اتفق ثلاثة من كتاب "دمشق" وباحثيها على عقد لقاء مشترك يجمعهم مع عدد من عشاق الشعر ومحبيه، خاصة إذا علمنا أن هذا الشعر يحكي عن "دمشق" وسحرها وألقها عبر قصائده التي قالها رواد الشعر العربي.
الباحث والإعلامي "مروان مراد" واحد من هؤلاء الثلاثة جمعنا معه حوار بان فيه ولعه وحبه بمدينة التاريخ "دمشق"، يقول عن هذا اللقاء: «من خلال جمعية "العاديات" التي تأسست في "حلب" وتعتبر من أقدم الجمعيات في سورية نجتمع اليوم في هذا النشاط الأول للجمعية بعد أن افتتحت لها فرعاً في "دمشق" منذ فترة قصيرة، واتفقت مع الأستاذ "نصر الدين البحرة"، والأستاذ "عصام الحلبي" على عقد هذا اللقاء بعنوان "عزف عربي على قيثارة دمشق" نتناول فيه ما قيل من شعر عربي في هذه المدينة».
أقدم لعدد من الشعراء العرب الذين زاروا "دمشق" في فترات مختلفة ومنهم "أحمد شوقي حافظ إبراهيم"، "جورج صيدا"، والشاعر المهجري "إيليا أبو ماضي" إضافة إلى شعراء آخرين زاروا "دمشق" وكتبوا عنها وأبدعوا في وصف معالمها خلال القرنين التاسع عشر والعشرين
أما تقسيم هذا التناول بين الباحثين الثلاثة فقال عنه: «كما تعلم أن شعراء العرب بشكل عام ممن زاروا "دمشق" أعجبوا بألقها وأولعوا بسحرها ومعالمها الأثرية وتاريخها الحضاري وكتب كل منهم حسب اطلاعه وحسب رؤيته لهذه المدينة، ونحن نتناول الشعر العربي من خلال ثلاثة نواحي حيث سيتحدث "نصر الدين البحرة" عن صورة "دمشق" في قصائد شعراء العصر الحديث ومنهم "خليل مردم بك"، و"أنور العطار"، وسيتناول "عصام الحلبي" ثلاثة شعراء هم : "عمر أبو ريشة"، "بدوي الجبل"، و"نزار قباني" مستعرضاً الجوانب التي رسموها عن "دمشق" وسحرها».
"دمشق" في عيون زوارها من الشعراء هو البحث الذي قدمه "مروان مراد" وعنه يقول: «أقدم لعدد من الشعراء العرب الذين زاروا "دمشق" في فترات مختلفة ومنهم "أحمد شوقي حافظ إبراهيم"، "جورج صيدا"، والشاعر المهجري "إيليا أبو ماضي" إضافة إلى شعراء آخرين زاروا "دمشق" وكتبوا عنها وأبدعوا في وصف معالمها خلال القرنين التاسع عشر والعشرين».
وعن الصور التي رسمها الشعراء العرب في قصائدهم عن "دمشق" حدثنا "مراد" قائلاً: «معظم الصور التي رسمها زوار "دمشق" من الشعراء العرب تركزت في محورين رئيسيين، "دمشق" كعاصمة للمجد والحضارة عبر تاريخها المتألق وحضارتها الجلية المضيئة للعالم أجمع، وفي جانب آخر عن نضالها الوطني ضد المستعمرين والغزاة فكما نعلم أن "دمشق" تعرضت عبر التاريخ لكثير من الغزوات والمحتلين الذين وجدوا لدى أهلها غضباً عارماً اشتعل حتى أبردت الحرية أرض الشام وسماءها».
وهل لياسمين الشام وعطره نصيب في الشعر العربي؟: «بكل تأكيد فكل من زار "دمشق" من الشعراء العرب لم يستطع إلا أن يتغنى بطبيعتها وسحر جمالها الذي يخطف الألباب، ومنهم "عدنان مردم بك" و"أنور العطار" وآخرين، فتنوا بطبيعة "دمشق" فذكروا في أشعارهم نهر بردى وياسمين الشام وجبل قاسيون ولم يتركوا شاردة ولا واردة إلا كتبوا عنها وأبدعوا في تكوينها ورسمها عبر قصائد خالدة».
ختاماً عرفنا "مروان مراد" عن نفسه بهذه الكلمات: «كاتب وإعلامي أبحث بصورة رئيسية في الأدب والسيرة والتاريخ، أصدرت مجموعة من المؤلفات منها: "دمشق سجل الإبداع الفكري" أوردت فيها كل ما كتب عن "دمشق" وحضارتها، "مبدعون في ذاكرة الوطن" وهو كتاب تحدثت فيه عن الكتاب في سورية والوطن العربي وأبرز ما قدموه من نتاجات فكرية، وحاليا أحضر لإصدار كتاب بعنوان "دمشق ألق السحر ودفء السماء" وهو يتناول بشكل رئيسي معالم "دمشق" الأثرية والحضارية بالوصف والتفصيل والشرح».
أما الأستاذ "نصر الدين بحرة" فأوجز لنا الحديث عن شعراء "دمشق" قائلاً: «الحديث عن شعراء "دمشق" قديم جداً حيث إنها ومنذ فترات بعيدة في التاريخ مقصد للشعراء ومجالسهم، ومنهم "النابغة الذبياني" و"حسان بن ثابت" وقدم "الذبياني" واحدة من أجمل قصائده مدح فيها ملك "دمشق" الغساني حينها، وهناك الكثير من الكتاب والباحثين ممن ذكروا مجالس الطرب والشعر والأغاني في "دمشق"، حيث كانت ملاذاً يغدو إليه الشعراء والمغنون في خيام ضرب فيها المسك والعنبر وأوقد فيها العود المندى في مجالس مشهورة لا يزال التاريخ يحفظ ما دار فيها».
يذكر أن اللقاء جرى على مدرج المحاضرات بمكتبة الأسد بدمشق بتاريخ 27/11/2008، وبحضور كبير من محبي الشعر وأهله.