الثقافة هي الحاجة العليا للإنسانية، ومن هنا يجب أن يكون لجيل الشباب بصمة خاصة في عالم الثقافة التي بدأت تظهر ملامحها الفرعية بأقلام وإبداعات الشباب السوري، ومن هنا خصص فريق "الرواد" للمشي والرحالة أسبوعاً ثقافياً تحت عنوان "بصمات ثقافية" للتواصل مع جيل الشباب وعرض إبداعاتهم وفعالياتهم المتنوعة بالتعاون مع جريدة "شرفات الشام".
موقع "eSyria" حضر فعاليات الأسبوع الثقافي الذي أقامه فريق "الرواد" للمشي والرحالة في المركز الثقافي العربي بالمزة، حيث بدأ الاحتفال بتاريخ 10/4/2010 بافتتاح المعرض الفني الذي ضم عدة لوحات زيتية لفنانين شباب، وأعمال نحتية نقشت عليها ملامح إنسانية قديمة، إضافة إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي التقطتها عدسة الدكتور "أحمد حسن" والسيد "حسن حداد" من خلال جولاتهم ورحلاتهم مع فريق "الرواد" في المناطق السورية، هناك التقينا مدير فريق "الرواد" للمشي والرحالة "وهيب السعيد" الذي أصرّ على أن يكون النشاط من إحدى الفعاليات الثقافية الموجهة للشباب تحديداً: «إن فريق "الرواد" هو فريق رياضي، بيئي، اجتماعي وثقافي، حيث في المجال البيئي قمنا بثلاث حملات منها "لنغسل التعب عن بردى، خليها خضرا، لا لأكياس النايلون"، فوجدنا هنا أنه يجب أن نقدم فعالية ثقافية تكون لها مكانة في تعزيز دور الشباب في المجتمع، و"بصمات ثقافية" هي مجرد فكرة بسيطة من متطوعي "الرواد" للمشي والرحالة للتعريف بنشاطاتهم، حيث اجتمعوا اليوم وفي هذا الأسبوع ليقدموا لنا إبداعاتهم الفنية والأدبية والثقافية، فالثقافة هي الحاجة الرئيسية لهذا الجيل المعطاء الذي يجب أن نزرع فيه روح التطوع والثقافة للترقي بالمجتمع كله».
إنني أشرف على مجموعة من الشباب الفنانين الذين قدموا لوحات فنية تعبر عن أحاسيسهم ومشاعرهم بمشاركة طوعية رغبة بخلق جو فني ثقفافي، حيث إن أهمية هذه المشاركة تكمن في أن هذه الفعالية تعطي وجهاً حضارياً لهذا البلد، وهو إنجاز جماعي حقق أهدافاً ثقافية جميلة تطمح إلى تعزيز الحالة الثقافية بين الجيل الشاب ونشر روح التطوع والتعاون بين أصدقاء "الرواد" للمشي والرحالة
روح التطوع وأثره على أعمال الشباب ظهر من خلال المشاركين في المعرض، فكل المشاركين كانوا متطوعين وجهت لهم الدعوة فوافقوا بذلك كما حدثنا "السعيد"، أما الأستاذ "فادي العسّاف" أحد المشرفين على اللوحات الفنية ومصمم "بوستر" الفعالية خلال لقائنا به حدثنا عن أهمية هذه النشاطات الثقافية وعن المغزى من تصميمه "بوستر" الفعالية الذي يتألف من كف اليد الممثلة بالأصابع الخمسة الملونة: «إنني أشرف على مجموعة من الشباب الفنانين الذين قدموا لوحات فنية تعبر عن أحاسيسهم ومشاعرهم بمشاركة طوعية رغبة بخلق جو فني ثقفافي، حيث إن أهمية هذه المشاركة تكمن في أن هذه الفعالية تعطي وجهاً حضارياً لهذا البلد، وهو إنجاز جماعي حقق أهدافاً ثقافية جميلة تطمح إلى تعزيز الحالة الثقافية بين الجيل الشاب ونشر روح التطوع والتعاون بين أصدقاء "الرواد" للمشي والرحالة».
