من عائلة تحب الموسيقا كانت انطلاقة "ليال وطفة" في سنّ مبكرة، لتترك في مراحل لاحقة من مسيرتها بصمتها الموسيقية السورية المتميزة على مستوى العالم.
مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 20 شباط 2017، مع المؤلفة الموسيقية "ليال وطفة"، لتتحدث عن مسيرتها الفنية في مراحلها المختلفة، حيث قالت: «البداية مع الموسيقا كانت في سنّ التاسعة بعد أن تم القبول في المعهد العالي للموسيقا "الكونسرفاتوار" في "دمشق"، حيث تعلمت العزف على آلة "الكمان"، لكن سرعان ما انتقلت العائلة للإقامة في مدينة "دبي"، وهناك بدأت تعلم العزف على آلة "البيانو"، واستمر ذلك لمدة عامين، وفي سنّ الثامنة عشرة كانت البداية من خلال الإعلانات والتسجيلات الصوتية للكثير من البرامج وفي العديد من المحطات التلفزيونية والإذاعية والإعلانات التجارية، ومازال العمل مستمراً حتى الآن. لكن عملي كمؤلفة موسيقية بدأ في الثانية والعشرين من عمري، حيث عملت لمدة عامين في أهم استديوهات الإنتاج الموسيقي، وخلال هذه المدة كنت أواصل تعليمي لكل ما هو متعلق بتقنيات الصوت والموسيقا إلى أن بدأت خطواتي الأولى بتأليف الموسيقا الخاصة بي، وبعدها حصلت على عرض للعمل في محطة "MBC"، حيث مثلت نقطة التحول الأساسية، وذلك بعد الانضمام الفعلي إلى فريق عمل المحطة، وهناك عملت لمدة ست سنوات كمهندسة صوت ومؤلفة موسيقية، لأصبح بعدها مديرة قسم الإنتاج الصوتي فيها».
هي ليست موسيقا فقط، بل رحلة تأخذ بالمستمع إلى عالم من الصفاء الروحي
وتكمل: «في عام 2009 أنشأت الاستوديو الخاص بي وعملت فيه على إنتاج الكثير من الأعمال الموسيقية لوسائل إعلامية مختلفة وبرامج تلفزيونية متعددة، وكذلك الإعلانات التجارية والأفلام بأنواعها بما فيها الأفلام الوثائقية والقصيرة وعدد من المسلسلات، إضافة إلى الكثير من المشاريع في دول الشرق الأوسط و"أميركا"، و"كندا"، و"بريطانيا"، وغيرها. كما قمت بتوقيع عقد مع شركة "SCORE ASCORE" في "لوس أنجلوس" كواحدة من أهم مؤلفيها الموسيقيين المعتمدين لتأليف الموسيقا للكثير من الوسائل الإعلامية ومحطات التلفزة في كل من "كندا"، و"الولايات المتحدة الأميركية"».
وعن أعمالها والمهرجانات العالمية التي شاركت بها، والجوائز الحاصلة عليها، قالت: «لقد عملت على تسعة مسلسلات، أذكر منها: "موجة حارة"، و"ذاكرة من ورق"، و"بركان ناعم"، و"باب الريح". أما الأفلام؛ فيلمان طويلان وعدد كبير من الأفلام القصيرة والوثائقية، ومنها: فيلم "قبل زحمة الصيف" و"نوارة"، إضافة إلى مشاركاتي في العديد من المهرجانات العالمية، مثل مهرجان أقيم في "برلين" عام 2014، حيث يتم انتقاء ثلاثمئة مبدع على مستوى العالم للمشاركة فيه، وعدة مهرجانات عالمية أخرى حصلت من خلالها على عدد من الجوائز كمهرجان "Bromax BDA" خلال أعوام 2006 و2007 و2008، ومهرجان "New York Festivals" عامي 2011 و2012، وغيرها من الجوائز.
وفي العام الماضي 2016، فزت بجائزة التأليف الموسيقي للأعمال الإعلامية في "هوليود"، وذلك في مهرجان "Hollywood music in Media Awards". أما الجائزة الأخيرة، فكانت مع بدايات 2017 من خلال المشاركة في مهرجان "جمعية الفيلم" السنوي في "القاهرة". والحقيقة إن حلمي هو الوصول إلى قلوب أكبر عدد من الناس في العالم من الوطن العربي وصولاً إلى "هوليود"، لأرفع علم وطني "سورية"».
أما المايسترو السوري "عدنان فتح الله"، فيقول: «تعدّ "ليال وطفة" من الموسيقيين السوريين الشباب الذين استطاعوا بعمر صغير أن يحققوا إنجازات كبيرة على صعيد الموسيقا، وخاصة بما يتعلق بالموسيقا التصويرية؛ فنجد في موسيقاها أفكاراً جديدة دائماً، وأسلوباً جديداً في توظيف الموسيقا لخدمة المشهدية الدرامية، وما يميّز ألحانها هو "الصبغة الشرقية". والجدير بالقول، إن أغلب أعمالها قد نفذت في بلدها "سورية" من قبل عازفين سوريين».
«هي ليست موسيقا فقط، بل رحلة تأخذ بالمستمع إلى عالم من الصفاء الروحي»؛ هذا ما قالته الكاتبة الشابة "رماح غازي إسماعيل" عن موسيقا "وطفة"، وأضافت: «في فوضى الألحان التي تعصف بالفن في أيامنا هذه تجد في موسيقا "ليال" ما يسرّ مسمعك ويطرب ذاتك؛ فموسيقاها تحمل في ثناياها رسالة فنية تروي كل متعطش للأصالة والرزانة التي قلّ مثيلها في وقتنا الحاضر، وما يميز موسيقاها هو انسيابيتها وتناغمها، وما إن تستمع إليها ستقدّر كم استغرقت من الوقت والجهد لإتمام هذه النغمة، وتقديمها للمستمع الذي هو بدوره لا يستطيع إغفال أي لحن جاء فيها؛ فهي مغلّفة بالتشويق وبعيدة كل البعد عن الرتابة والعبثيّة».
يذكر أنّ المؤلفة الموسيقية "ليال وطفة" من مواليد "دمشق" عام 1980، وتقيم حالياً في مدينة "دبيّ".