أقيم مساء يوم الاثنين 23/2/2009 في فندق برج الفردوس بـ "دمشق" حفل توقيع كتاب "جمر أشعل الرماد" للأديب والكاتب الصحفي "إسماعيل مروة" وبحضور عدد من الشخصيات التي ترجم لها وكتب عنها..
ويتناول "مروة" في كتابه الذي يصدر كما أوضح لنا للمرة الأولى في سورية، حياة 39 أديباً سورياً من مختلف المدارس الأدبية والفكرية متناولاً نصوصهم الأدبية بالشرح والتوضيح، مع إبراز لأجمل ما قدموه خلال مسيرتهم.
منذ أربعين عاماً وأنا أكتب عن الطفولة والأطفال وجعلتهم همي الأول والأخير.. وحين اجتمعت قبل أسبوع تقريباً مع الكاتب دار بيننا حديث طويل عن مختلف القضايا، إلا أن الطفولة عادت مجدداً لتكون محور حديثنا
وفي حوارنا مع سماحة مفتي الجمهورية د."أحمد بدر الدين حسون" قال عن كتب التراجم: «كتب التراجم عبارة عن صفحات الحياة المتحركة وليست الجامدة..فحين أكتب عن الآثار فأنا أكتب عن شيء صنعه الإنسان، أما في التراجم فيكتب عن الإنسان.. والله سبحانه وتعالى أخبرنا في القرآن الكريم عن الإنسان والشيطان والملائكة، فالتراجم هي الحياة العملية التي عاشها الإنسان وترك الآثار من خلفه، ليكون هذا الإنسان كتاباً يقرأه كل من يأتي بعده فيأخذ ما يحب ويترك ما يكره..ويكفي أن نقول أن الإنسان هو الكتاب الذي خطته يد الله في الأرض».
"جمر أشعل الرماد" عنوان أثار الكثير من التساؤلات وسط الحضور.. وهو ما توجهنا به إلى مؤلف الكتاب "إسماعيل مروة" والذي رد بقوله: «في الحقيقة فإن الاسم الأول الذي حمله الكتاب هو "أدباء سورية"، إلا أن الزميل الأستاذ "نديم صالح" اصدر روايته الأخيرة بعنوان "سورية"، ولم أشأ إصدار عنوان مشابه.. ووجدت أن "جمر أشعل الرماد" هو القاسم المشترك الوحيد بين جميع الشخصيات التي كتبت عنها، والتي أنتظر وأتوقع منها أن تشعل رمادي، ورماد كل المثقفين في الوطن الغالي».
وفي حديثه عن الكاتب والصحفي "إسماعيل مروة" قال رئيس تحرير صحيفة الوطن السورية "وضاح عبد ربه": «تعرفت على الصديق والصحفي "إسماعيل مروة في مطلع التسعينات، ولا زلت أذكر إلى الآن حماسته الكبيرة للكتابة وحب الاطلاع وهذا أصبح نادراً في المجال الصحفي، ففي مكتبه تلحظ مشهداً غريباً من الكتب المتراكمة والمصنفة في ذات الوقت.. واجتماعنا اليوم خطوة تشجيعية للكاتب حتى يستمر في كتابته، خاصة أنه مسؤول عن تقديم مواد يومية في صحيفة الوطن.. وهذه واحدة من أصعب المهمات الصحفية إلا أنه يقوم بها بكل جدارة اقتدار».
يضم الكتاب سلسلة تراجم لمجموعة من الأدباء السوريين وصل عددهم إلى 39 أديباً وعن اختياراته قال لموقعنا "إسماعيل مروة": «يضم الكتاب حياة 39 أديباً تتناول بشيء من التفصيل أبرز محطات حياتهم ونصوصهم الإبداعية بعيداً عن التحيز، وحاولت أن يغطي الكتاب مختلف الأطياف السورية سواء الجغرافية أو الفكرية أو الانتماءات إلى المدارس الثقافية المختلفة والمتعددة، وأردت من الكتاب أن يقدم سورية كما أراها أنا متعددة الديانات والثقافات والمذاهب وكلها في النهاية هي سورية.. فالدين سورية وكذلك العقيدة والانتماء.. هذا ما أردته ببساطة لأنني مؤمن بتراب الوطن».
أراد "إسماعيل مروة" أيضاً من كتابه كما أخبرنا أن ينصف بعض الأدباء الذين لحق بهم الحيف والظلم وغابت كتبهم وتراجمهم عن أعين الناس.. فالكتاب يمثل بالنسبة إلى صاحبة مشروع عمره ولن يقف عند هذا الجزء وإنما سيكون هناك أجزاء قادمة كما أكد لنا الكاتب.
معاون وزير الثقافة د."علي القيم" أشاد بالجهد الذي بذله الكاتب للوصول إلى مبتغاه، مؤكداً أن الحب هو الذي يجمع كل الناس في سورية.. ويجمع سورية مع كل شعوب العالم.
الشاعر "سليمان العيسى" الذي عانى كثيراً حتى استطاع الوصول في النهاية قال عن علاقته بالكاتب: «منذ أربعين عاماً وأنا أكتب عن الطفولة والأطفال وجعلتهم همي الأول والأخير.. وحين اجتمعت قبل أسبوع تقريباً مع الكاتب دار بيننا حديث طويل عن مختلف القضايا، إلا أن الطفولة عادت مجدداً لتكون محور حديثنا».
تعتبر كتب التراجم التي تتحدث عادة عن شخصيات بارزة في المجتمعات وفي مختلف المجالات، من الكتب التي تلقى رواجاً كبيراً في دول العالم لقيمتها في حفظ ما قدمته العقول المبدعة في كل زمان ومكان.. وفي سورية فإن كتب التراجم لا تزال شبه غائبة.. ومبادرة الكاتب "إسماعيل مروة" من شأنها أن توثق لمرحلة جديدة من حفظ الإبداع والمبدعين.