شاعر من جزيرة "أرواد". انتقل إلى محافظة "اللاذقية" بحكم مهنة والده وعمله، درس في مدارسها الابتدائية والإعدادية والثانوية. ثم تخرج من الأكاديمية البحرية "بالإسكندرية" برتبة قبطان. جاب أعالي البحار ورسا في معظم موانئ العالم، عاش الاغتراب قرابة عقدين من الزمن في "بولندا" و"رومانيا", ليعود إلى وطنه حين امتلأت روحه بالحنين إلى ربوعه..
eSyria" التقى الشاعر "مصطفى عبد الله عثمان" بتاريخ 10/6/2009 باحثاً في رحلة حياته وشعره، التي كان أهمها فترة الاغتراب التي حدثنا عنها فقال: «لم أكن مغترباً بالمعنى الكلي للاغتراب، فقد ظللت على اتصال بوطني الأب والأم، أتابع همومه ونجاحاته، وأتحسس قضاياه الوطنية والقومية، أسعد لكل بارقة رائعة تحقق السلام لشعبه».
هذا الديوان حمل همومي والأماني والأحلام الخاصة بي، تلك التي رافقت غربتي وسفري
وعندما وجد بالعودة إلى ربوعه، ووجوده بين أترابه ومواطنيه واجباً روحياً ووطنياً..عاد على سفينة من أشعاره، التي ضمنها رؤاه، وحنينه، وحبه، فجاءت قصائده العاشقة تلبس رداء نقياً صافياً بصفاء ونقاء زرقة البحر ..فكان ديوانه الأول بعنوان " أعلنتُ هواكِ" الذي قال عنه: «هذا الديوان حمل همومي والأماني والأحلام الخاصة بي، تلك التي رافقت غربتي وسفري».
سنوات الوحدة مع السفر، والتأسيس والدربة والمران، تلك التي أسست الشاعر "عثمان" وصقلت موهبته، فأتت قصدائه كما قال: «حاملة روح الأصالة العربية، برداء حداثوي، وبصمة سحرية فيها من عبق البحر وصخب أمواجه وصدفه وسحر مغيبه»؛ كذلك جاء ديوانه الثاني" رقص السحاب" الذي رأي فيه الشاعر منعطفاً جديداً ومتألقاً، يمثل وجدان الشاعر وهمسات من بوحه للمرأة والجمال ونبل العلاقات الإنسانية وشغب الروح..
وتبقى قصائده الوطنية تحمل نبراساً وضاء، أبداها محبة وعشقاً في قصائد ديوانه الثالث "لن يغفر الله" الذي دعا الشاعر "عثمان" من خلاله إلى موقف عربي قوامه الصمود والمقاومة؛ وفي وسطٍ من هذا التداعي السياسي، والتوسع في رؤى الشاعر وصدق مشاعره، أصدر ديوانه الرابع" قصائد مقاوِمَة " الذي ضمنه أجمل القصائد المقاومة، وفي هذا السياق أجابنا الشاعر مصطفى عثمان على نقاط رأينا فيها استجابة معرفية، أوضح الشاعر فيها هوية روحه المتمردة حين قال: « صحيح أن الشعر هو الشعر، لكن هذا الزمن هو زمن المقاومة، ودور الشاعر أكبر من البوح الذاتي والوجداني.
ويضيف الشاعر "عثمان": « أفضل تقديم نفسي كشاعر عربي مهتم بقضايا أمته وهمومها على البوح بوجداني الذاتي، الذي أفضله في كتبي وليس على صفحات الدوريات ووسائط الإعلام والثقافة على الأقل في هذا الزمن الصعب، وما فيه من تحولات تحتاج منا ما تحتاج من الوعي لقضايانا المصيرية».
من جانب آخر أوضح لنا الشاعر عثمان نوع العلاقة الوطيدة التي تربطه بالفنان العربي صفوان بهلوان فقال: « رحلتي مع الفنان صفوان قديمة، يكفي أن تجمعنا الطفولة، في أزقة أرواد وضفافها وملاعبها، كيف لا وهو الذي وجد بقصائدي ما كان يبحث عنه، فكانت قصيدة حطم قيودك التي غناها في مهرجان دعم غزّة البطلة. ثم قصيدة" يا أشرف الناس " تلك التي عزفتها الفرقة السيمفونية في القاهرة، وهي قصيدة قيلت أثناء انتصارنا في تموز، وسوف تقدم هدية للمقاومة في عيدها الثالث»