قرابة خمسين عاما مرت والسيدة "الهام أبو السعود" لا تزال وفية لمدرستها الموسيقية الأولى "معهد صلحي الوادي"، ولصديقها في المشوار الأستاذ المرحوم "صلحي الوادي".
نصف قرن من السنوات قضتها في البحث الموسيقي والأكاديمي وتخريج أجيال من الموسيقيين السوريين لعل أبرزهم د."عزوان زركلي"، ولا تزال إلى الآن تملك الحب والحماس ذاته الذي تملكها في صغرها وبداية مشوارها.
ساهمت برفقة صديقي "صلحي الوادي" والسيدة "سينتيا" و"خضر جنيد" بتأسيس المعهد العربي للموسيقا سابقا ومعهد "صلحي الوادي حاليا"، وذلك في العام 1961 بعد عودتي من "القاهرة" التي درست الموسيقا فيها
وخلال حضورنا حفل ختام مسابقة "صلحي الوادي" الدولية الثانية لآلتي العود والبزق يوم الأحد 9/8/2009 على مسرح كلية الفنون الجميلة "بدمشق"، كان لابد من ملاحظة التوقفات الكثيرة من طلابها السابقين للسؤال عن أحوالها.
وخلال حوارنا معها ومن دون سؤال موجه بدأت تتحدث عن ذكرياتها:«ساهمت برفقة صديقي "صلحي الوادي" والسيدة "سينتيا" و"خضر جنيد" بتأسيس المعهد العربي للموسيقا سابقا ومعهد "صلحي الوادي حاليا"، وذلك في العام 1961 بعد عودتي من "القاهرة" التي درست الموسيقا فيها».
وخلال حديث السيدة "الهام أبو السعود" كانت معلوماتها وذكرياتها تتداخل بطريقة مميزة..فكلما تذكرت حادثة وقعت معها أو محطة ساهمت فيها قطعت ما تتكلم به وانتقلت بالحديث عن شأن آخر.
وفي مقارنة بين التعليم الموسيقي في الماضي والحاضر تقول أستاذة معهد "صلحي الوادي" والمعهد العالي للموسيقا:«قبل سنوات طويلة اقتصر التعليم الموسيقي على أمور بسيطة، وكان يكفي مجرد العزف سماعيا أو تأدية تدريبات بسيطة حتى يقبل الطالب في المعهد، أما الآن فإن تطور الفنون الموسيقية وظهور نظريات جديدة، إضافة إلى تطور الآلات الموسيقية زاد من صعوبة المهمة للطرفين في العملية التعليمية "الأستاذ والطالب"، إلا أنه ساهم بطريقة أو بأخرى بظهور مواهب موسيقية حفرت اسمها في سجل التاريخ».
وعن حادثة تسمية المعهد العربي للموسيقا بمسمى معهد "صلحي الوادي" روت "أبو السعود":«ذهبت برفقة الأستاذ "أثيل حمدان" عميد المعهد العالي للموسيقا، إلى وزير الثقافة وكان في ذلك الوقت د."محمود السيد" وطلبنا منه تغيير الاسم إلى معهد "صلحي الوادي"، وذلك تكريما لما قام به في المشهد الموسيقي السوري والعربي، ولدى سماع الوزير تلك الكلمات وافق على الفور».
وفي نهاية حفل ختام المسابقة وسماع بعض من المشاركين سألنا "أبو السعود" عن رأيها بمستوى العازفين فقالت:«بصراحة تفاجأت بمستوى المتسابقين وهناك مجموعة من المواهب السورية والعربية ينتظرها مستقبل واعد، وبالنسبة إلى طلاب معهد "صلحي الوادي" فإنهم عانوا خلال الفترة الماضية من توقف التدريب نتيجة بعض الأعمال في المعهد ما أثر على مستوى بعض منهم، ورغم ذلك قدموا معزوفات رائعة وأدخلوا عليها تكنيكات مميزة».
أشارت "أبو السعود" إلى مأخذ واحد على المتسابقين وهو إدخالهم تقاسيم غربية في مقطوعاتهم الموسيقية.. معتبرة أن العود آلة عربية أصيلة يعود تاريخها إلى مئات السنين، وهو يحمل طابع الأصالة العربية ويتلاءم في تقسيماته مع ثقافتنا.
وعن أوقاتها وكيف تقضيها والأعمال التي تقوم بها ختمنا مع السيدة "الهام أبو السعود": «أدرس حاليا في معهد "صلحي الوادي"، وأعد أبحاثا ودراسات عن تاريخ الموسيقا العربية وأبرز أعلامها، وشاركت في عدة لقاءات بمراكز ثقافية في مختلف المحافظات، وعملت في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأعمل كذلك مع د."غزوان زركلي" في هيئة تحرير مجلة "الحياة الموسيقية"، إضافة إلى عضويتي في مجمع الموسيقا العربي، وأدرس في كلية التربية قسم التربية الموسيقية في الدارسات العليا، كما ألحن حاليا بعضا من أغاني الأطفال.