يعد الدكتور "عادل قرشولي" واحداً من أبرز المثقفين العرب المقيمين في أوروبا وفي "ألمانيا" تحديداً حيث إنه كان من أوائل المسرحيين العرب الذين ترجموا "برتولد بريشت" وقدّموه للقارئ العربي، ويعتبر "قرشولي" الكاتب السوري المقيم منذ نصف قرن في "ألمانيا" من أبرز المتخصصين في الثقافة الألمانية ومن الشعراء الذين نجحوا في أن يكون لهم مسار شعري متواز مع مسارهم المسرحي ومن آخر أعماله ترجمة مختارات من شعر لـ"محمود درويش" إلى اللغة الألمانية.
eSyria التقاه أثناء مهرجان "دمشق" المسرحي حيث كان يحل ضيفاً عليه وحدثنا فقال: «أنا ولدت في "دمشق" والخمسينيات كانت مرتع صباي، و"دمشق" هي التي كونت سماتي الأولى».
أنا ولدت في "دمشق" والخمسينيات كانت مرتع صباي، و"دمشق" هي التي كونت سماتي الأولى
ثم توقف عن الكلام عن نفسه لأنه فضل أن يتحدث عنه الآخرون الذين يعرفونه وهم كانوا حاضرين في فعاليات المهرجان.
توجهنا إلى الدكتور "نبيل الحفار" وكيل المعهد العالي للفنون المسرحية سابقاً، رئيس قسم الدراسات المسرحية ومن مؤسسي المعهد، ومن ثمَّ رئيس تحرير مجلة الحياة المسرحية حتى عام 2005، والذي قال: «أعرف الدكتور "عادل قرشولي" منذ عام 1965 عندما وصلت لألمانيا لأول مرّة، وعرفت فيه شاعراً معروفاً في الأوساط الألمانية، ثمَّ توسّعت شهرته إلى حدٍّ كبير جداً فعرف داخل ألمانيا وخارجها أيضاً، وترجمت بعض قصائده إلى لغاتٍ أخرى، وهو محبوب جداً من قبل الكتاب الألمان، ونشيط جداً في العمل الأدبي لدرجة أنه قد رشّح لرئاسة اتحاد كتاب ألمانيا في مقاطعة سكسونيا لمرتين متتاليتين بمعنى كل مرة 4 سنوات، ترشح واستلم المنصب، وهذا ليس أمراً قليلاً بالنسبة لألمانيا، وسمعته كرئيس لاتحاد الكتاب كانت جيدة جداً، إضافة إلى ذلك سمعته بين الطلاب السوريين والعرب أيضاً جيدة جداً، وزوجته الألمانية اختصاصية في الأدب، وتدرّس الأدب العربي وهي أيضاً مترجمة مهمة جداً عن الأدب السوري والعربي، وعادل عمل في التدريس وترجم أيضاً بشكل أساسي أعمالاً لـ"أدونيس" و"محمود درويش"، وصدرت ترجماته باللغة الألمانية واطّلعت عليها في معرض الكتاب الأخير في شهر آذار في مدينة "لايبزغ"، بطبيعة الحال اختصاصه في الدكتوراه هو المسرح، وقد نشر الكثير من المقالات التطبيقية عن أعمال مسرحية وخاصةً فيما يتعلق بنظرية "بريشت" في المسرح الملحمي».
أما الناقد المسرحي ورئيس تحرير مجلة "الحياة المسرحية" "جوان جان"، فيقول: «الدكتور "عادل قرشولي" بحكم سفره الدائم، فإن علاقتي به هي علاقة ما أقرؤه من كتاباته، وخاصةً في الفترة التي كان ينشر بها في "الحياة المسرحية" أو في غيرها من المجلات، استفدت كثيراً منه على صعيد الأبحاث ووجهات النظر، بينما على الصعيد الشخصي فعلاقتي به متاحة خلال وجوده في "دمشق" فقط، فعلاقتي به كانت على صعيد ما كتب أكثر منها علاقة شخصية، بحكم وجوده في ألمانيا لفترة طويلة يبدو أنه أصبح يحمل ثقافتين، الثقافة العربية والثقافة الألمانية، ومن خلال كتاباته لاحظت أنه حتى ككاتب يحاول الاستفادة من الثقافتين ويقدم وجهات نظر مختلفة حول عمله هنا وعمله في ألمانيا».
