شاعر ومفكر وأديب وإنسان، يحتار المرء من أين يبدأ الحديث عنه، هو في القلب والادب وعقيدته التي نفتخر، شاعرنا هو طائر العنقاء الذي ينتفض من رماده ليقول كلمة ليست كالكلمات.... بهذه العبارات الجميلة بدأ السيد علي القيم معاون وزير الثقافة كلمته في الحفل التكريمي الذي أقامه اتحاد الكتاب العرب للشاعر الدكتور نذير العظمة في مكتبة الأسد الوطنية.
وأشار الدكتور القيم أن العظمة شاعر وأديب وكاتب أغنى المكتبة العربية بكل ما هو قيم ورفيع في الشعر والمسرح والرواية والبحوث والدراسات، وأن شاعرنا فيه شيء من بدوي الجبل وادونيس ويوسف الخال، وهو من الشعراء والكتاب القلة الذين لم ينلهم الكثير من حقهم والتعريف بهم بالقياس مع اسهاماتهم على مختلف الصعد الادبية والنقدية والفكرية لذلك تأتي هذه الندوة لتعطيه بعضا من هذا الحق.
غيبور: العظمة لو شطب الآخر لشطب نفسه .
الشاعرة فاديا غيبور نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب أكدت في كلمة القتها نيابة عن رئيس الاتحاد أن نذير العظمة يملك وعياً شعرياً خاصاً لتاريخ أمته وقضاياها.
ورأت غيبور أن الجملة الشعرية عند العظمة حالة واعية للحدث والموقف كما نجده في توظيفه للاسطورة لخدمة قضايا الأمة، وأضافت أن الشاعر العظمة يمنح اللغة الشعرية وعياً بأحداث الأمة منطلقا من فهمه للواقع بشكل معمق ومدروس.
وعبرت غيبور عن سعادتها كشاعرة وإنسانة أن ترى العظمة مكرما وهو الشاعر الشاب الذي يتحرك بسرعة فكريا فهو لايتوقف عن الإبداع واحترام الرأي الآخر إلى درجة أنه مستعد لشطب نفسه اذا شطب الآخ، وتقول غيبورفي ختام كلمتها : مبارك له التكريم فهو يستحق الكثير، نهديه حبنا اذا كان الحب يكفي .
سكر : حمل دمشق معه الى قارات العالم وظلت ضمن حقائبه.
الدكتور راتب سكر مقرر جمعية الشعرباتحاد الكتاب العرب قال : إن الشاعر العظمة هو إبن دمشق البار الذي حمل دمشق معه الى قارات العالم، وظلت دمشق ضمن حقائبه، مؤكداً أن العظمة دفع بالحركة الشعرية العربية الى الامام أشواطا طويلة، إنه باختصار شاعر وكاتب وباحث في الأدب المقارن وبامتياز.
فارس : نذير يفجر من العشب اعشاب .
الدكتور مروان فارس النائب اللبناني استهل في دراسة أدبية حول الحب عند نذير العظمة بالقول : دمشق عاصمة الثقافة العربية ليس لهذه السنة فحسب بل هي عاصمة الثقافة أبدا.
وأضاف فارس أن دمشق اليوم إذ تكرم شاعراً منها فإنها تكرم مشروع العظمة في الشعر، مشروع إعادة الحياة للحب فالحب عنده إمتداد في الوقت،وإاعادة إعمار الحياة في الحب،نذير العظمة يفجر من العشب أعشاب، يولد صوته وتموت على نبضه شهوات الضعفاء، الشعر عنده هو الموت من أجل الحياة.
وتخلل الحفل التكريمي كذلك مجموعة من الدراسات النقدية والأدبية حول نتاجات نذيرالعظمة قدمها الروائي محمد ابراهيم العلي والدكتور نزار بريك هنيدي وعلاء الدين عبد المولى كلاس وعبد القادر الحصني.
وأسدل الستار على الحفل بكلمة للشاعر الكبير المكرم نذير العظمة الذي شكر اتحاد الكتاب العرب والمتحدثين على ما تفضلوا به من مواقف تجاه مسيرته الشعرية والادبية مؤكدا أن هذا التكريم يشكل حافزاً للمزيد من العطاء والإنتاج في حقول أدبية مختلفة تعبر عن الحب والحياة والمقاومة .
د. نذير العظمة في سطور :
ولد في دمشق عام 1930 وتخرج من جامعتها عام 1954 وبعد سفره واقامته في لبنان أسس مع يوسف الخال وأدونيس مجلة شعر، وأصبح أحد رواد الحداثة في الشعر العربي .
نال درجة الماجستير في الأدب الانكليزي من جامعة بورتلاند والدكتوراة في فلسفة الأدب من جامعة انديانا بلومنغتون .
درَس الأدب الحديث والمقارن في الجامعات العربية والأمريكية ونشر أعماله بالعربية وقسماً منها بالانكليزية.
مؤسس مجلة الآداب العربية الصادرة باللغة الانكليزية عن اتحاد الكتاب العرب .
رئيس تحرير مجلة البناء اليومية في بيروت .
أدى دوراً مهما ً في تطوير القصيدة الحديثة وابتكر القصيدة المَدورة .
كتب في العديد من المجالات الأدبية والنقدية، وأصدر خمسون كتاباً منها إثنا عشرة ديواناً مطبوعاً إضافة إلى خمس مسرحيات وثلاثة كتب نقدية هي سفر العنقاء، المعراج والرمز الصوفي، وبدر شاكر السياب وأديث سيتويل، كما أصدر روايتين هما الشيخ ومغارة الدم، وأوراق العارف الدمشقي، ومن مسرحياته اوروك تبحث عن جلجامش، سيزيف الأندلسي، طائر السمرمر، دروع امرىء القيس، والمرايا .
ترجمت مختارات من شعره الى الفرنسية والانكليزية والاسبانية والبرتغالية والاوردية والفارسية .
أخرجت بعض مسرحياته في المغرب وكندا وأمريكا .
ُكرَم من قبل العديد من الهيئات الثقافية في الوطن العربي .
شارك في وفود ثقافية الى روسيا والهند وتركيا وايران ومصر وتونس ولبنان والإمارات العربية المتحدة .