كانت القوافل على مرّ التاريخ تحمل على متنها بضائع التجارة وكانت تقصد الربح، إلا أن الأمر كان مختلفاً هذه المرّة، فالقافلة لم تقصد الربح بل كانت تقصد الحرية، وما حملته لم يكن بضائع تجارية، بل شهداءً لأجل قضية إنسانية.
جديد شهداء فلسطين اليوم كانت قافلة سعت نحو الحرية إلا أن شهداءها لم يكونوا فلسطينيين أو عرباً، بل كانوا متطوعين لكسر حالة الخناق التي يمارسها الصهاينة على فلسطينيي غزّة، فاستشهد 19 ناشطاً كان مطلبهم إنسانياً صرفاً.
المسألة هنا هي أن نختار بين أن نكون أو لا نكون، وأعتقد أن الفرصة ما زالت متاحة لأن نكون
لأجل هؤلاء أشعل أكثر من مئة وخمسين شاباً وفناناً سورياً عشرات الشموع أمام السفارة التركية في دمشق كتحية للشهداء الأتراك ولموقف الحكومة التركية من المسألة الفلسطينية.
مدونة وطن eSyria التقى السيد "عصام حبّال" منسق العلاقات العامة في فريق "الرواد للمشي والرحل" الذي وجّه الدعوة، فقال: «دعونا الناس لإشعال الشموع كتحية للشهداء الذين قضوا اليوم في عرض البحر، وتحية لشعب تركيا الشقيقة الداعم للقضايا الإنسانية، كذلك لنعلن حالة الرفض ضد المجزرة الصهيونية التي تمّت اليوم ضد أشخاص كانوا يريدون تأمين حدّ أدنى من كفاف العيش لشعب غزة، وقضية ذات طابع إنساني».
وأضاف "حبّال": «نتمنى أن تتوجه لنا الدعوة للمشاركة في الأسطول القادم لكسر الحصار عن مدينة غزة، واليوم نحن نشعل لهؤلاء الشهداء مجموعة من الشمعات إلا أن الشمعة الكبيرة التي أشعلوها هم صباحاً أضاءت الكون كله».
كذلك أشعل عدد من الفنانين السوريين عدداً من الشموع، مؤكدين أن قضية الحرية هي قضية إنسانية، وجزء من مهمّة الفنّان هو البحث عن هذه الحرية وتوجيه التحيّة لشهدائها.
الفنانة "وفاء موصلي" قالت: «انتابتنا مشاعر من الغضب منذ الصباح الباكر، عندما علمنا أنّ الصهاينة ضربوا من جديد بقرارات المجتمع الدولي عرض الحائط، كشف الصهاينة أنهم ليسوا مهتمين بالبشرية لكونهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار، بأي حق ينهون حياة أشخاص من عدّة دول جاؤوا في واجب إنساني؟».
وأضافت "موصلي": «كأن شريعة الغاب ما زالت تحكم الكون، لذلك فالقرارات الدولية لم تعد تجدي نفعاً، بل هو وقت أصحاب الكلمة وأصحاب الإرادة القوية، ولا يوجد طريق للحرية سوى من خلال هؤلاء الناس الشرفاء الذين أرادوا الانتصار لقضية إنسانية، لعلّ وعسى أن يتحرك ضمير المجتمع الدولي لفك الحصار عن مدينة غزة».
وقالت "موصلي": «نحن معنيون لأن هذه المسألة تمس إنسانيتنا أولاً، أمام شرذمة من اليهود لا يوجد لديهم أخلاق وهم أعداء للإنسانية، لذلك جئنا اليوم لنطلب لهؤلاء الشهداء الذكرى والخلود».
أما الفنان "فايز قزق" فقال: «طالما بقي هذا الكيان الغاصب كمكتب عسكري مزروع لقيادة المنطقة وشعوب المنطقة أمام أهواء قادة بعض النخب السياسية القذرة في أوروبا وبصورة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية فلن تكون هناك أية قائمة لشعوب هذه المنطقة، وما نراه اليوم هو جزء طبيعي من العقلية والذهنية اليهودية التي لا تتردد في قتل الرجل والطفل والمرأة والشيخ والشجر والحجر، كما أوصاهم التلمود وهكذا يفعلون ويبقون على هذه الذهنية الدينية المتزمتة في القتل وفي احتلال أراضي الغير وفي تدمير البيوت على أصحابها، وقتل كل الجنسيات الأخرى وإحاطة العالم بالرعب الصهيوني».
وقال "قزق": «ما يفعله الصهاينة اليوم يفوق ما قام به "هتلر" على الرغم من أن هتلر كان أوروبياً وعندما شذَّ عن قانون الطبيعة وعن منطق الإنسان انتزعه الأوروبيون من وسط قارتهم وبنوا أوروبا التي نراها اليوم، علينا أن نساعد الزمن في مسألة إذابة هذا الكيان والخلاص منه ثم التفكير في مسائل التعليم والصحة والنهوض بالمجتمع».
وأضاف "قزق": «المسألة هنا هي أن نختار بين أن نكون أو لا نكون، وأعتقد أن الفرصة ما زالت متاحة لأن نكون».
الفنان السوري "وضّاح إسماعيل" قال: «الضحايا اليوم شكلوا لبنة مهمة في مرحلة انزلاق إسرائيل المتسارع باتجاه نهايتها، إذ إنهم أسفروا عن وجههم الحقيقي كوحوش حقيقيين، هم من أكلة لحوم البشر وسيكون لهم مكان تحت الأرض ولن يكون لها "مكان تحت الشمس" كما كتب رئيس عصابتهم "بنيامين نتنياهو"».
الفنانة "أمانة والي" قالت: «جئنا لنشعل شمعة، نحييّ فيها هذا الموقف الإنساني الذي حمل صبغة عالمية هذه المرّة، ونشعل شمعة للذكرى وللحرية والتاريخ».