بدوره يضيف الباحث والناقد المسرحي الأستاذ "عبد الفتاح قلعه جي": «الدكتور "عادل قرشولي" تربطني به صداقة قديمة، وهو يتابع المهرجانات المسرحية وخاصةً مهرجان "دمشق" المسرحي، كنا نلتقي معاً في الثمانينيات، وأعتقد أنه في مداخلاته النقدية كان يصيب كبد الحقيقة، ويتكلم بجرأة كبيرة وأضف إلى ذلك أنه شاعر جميل أيضاً، أعتقد أن المهرجان الذي يكون فيه "عادل قرشولي" يكون له طعمٌ خاص، ويرفع من سويته، كنا نشترك في الندوات التقويمية في مهرجانات الثمانينيات، وكانت تستمر لساعتين وثلاث ساعات وكانت الفرق تستفيد كثيراً من آراء كبار النقاد والباحثين آنذاك».
أما المخرج المسرحي د. "تامر العربيد" فيقول: «الدكتور "عادل قرشولي"، دعني أسميه نكهة خاصة في المهرجانات المسرحية والعربية، الدكتور "عادل قرشولي" اسم كبير وله حضور مهم في ألمانيا، إنما كنت أتمنى أن نستفيد من وجوده ليس فقط في المناسبات، يجب أن تستفيد منه المؤسسات المسرحية والفكرية بصراحة، لأنه موهبة وطاقة، ومساهماته معروف فيها على مستوى الساحة العربية والعالمية».
الجدير ذكره أن الدكتور "قرشولي" ولد في "دمشق" سنه 1936. وقد نشر أولى قصائده مبكراً وانضم إلى رابطه الكتاب العرب عام 1957. غادر سورية عام 1959 الى "بيروت" ثم الى ألمانيا، حيث يقيم في مدينه "لايبزغ" منذ عام 1961.
درس العلوم المسرحية والأدب الألماني وحصل على الدكتوراه فيهما عن أطروحته حول مسرح "برتولد بريشت".
عمل من عام 1969 حتى عام 1993 أستاذاً محاضراً في جامعه "كارل ماركس" بمدينه "لايبزغ" ثم تفرغ للكتابة.
ساهم في تأسيس الورشة الثقافية لكتاب "ساكسونيا" والبيت الثقافي العربي- الالماني.
شغل منصب رئيس فرع اتحاد الكتاب الألمان في مقاطعه "لايبزغ" منذ عام 1997 حتى عام 2002.
يكتب الشعر والدراسة باللغتين العربية والألمانية ويترجم عنهما.
شارك في الموجة الشعرية بألمانيا الديمقراطية منتصف الستينيات من القرن الماضي إلى جانب شعراء مثل "فولكر براون"، "ساره كيرش"، "أدولف اندلز" وآخرين من الأسماء اللامعة. تم ضمه إلى موسوعه "كونرادي" الشهيرة عن الشعر الألماني.
منح في عام 1985 جائزة مدينه "لايبزغ" للأدب، وفي عام 1992 جائزة "أدلبرت فون شاميسو".
ترجمت قصائد له إلى عدة لغات. إضافة إلى إقامته لمئات الندوات والأمسيات الشعرية في ألمانيا وندوات في مختلف البلدان العربية والعالمية.
من أعماله الشعرية: "موال في الغربة" و"الخروج من الذات الأحادية".
من أعماله الشعرية الألمانية "عناق خطوط الطول"، "وطن في الغربة"، "لو لم تكن دمشق"، "هكذا تكلم عبد الله".
إضافة إلى دراساته العربية والألمانية ترجم عدداً كبيراً من المسرحيات والقصائد والقصص من الألمانية إلى العربية وبالعكس، كان آخرها مختارات شعرية من مجموعات "محمود درويش" التي صدرت في عام 2004.