وسط تصفيق جماهيري حار صعد الفنان " سميح شقير " إلى منصة الخطاب والكلمات السياسية في نهاية الاعتصام التضامني للأحزاب "الشيوعية والتنظيمات اليسارية والوطنية الفلسطينية " بعد ظهر يوم الجمعة 16/1/2009 في " ساحة عرنوس بدمشق " دعما ً لصمود أهلنا في "غزة " وتنديدا ً بالعدوان الإسرائيلي السافر.
ختام الاعتصام كما يقول " رشيد محمد " أحد المشاركين فيه :« كان غناء ً ثوريا ً وتفاعلا ً جماهيريا ً لم نشهده منذ فترة طويلة في ساحات " دمشق "، ولكن حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل أعادت إلى شوارع " دمشق" ألقها وما كانت تشهده من ثورات وصرخات الحناجر إبان الاحتلال الأجنبي، والآن يتكرر السيناريو فلم تهدأ شوارع العاصمة وباقي " المدن السورية " من مسيرات غضب ودعم للأهل في "غزة " منذ اليوم الأول من العدوان الصهيوني الغاشم».
جئت لأقول إن عشت َ فعش حرا ً أو مت كالأشجار وقوفا ً، فألف تحية من " دمشق الصامدة " للشعب الصامد والمقاومة البطلة في "غزة" التي ترفع الرأس عاليا ً وتلحق الهزائم بالمحتل الغاشم وبدلت المشهد السياسي في المنطقة وكشفت القناع عن الكثير من الوجوه
يعشق الفنان " شقير " أجواء المهرجانات التضامنية والحشود الشعبية والرايات الوطنية يتابع " محمد " بحماسة فريدة :« يعيش الفنان المقاوم "شقير" مثلنا معاناة الشعب الفلسطيني في " غزة " تحت النار والحصار وهدير الطائرات والمدافع والقنابل الفوسفورية المحرّمة دوليا ً، ولكنه جاء إلى ساحة الاعتصام ومعه أسلحته المعهودة، صوته وفكره الثوري وعوده وأنامله، فبدأ الحفلة بوتيرة أكثر حماسة ً وتفاعلا ً شعبيا ً ورسميا ً بعد ساعات من الخطابات والكلمات التي أجمعت على دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الصهيونية التي تحصد أرواح الأطفال والنساء والشيوخ في "غزة " وتطال حتى المساجد والمقرات الدولية والأطقم الطبية وكل أسباب الحياة».
لم يطل الفنان " شقير " في كلمته ولم يطلق الرصاص السياسي مباشرة على أحد، على حد وصف السيدة " ريتا عزام " :« لم يأت ليرسل الرسائل
السياسية ويطلق النار على الأنظمة بل جاء ليطلق الكلمات الوطنية من حنجرته ويرسل رسائله عبر بريد الشعب ليستثمر الوقت والمناسبة في تقديم أغنياته الوطنية المعروفة للجمهور الذي طالما ازداد تعطشه لمثل هذا النوع من الغناء والكلمات».
كعادته بدأ الفنان " شقير " بتحية الآلاف الذين انتظروه رغم البرد ما أن عرفوا أنه سيشارك في هذا الاعتصام، لغته اختلفت عن لغة الساسة الذين سبقوه في الكلام، رفع قبضته وآلته الموسيقية مرحِّبا ً بالحضور :« جئت لأقول إن عشت َ فعش حرا ً أو مت كالأشجار وقوفا ً، فألف تحية من " دمشق الصامدة " للشعب الصامد والمقاومة البطلة في "غزة" التي ترفع الرأس عاليا ً وتلحق الهزائم بالمحتل الغاشم وبدلت المشهد السياسي في المنطقة وكشفت القناع عن الكثير من الوجوه».
نحو ساعة من الغناء الثوري مضت دون شعور بالزمن وأراد الحضور المزيد، وما أن أدى " شقير " المهمة حتى تحلق الجمهور
بكثافة حوله فعبر بكل تواضع عن محبته واحترامه لهم، ووسط هذا الازدحام تمكن موقع "eSyria" من الوصول إلى هذا الفنان والحديث معه عن المناسبة ورؤيته لما يجري في " فلسطين المحتلة " في هذه الأيام :« نفدي "غزة " الصامدة بدمائنا، وما حضورنا هذا الاعتصام إلا تعبير عن تضامننا مع الأهل هناك واستنكارنا الشديد للمجازر الإسرائيلية الآثمة بحق الأطفال والنساء والشيوخ، ومطالبتنا المجتمع الدولي بالتحرك والضغط على دولة الكيان الصهيوني لوقف هذه المجازر الوحشية وانسحاب الاحتلال من " غزة " ورفع الحصار وفتح المعابر كافة، ولكن لا بد من القول إن ما يجري في غزة يتطلب توحيد الصفوف والتلاحم الوطني والاستعداد لمواجهة المخططات الامبريالية التي تهدف إلى تغيير بنية المنطقة».
ولدى سؤالنا للفنان " شقير " عن أهمية الغناء الثوري في هذه المرحلة التي تتعرض فيها " غزة " لحرب الإبادة الجماعية في حين لا تشير بعض المحطات الإذاعية والتلفزيونية إلى شلال الدم الفلسطيني فقال :« كل طرف يؤدي رسالته، هناك خط وطني ومبدئي، وهناك خط آخر يعبر عن التخاذل والتواطؤ والتآمر على القضية الفلسطينية ومستقبل المنطقة وخيراتها وإرادة أبنائها، فتلك الفضائيات والإذاعات المشبوهة هدفها زرع ثقافة " اللامبالاة " بين هذا الجيل ومن الطبيعي ألا تشير إلى ما يجري في "غزة "، ولكن الشارع وحتى الأطفال يعرفون خلفياتهم وأهدافهم الرخيصة والمكشوفة وهي فاشلة بدليل الزخم الجماهيري الذي نراه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في شوارع جميع المدن والعواصم العربية والعديد من المدن العالمية والتضامن الشعبي الواسع مع " غزة "، فالشعوب واعية لما تحاك للمنطقة وللعالم من مؤامرات تحت يافطات الانفتاح و"العولمة المزيفة"».