بعد عام ونيف من الترميم انتهت آخر مرحلة من مراحل ترميم معهد صلحي الوادي، الذي أسسه الفنان الراحل "صلحي الوادي" عام 1961. موقع eSyria بتاريخ 21/5/2009، التقى الأستاذ "جوان قرجولي" مدير المعاهد الموسيقية في سورية- مدير معهد "صلحي الوادي"، والذي حدثنا عن التطوير الذي أصبح في المعهد قبيل حفل الافتتاح حين قال: «من الناحية الهندسية أقمنا أربعة غرف إضافية للتدريس في المعهد من خلال تقسيم قاعات كبيرة إلى قسمين، وأنشأنا مسرحاً موسيقياً يتسع إلى 45 مقعداً، وأضفنا في العهد كاميرات مراقبة لمدخله من الخارج، ونظام إنذار حريق مبكر، ومن الناحية الفنية أصبحت فرقة معهد "صلحي الوادي" للموسيقا العربية جاهزة لإقامة الحفلات، وضمن فترة ترميم معهد "صلحي الوادي"، وحدنا المناهج الدراسية والنظام الإداري والداخلي في كل المعاهد الموسيقية في المحافظات السورية، كما أصبح المنهج النظري التعليمي سورياً بحتاً، بعدما كنا نعتمد على المناهج الفرنسية والروسية في التعليم».
وأضاف: «الكلفة الإجمالية لترميم المعهد كانت 9 ملايين ل.س وزعت على كل أرجاء المعهد، كما ساهمت السفارة الصينية مشكورة في "دمشق" بتقديم 58 آلة موسيقية نفخية وإيقاعية بقيمة مليون ليرة سورية، إضافة إلى شرائنا 25 بيانو إضافي للمعهد، وبرأيي هذا الترميم انعكس على نفسية الطلاب وأهاليهم إيجاباً، فقد أنشأنا قاعة للأهالي من أجل انتظار أبنائهم، وفي المستقبل القريب سوف نعلن عن خطة لاستيعاب كل أطفال "دمشق" في معهد صلحي الوادي، وسوف أترك آلية الاستيعاب مفاجأة نعلنها في وقتها».
سورية بلد عريق يحوي حضارة فنية مختلفة تدل على أن هذه البلد بلد سلام لأن من يبدع ويعزف لا يمكن أن يكون إلا محباً للسلام
وبالنسبة للمعاهد الأخرى في سورية قال: «سوف نقوم بترميم بسيط لمعهد "صباح فخري" في "حلب"، لأننا أخذنا موافقة لإنشاء معهد جديد بمساحة 3000 متر، وباقي المعاهد الآن نقوم بتحديثها لكي تصبح جاهزة في 16 تشرين الأول من هذا العام، أي مع بدء العام الدراسي».
وبدأ حفل الافتتاح وزير الثقافة د. "رياض نعسان آغا" بكلمة تحدث فيها عن الجهد الكبير الذي بذله كادر هذا المعهد بقوله: «أشكر أساتذة معهد صلحي الوادي الذين عملوا في هذا المعهد بدوافع وطنية وإبداعية محضة، فأنا أعرف جيداً أنهم يعملون من أجل تخريج أجيال فنية ممتازة مع أنهم لا يتقاضون ما يوازي جهدهم من المال، بل يتقاضون الحب والعرفان والامتنان الكبير».
ثم قال: «رغم أن هذا المعهد صغير من ناحية مساحته، إلا أنه كبير بموسيقييه الذين خرجهم والذين يدرسهم الآن، ومن جهة أخرى هذا المعهد يقع في قلب العاصمة دمشق ما جعله جزءاً من ذاكرة الكثير من الأسر الدمشقية».
وعن باقي إنجاز مديرية المعاهد الموسيقية في سورية أضاف "الآغا": «استطيع أن أقول أننا تمكنا في العامين الماضيين إنجاز ما يلزم في تعميم افتتاح المعاهد الموسيقية في كل سورية، فنحن في هذا العام أنجزنا عدداً من المعاهد الموسيقية منها معهد "صباح فخري" في "حلب"، ومعهد "محمود العجان" في "اللاذقية"، ومعهد "محمد عبد الكريم" في "حمص"، و"فريد الأطرش" في "السويداء"، وننجز الآن في المحافظات السورية الأخرى مجموعة من المعاهد الموسيقية لتكون جاهزة في أقرب وقت».
وفي ختام كلمته شكر جمهورية "الصين الشعبية" التي قدمت مجموعة من الآلات الموسيقية "النفخية والإيقاعية" بقيمة مليون ليرة سورية، وختم كلمته بقوله: «في الوقت التي قدمت فيه الولايات المتحدة الأمريكية قنابل وأسلحة لقتل أبناء شعبنا في غزة، تقدم لنا الصين آلات موسيقية لكي نرتقي معها حضارياً».
أما السفير الصيني في دمشق والذي حضر الافتتاح فقال: «في الحقيقة أود قبل كل شيء التهنئة بافتتاح هذا المعهد العريق في سورية المعروف بقيمته وليس بمساحته، فهذا المعهد له ذكرياتٍ موسيقية كثيرة في سورية لعبت دوراً في تدريب وتأهيل الموسيقيين السوريين».
وختم بقوله: «سورية بلد عريق يحوي حضارة فنية مختلفة تدل على أن هذه البلد بلد سلام لأن من يبدع ويعزف لا يمكن أن يكون إلا محباً للسلام».
وتخلل حفل الافتتاح عزف لثلاثة طلبة من معهد "صلحي الوادي" على ثلاث آلات موسيقية تدرس ضمن المعهد.