"رضوان نصري" مؤلف موسيقي تقع تجربته على التخوم الفاصلة بين القدرة على الخلق والإبداع وبين التعبير عن مكنونات النفس البشرية عن طريق إظهارها على شكل مقطوعة موسيقية تعبر عن رؤية فكرية نابعة من الوسط المحيط وفلسفة العصر الذي يعيش فيه.
موقع "eDmascus" وبتاريخ 20/1/2012 زار الفنان "رضوان نصري" وكان الحوار التالي عن خطواته الأولى في دراسة الموسيقا فحدثنا قائلاً: «هاجس الموسيقا تعزز في روحي منذ الصغر فبعد فترة من الزمن واكتشاف حبي للموسيقا وبنصيحة من أساتذتي اتجهت لدراستها، فدرست في عدة معاهد في "دمشق" و"بيروت" على أيادي أساتذة عمالقة ومختصين، فتعلمت العزف على آلة البيانو، فبداياتي الفنية بالتأليف الموسيقي كانت بفيلم سينمائي مع المخرج "نبيل المالح"، بالإضافة إلى فيلم إيمائي بطولة "بسام كوسا" بعنوان "فلاش" الذي حصل على جوائز عربية وعالمية، واتجهت إلى العمل الكوميدي مع المخرج "هشام شربتجي"، بدأت في أعمالي مع الموسيقا الكوميدية ثم التراجيدية كـ"أسرار المدينة" و"رجال تحت الطربوش"، "أنشودة المطر"، "نزار قباني"، "عائد إلى حيفا"، "وشاء الهوى"، "أبو زيد الهلالي"، بالإضافة إلى أعمال مصرية كـ"أدهم الشرقاوي" و"جمال عبد الناصر"».
يعد "رضوان نصري" من الموسيقيين المتميزين الذين قدموا الكثير من الأعمال الموسيقية للدراما السورية في مجال الموسيقا التصويرية، بالإضافة إلى ذلك فهو يعتبر ذا بصمة خاصة في موسيقاه
وعن تأثره بنمط موسيقا معينة تابعة لثقافة بلد معين يقول: «الموسيقا التصويرية حالة ثقافية فلسفية تعبر عن المكونات الداخلية ولها علاقة بالنفس والروح، أواكب جميع أنماط الموسيقا واختار منها ما يناسب اتجاهاتي الموسيقية، فقد تربيت على سماع عمالقة الغناء العرب والأجانب، لست متعصباً أو مقيداً بنمط موسيقي معين، خلال مسيرتي الفنية تأثرت بدرجة كبيرة بالموسيقا الكردية لكونها حضارة سورية ويوجد تماس مباشر معها وتعمقت بدراستها، بالإضافة إلى وجود حضارات متنوعة في "سورية" يمكن المزج بينها وتقديم نمط موسيقي خاص ومعين».
ويتابع: «مزاجية المؤلف تتأثر بنفسيته فلا يستطيع التأليف إذا لم يكن في حالة نفسية جيدة تساعده، فالإنسان بطبيعته يتأثر بالبيئة والوسط التي يعيش فيها، فالإنسان لديه قابلية كبيرة على الاستيعاب تمكنه أن يحس بكل جزء من نفسه ليصل إلى نفسه الأصلية التي تملك القدرة على العطاء، بالإضافة إلى أن التأليف الموسيقي حالة ثقافية تعبر عن المدلول الفكري، الجمالي، الفلسفي والمعرفي، فيتدخل المؤلف في الأغاني التي يختارها للموسيقا التصويرية وحتى في اختيار الأصوات المؤدية لها، فهو المسؤول الأول عن الأغنية. بالإضافة إلى التأليف أقوم بكتابة شارات الأفلام والمسلسلات مثل "جميل وهناء" "عيلة ست نجوم"، "الحوت"، وقد ألجأ إلى كتابة الكلمات أحياناً بسبب عدم وجود مشروع كتابي يناسب القطعة التي أقوم بتأليفها. ومن المقطوعات الموسيقية التصويرية التي قدمتها للعام 2011( "طالع الفضة"، "أيام الدراسة"، "الغالبون"، "سوق الورق"، "صايعين ضايعين")، أما العمل الذي أحدث انتقالاً في حياتي بمجال الكوميديا فكان مسلسل"جميل وهناء"، وفي الدراما "نزار قباني"».
الموسيقا لغة عالمية، والموسيقار يُدخل وعياً جمالياً لأساليب التأليف ليقدم بصمة خاصة تميزه وتعزز العملية الإبداعية في التأليف الموسيقي، وعن ذلك يقول:
«على الموسيقي في كل عام أن يقدم اختلافاً في المدارس الموسيقية، فأحاول كل عام أن أتطرق إلى مدارس موسيقية عالمية لم يتطرق إليها الكثيرون، واختيار الموسيقا يتم حسب كل عمل، فبعض الأعمال تناسبها الموسيقا الشرقية والبعض يحتاج لموسيقا عالمية».
ويتابع بالقول: «أسعى في الوصول بموسيقاي إلى العالمية وهذا يتوقف على الحالة الإعلامية التي تأثر بشكل على أساسي على الفن، فالحالة الفنية لمرحلة ما هي انعكاس لحالتها الفكرية والثقافية، فعدم وجود رأس مال ثقافي يدعم التجارب الجدية والحقيقية، والتعامل مع الفن بعيداً عن كونه سلعة، بالإضافة إلى الحاجة إلى قاعدة أكاديمية تتعامل مع الموروث الفني بشكل عام بعيداً عن التحجر والتردي، فالموسيقا لا تحتاج إلى ترجمة إلا بمقدار ما تسرح به مخيلة المنصت، فالمؤلف الموسيقي إنسان ذو روح يغامر في سبيل البحث عن عوالم وآفاق أكثر سعة وغرابة عما هو مألوف. الموسيقيون العرب الذين تربيت على موسيقاهم "عمر خيرت" ومن الأجانب أغاني "خوليو".
بالنسبة لمشاريعي المستقبلية فأنا أرغب بإطلاق الموسيقا السورية إلى العالمية».
خلال مسيرته الموسيقية المميزة قام "رضوان نصري" بإبداع التأليف للكثير من الأعمال الموسيقية التصويرية وقد حصل على جوائز عدة منها: جائزة مهرجان البحرين 2002 كأفضل موسيقى تصويرية، جائزة أدونيا 2007، وجائزة عن فيلم "بولوس الرسول"، بالإضافة إلى جائزة عن مسلسل"زمن العار" للمخرجة "رشا شربتجي"».
عن الأعمال التي قدمها الموسيقار "رضوان نصري" يقول الموسيقي "إياد ريماوي": «يعد "رضوان نصري" من الموسيقيين المتميزين الذين قدموا الكثير من الأعمال الموسيقية للدراما السورية في مجال الموسيقا التصويرية، بالإضافة إلى ذلك فهو يعتبر ذا بصمة خاصة في موسيقاه».