«ارتفعت أصوات التلميذات الثلاث والأربعين في الصف السابع:
علامة نصبه الكسرة عوضاً عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم؟
كلٌّ منّا لصٌّ على طريقته الخاصة.. ويبقى الوطن الضحية الوحيدة من غير مجرم
وارتفعت من فوق رؤوسهن إشارات تعجب واستفهام ارتطمت بسقف الصف وتساقطت أمطار عنف وألم واضطهاد وضرب...»
بقصة "الإعراب" هذه بدأت الكاتبة "لارا علي" مجموعتها القصصية الأولى "اغتيال حبة مطر" التي صدرت عن دار "علاء الدين" للطباعة والتوزيع، لتعلن من خلال محتواها القصصي ثورة على الظلم والاضطهاد الأنثوي في المجتمع، ورفضاً للعادات والتقاليد التي تسيء للأنثى.
موقع eDamascus التقى الكاتبة "لارا علي" بتاريخ 21/11/2008 وكان لنا معها الحوار التالي:
*أعلنت من خلال مجموعتك عن انتكاسات كبيرة للأنثى، ماذا أردت أن تقولي؟
**حاولت أن أتحدث عن الجرح، علّنا نستطيع من خلال الإشارة إليه من تجاوزه، والحديث عن المشكلة الموجودة في المجتمع خير من كتمانها وعدم البوح بها.
*ألا تعتقدين أنك بالغت في الحديث عن اضطهاد الأنثى؟
**أبداً، فمن خلال الكثير من التحقيقات التي أجريتها عن العنف الأسري وعن جرائم الشرف وجدت أن هناك الكثير من الفتيات اللواتي تعرضن للضرب، ولعل الضرب أقل ضرراً من الاضطهاد النفسي الذي تتعرض له الفتيات في حالات كثيرة هي موجودة بالفعل في مجتمعنا مهما حاولنا إنكارها، كما أن هناك الكثير من حالات الانتهاك لخصوصية الفتاة من قبل الأب والأخ في المجتمع، هكذا تكونت لدي ردة الفعل هذه.
*لكنك تجاوزت ذلك إلى الحديث في بعض قصصك عن الاضطهاد اللغوي داخل اللغة العربية كما في قصة "إعراب".
**عندما بدأت أرى حجم النسب التي تتعرض فيها الأنثى للاضطهاد، قرأت أكثر فوجدت أنه في العصر الجاهلي كانت الأنثى تحضر المجالس، كما أن المجتمع في أحد مراحل تطوره كان مجتمعاً أنثوياً وكانت المرأة هي المسؤولة عن العائلة، المفترض أن تكون العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة تكامل وليس علاقة احتواء، دعنا نتحدث مثلا في اللغة عن تاء التأنيث "الساكنة"، أو عن تغير الحركة في جمع المؤنث السالم، أليست هذه حالات جديرة بالاهتمام؟.. نحن أمام مجتمع مكسور الخاطر.
*في قصتك "الضحية" قلت: «كلٌّ منّا لصٌّ على طريقته الخاصة.. ويبقى الوطن الضحية الوحيدة من غير مجرم»، ألا تعتقدين أنك تعممين حالة غير موجودة لدى البعض؟
**اللصوصية حالة تتجاوز السرقة المادية المباشرة، عدم تحمل المسؤولية هي سرقة، على كلّ منا أن يتحمل واجباته، أنا على سبيل المثال أعيش من خلال عملي حالة بطالة مقنعة، أنا هنا أتحدث أيضاً عن الاتكالية.
*فنياً اقتربت من القصة القصيرة جداً، كان لديك الكثير من التكثيف.
**أرى أنه من خلال تطور فن القصة القصيرة صرنا بحاجة إلى عدد أقل من الكلمات، وإلى الجمل المكثفة والتي تفتح لدى القارئ رؤيا جديدة، وتتركه يسرح بخياله.
*منذ متى بدأت بالتحضير لمجموعتك "اغتيال حبة مطر"؟
**بدأت منذ عام /2000/، كنت دائما أعود إلى بعض القصص لتعديلها، لأنها الابن الذي تريده دائما بأحسن حال، "اغتيال حبة مطر" هي اغتيال لروح المبادرة وللناموس، الحياة الآن حياة مصالح.
من الجدير بالذكر أن "لارا علي" من مواليد عام /1982/، إجازة من جامعة "دمشق" في علم الاجتماع، تحضر الآن لنيل شهادة الماجستير في علم الاجتماع من جامعة "جنان" في لبنان.