وعن فكرة تصميمه للبوستر يقول "العسّاف": «اختياري وتصميمي لبصمة الكف دليل الموافقة على هذه الفعالية التي تتألف من الموسيقا، الأدب، الغناء، التشكيل والسينما، وهذه المجالات الخمسة كانت عبارة عن خمسة أصابع ملونة عبّرنا عنها ببصمة ثقافية، فطموحنا هو خلق حالة ثقافية جديدة بين الشباب الذين يعتبرون من أهم الركائز الفنية والثقافية في سورية، حيث إن الأنظار كلها موجهة إلى هذا الجيل المعطاء الذي دخل الساحة الفنية والأدبية والثقافية بقوة، وعلينا التركيز عليهم سواء من خلال "بصمات ثقافية" كأسبوع ثقافي أو عن طريق خلق روح تعاونية وتطوعية لخلق بصمات ثقافية عديدة ومتنوعة، إنها حالة نسبية ولكن لها أثرها الإيجابي في المجتمع وعلينا دعمها بقوة أكثر».
بعد افتتاح الفعالية بحضور مستشار وزير الثقافة الأستاذ "ماهر عازر" تم تقديم حفل موسيقي من قبل فرقة "مايا" بقيادة الفنان "باسل خليل"، وهناك التقينا الأستاذ "ماهر عازر" الذي حدثنا عن أهمية مثل هذه الفعاليات الأهلية في تعزيز دور المجتمع والشباب تحديداً في بناء خلفية ثقافية لهذا الجيل وللأجيال القادمة الذي ستكون لهم بصمة ثقافية مهمة، وهنا يقول: «دائماً فعاليات المجتمع الأهلي هي الحامل والرافع لأي مشروع ولاسيما أن هذا المشروع له قيمة ثقافية، فالعمل بهذه المشاريع يتيح للمثقفين من خلال المنابر عرض أعمالهم وفعالياتهم الفنية والأدبية، ويفتح لهم جسراً من الحوار الأدبي والثقافي المبني على فكرة التطوع والإبداع، أنا مع فكرة إقامة هذه المشاريع الشابة ولندعمها ونتفاعل معها لترتقي وتتقدم وتقدم المزيد من البصمات الثقافية، فجزء كبير من توجه الوزارة ورؤاها بنشر الوعي الثقافي ينطوي باتجاه دعم المجتمع الأهلي وتفعيل المهرجانات، ولذلك ندعم كل هذه الفعاليات الأهلية لأهمية تفعيل المجتمع الأهلي بالفعل الثقافي».
بات دور الشباب السوري واضحاً في الحراك الثقافي الفني والأدبي وحتى الاجتماعي، و"بصمات ثقافية" كما اخبرنا "عصام حبّال" مسؤول العلاقات العامة في فريق "الرواد" للمشي والرحالة عن المشاريع الثقافية المهمة التي يجب أن تدعم من كل الجمعيات الأهلية، فنشر ثقافة التطوع والتعاون بين الشباب هو بداية بناء الجسر الأول للتواصل الحضاري والثقافي والاجتماعي، وخاصة عندما تكون هذه النشاطات مجانية مثل "بصمات ثقافية" ولم تكلف شيئاً.
آراء كثيرة تمحورت حول دعم جيل الشباب وتقديم كل الوسائل والأوراق والأقلام لرسم بصمتهم الثقافية الخاصة التي تعبر عن إبداعاتهم الثقافية، وهنا يقول "نجم الدين السمان" رئيس تحرير جريدة "شرفات الشام" الذي قدم التعاون من قبل الجريدة في إقامة هذه الفعالية: «إن هذه الفعالية تدل على أن الحراك الثقافي موجود عند الشباب السوري، وأنهم بحاجة إلى الاستماع لمبادراتهم الفنية والثقافية المختلفة، فالشباب السوري لديه أمور كثيرة بحاجة إلى المبادرة التي تحتاج إلى الدعم، ومن خلال تجربة فريق "الرواد" هذه نلاحظ أنهم قدموا لنا أسبوعاً ثقافياً مهماً من خلال جهودهم المشتركة، فهذا هو النتاج الفني والثقافي لفريق "الرواد" الذي بدأ بمجموعة صغيرة من خلال رحلات إلى البيئة السورية والوصول الآن إلى إقامة فعاليات ثقافية مهمة في سورية، إنها بصمة ثقافية مهمة يجب أن تتكرر بألوان ثقافية كبيرة وواعدة».
