في مجموعتها القصصية الرابعة لا تزال الكاتبة والشاعرة "سوزان إبراهيم" تسير على الخط الذي رسمته لنفسها في نقل معاناة الإنسان وهمومه اليومية..وعشية
يوم الأحد 15/2/2009 وقعت الكاتبة "سوزان إبراهيم" مجموعتها القصصية الجديدة "لأنني- لأنك"، في حفل أقيم بالمركز الثقافي الروسي "بدمشق".
غالباًُ ما يكون العنوان مفتاحاً لأبواب القصة..ومن ناحية ثانية أحاول أن أغري القارئ في زمن ليس فيه قراء
وعن مجموعتها القصصية وما تناولت فيها من موضوعات تقول "إبراهيم" خلال حوارنا معها: «المجموعة هي الرابعة بالنسبة لي والخط العام لهذه المجموعات قائم على تناول هموم الإنسان ومعاناته، فالكلمة ثمينة جداً أعيشها بشكل يومي من خلال عملي بالصحافة وممارستي الكتابة الأدبية.. ومن هنا فأنا على تواصل دائم مع الكلمة واللغة، وصولاً إلى اللحظة التي أبدأ الكتابة فيها».
يذكر هنا أن "سوزان إبراهيم" خريجة كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية، وتعمل حالياً في صحيفة الثورة كمحررة في القسم الثقافي.
وما هي لحظة الكتابة وموعدها؟ «تبدأ حالة الكتابة من لحظة القلق الأولى التي من خلالها أفتح عدسة روحي وفؤادي حتى ألتقط من الحياة مشهداً ما أحوله بعدها إلى كلمات ورسائل، أي أنني أبدأ بانفعال موضوعي يتحول بعدها إلى فن يتجسد من خلال القصة القصيرة».
أما عن إضافاتها في المجموعة القصصية الجديدة فتقول "سوزان إبراهيم": «المجموعة تتضمن عشر قصص متنوعة حتى في التكنيك القصصي المستخدم، وحاولت من خلالها أن أقدم شيئاً جديداً ومختلفاً.. ربما حالة من التجريد، هذا إضافة إلى الخط الذي التزم به في كل كتاباتي وهو الإنسان، وفي المجموعة هموماً كثيرة يتصارع معها حتى تكون جزءاً من كيانه».
وعن أسباب رصدها للإنسان وآلامه قالت "إبراهيم": «لو استعدنا كلمات الكثير من الكتاب وعلى رأسهم "الماغوط" والذي قال أن "الفرح ليس مهنتي"، لوجدنا أن لحظات السعادة قصيرة جداً بينما الألم والمعاناة تستمر وتتفاعل بأشكال مختلفة وتترك أثراً يصعب نسيانه، وعلى سبيل المثال في حالة الفرح يمكن للكثير من الأصدقاء أن يعتذروا عن الحضور.. أما في حالة الحزن فإن حضورهم يكون أكيداً لأنه واجب عليهم..وبالنسبة لي أجد أنه من واجبي أن أشارك الآخر همومه وآلامه، لأن الأدب في النهاية إنعكاس للواقع بكل تفاصيله».
الأوقات التي تختار فيها الكتابة قالت عنها: «في الحقيقة ليس هناك أوقات أتقصد فيها الكتابة..إنما هي لحظات تثيرني من خلال مشاهدتها ومعايشتها وتبقى في الذاكرة إلى أن أجد الوقت المناسب حتى أحولها إلى كلمات ورسائل للقارئ، وبالنسبة لي لا يمكن أن يمر حدث مؤلم أو مؤثر دون أن تلتقطها عدسة العين وتحفظها الذاكرة لتجسد فيما بعد في قصة قصيرة».
وفي نهاية حوارنا سألتها عن سبب اختيارها للعنوان فقالت: «غالباًُ ما يكون العنوان مفتاحاً لأبواب القصة..ومن ناحية ثانية أحاول أن أغري القارئ في زمن ليس فيه قراء».
يذكر أن "سوزان إبراهيم" خريجة قسم اللغة الانكليزية في "جامعة دمشق" عملت مترجمة خلال فترة قصيرة، وتمارس الكتابة الأدبية من خلال عملها في القسم الثقافي بصحيفة الثورة، "لأنني – لأنك" هي مجموعتها القصصية الرابعة حيث سبق لها أن قدمت "حين يأتي زمن الحب"، "امرأة صفراء ترسم بالأزرق"، إضافة إلى مجموعة شعرية بعنوان "لتكن مشيئة الربيع".