يجمع عمله بين: الرسم التشكيلي، الكتابة، الرسم الكولاج، المستلهم من التكعيبية والمتميز بصرامة التشكيل، ونوعية الرسم وأحادية الألوان المعتدلة، يزين مشاهد من شوارع العاصمة الفرنسية وقطار أنفاقها ومقاهيها، هذا ما لاحظناه من خلال حوارنا مع الفنان المغترب "بطرس المعري".
موقع "eSyria" بتاريخ 15/2/2011 حضر افتتاح معرض الفنان السوري "بطرس المعري" وهو مغترب في "فرنسا"، المعرض الذي حاول فيه الفنان أن ينقل إلينا الكثير من تقاليد وعادات الفرنسيين التي تأثر بها نتيجة إقامته هناك.
الأعمال مهمة للتمعن فيها، فقد لاحظت في لوحاته تأثره بالثقافة الفرنسية وأيضاً بثقافة بلده الأم "سورية"، وجميل خلط الثقافات لأنه يكون السبب في الإبداع
حيث افتتح المعرض السفير الفرنسي "إريك شوفالييه" وفي كلمة له عن المعرض قال: «إن هذه التجربة التي قدمها لنا الفنان السوري "بطرس المعري" تساهم في تطوير العلاقات الثقافية المزدوجة بين سورية وفرنسا، فهذا المعرض المسمى "دفتر إقامة" يقدم مشاهد ليس فقط من "باريس" بل من "فرنسا" بأكملها، فهي تشكل مرآة لعادات الفرنسيين وتقاليدهم، وهذا المعرض شهادة لتجربة الفنان "بطرس" الفرنسية حيث تلقي نظرة تهكمية وساخرة على العادات والتقاليد، فمن خلال الأعمال نرى كيفية نظرته للفرنسيين، فالأعمال متميزة بالدقة والنوعية في الرسم».
وخلال لقائنا الفنان التشكيلي "بطرس المعري" حدثنا عن فكرة الأعمال وعن إقامته في فرنسا وتأثره بها قائلاً: «بعد سنوات من الإقامة في "باريس" و"فرنسا"، مشحونة بحنين إلى "دمشق" عدت إليها، مدينتي الأم، ولكن بعد أن حطت الطائرة على أرض المطار نشأ حنين آخر معاكس إلى "باريس" وإلى أصفر مدينة "ايكس"، وهكذا بدأت برسم الشوارع الباريسية بناسها ومقاهيها والمترو فيها، ورسمت شمس الجنوب أيضاً، هذه اللوحات صممتها لتحمل بعضاً مما عاينت وبعضاً من ملاحظاتي العادية جداً وبعضاً من ذكرياتي الجميلة».
ويتابع الفنان "بطرس" بالقول: «المعرض يحتوي على 40 لوحة، والأفكار مستوحاة من فكرة كتاب بعنوان "دفتر إقامة" تتناول الفترة التي قضيتها في "باريس" مدة عشر سنوات والمشاهدات والأفكار التي كانت تخطر لي طول فترة وجودي في باريس، حاولت أن أجسد كل صفحة من الكتاب في لوحة، وأن أضع نص معين لها لكي تتحول في المستقبل إلى كتاب، أما التقنيات التي استخدمتها فهي "القماش، الأكريليك والكولاج"».
ومن الحضور التقينا صديق الفنان منذ الطفولة المهندس المعماري "فالتان برمنجيان" عن رأيه يحدثنا بالقول: «منذ أيام الدراسة كان لديه أفكار مميزة تدل على محبته للفن، فكان متميزاً في اللوحات التي يرسمها في الصف، فالمعرض جميل وفكرته متميزة من خلال استخدام أسلوب الخلط بين الفن والأدب فهي تميز أعماله، فهو يعتبر فنان وأديب بنفس الوقت».
أما الفنان التشكيلي الدكتور "الياس زيات" عن رأيه بالمعرض يقول: «المعرض يدل على ثقافة الفنان وامتيازه بالتقنية، فتجربته تحتوي على نوع من التهكم ليس الكاريكتور بل اللطيف، وللفنان حرية اختيارالتعامل مع الأدب والفن في وقت واحد لكن دون أن يطغى واحد على الآخر وهذا ما وجدته في لوحات "بطرس" في تفسيره للأفكار الأدبية».
والنحات "لطفي الرمحين" يحدثنا: «الأعمال مهمة للتمعن فيها، فقد لاحظت في لوحاته تأثره بالثقافة الفرنسية وأيضاً بثقافة بلده الأم "سورية"، وجميل خلط الثقافات لأنه يكون السبب في الإبداع».
والجدير بالذكر أن الفنان التشكيلي "بطرس المعري" ولد في "دمشق" 1968، ونال شهادة في الحفر من كلية الفنون الجميلة في "دمشق" في العام 1991، من ثم استقر لسنوات عديدة في "باريس" حيث واصل دراسات في الانتربولوجيا الاجتماعية في مدرسة "الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية"، وفي العام 2006 قدم رسالة دكتوراه حول التصاوير الشعبية وولادة الرسم الحديث في سورية، كما أنه بدأ في العام 2008 التدريس في كلية الفنون الجميلة في مدينته الأم، ويعرض "بطرس المعري" أعماله بانتظام في صالات عرض باريسية ودولية، ولاسيما في معهد العالم العربي في باريس في العام 2008، وفي المتحف الوطني بـدمشق في العام 2009، في إطار معرض "نظرات متقاطعة"، وكذلك في "فرانكفوت" في العام 2004، وفي "الاسكندرية" في العام 2004، في موازاة هذا النشاط فـ"بطرس المعري" مؤلف ورسام لكتب فنانين ولعدة كتب مزدوجة اللغة الفرنسية والعربية موجهة لليافعين.