أما الإعلامية "براء صليبا" فتقول عن رأيها بمثل هذه التجربة الثقافية الشابة: «إن الشباب هم أهم المحاور الثقافية الموجودة في سورية، ومن خلالهم نوسع الأطر الثقافية الفنية والأدبية والاجتماعية التي يجب أن تكون أهم الرسائل التي تقع على عاتق المسؤولين والمجتمع، فلهذه البصمة الثقافية أهمية كبيرة في تعزيز الثقافة بين المجتمع وبمشاركة الأدباء والفنانين الشباب، و"بصمات ثقافية" هي من هذه المحاور المهمة التي يجب التعرف عليها من خلال النشاطات التي ستقدمها بمشاركة المتطوعين الشباب».
الجدير ذكره أن "بصمات ثقافية" يستمر بفعالياته من السبت 10/ نيسان إلى الخميس 15/ نيسان في المركز الثقافي العربي بالمزة، حيث يتضمن الأسبوع الفعاليات التالية:
يوم السبت 10/ نيسان: افتتاح الأسبوع الثقافي، الساعة الثامنة مساءً، وافتتاح معارض الرسم- النحت- الخزف- التصوير، كما يلي الافتتاح حفل موسيقي غنائي تحييه فرقة "مايا" بقيادة الفنان "باسل خليل".
الأحد 11/ نيسان الساعة السابعة مساءً: أمسية شعرية يحييها الشعراء: "ابراهيم الجبين، حسنا السامح، خضر الآغا، رولا حسن، علي سفر، فارس البحرة، فؤاد كحل"، إضافة إلى عرض لفيلم "نور الهدى" تأليف وإخراج "أحمد حيدر" مدة الفيلم 20 دقيقة، وعرض لفيلم "ساصير يوماً ما أريد" كتابة "علي سفر"، إخراج "احمد حيدر" مدة الفلم 37 دقيقة.
الإثنين 12/ نيسان السابعة مساءً: أمسية قصصية يحييها الأدباء "حسن م يوسف، رشا عباس، كوليت بهنا، نجم الدين السمان".عرض لفيلم "الحياة شعراً.. أنطون دوشي شاعراً وإنساناً"، إعداد وسيناريو وإخراج "طارق مصطفى"، مدة الفيلم 38 دقيقة، وعرض لفيلم "مطموراً تحت غبار الآخرين"، كتابة "ابراهيم الجبين" وإخراج "علي سفر" مدة الفيلم 30 دقيقة.
الأربعاء 14/ نيسان السابعة مساءً: ندوة مسرحية بعنوان "الهوية في المسرح السوري– مشاهدة لأجيال"، يشارك فيها الفنان "فايز قزق"، "وائل قدور" كاتباً مسرحياً، "مايا جاموس" ناقدة، ويدير الندوة الأستاذ "علي الكفري".عرض لفيلم "كلام حريم"، تأليف "عدنان عودة" وإخراج "سامر برقاوي"، مدة الفيلم 22 دقيقة، وعرض لفيلم "ملتقى النحت"، تأليف وإخراج "نادر أحمد"، مدة الفيلم 40 دقيقة.
الخميس 15/ نيسان السابعة مساءً: اختتام الأسبوع الثقافي بحفل موسيقي غنائي تحييه فرقة "مايا".
الجمعة 16/ نيسان: يوم مسير جماهيري إلى ضريح الشهيد "يوسف العظمة" احتفالاً بذكرى جلاء المستعمر عن أرضنا الحبيبة.