بنت حسين" في دبي».
عن أعمال الفنانة "ربيعة كرباج" قال الفنان "فراس كالوسية": «لعبة ألوان تترجم حالات شعورية روحانية، فالفنانة "ربيعة كرباج" لونت سماءها الزرقاء بلوحاتها، وشَدت مع العين الثالثة سيمفونيتها الشهيرة للخالق الذي طالما عشقته، وكونت معه علاقة محبّة تسبر وجود الكون لتصل إلى ذاتها الحقيقية التي طالما حلمت بها من خلال تأملاتها الروحية المستمرة ودراساتها في علم النفس وطبائع الإنسان العطشى دائماً للحب والأمل».