«يعتبر الشاعر "مدحة عكاش" واحداً من الأدباء الذين ساهموا في رفد الحركة الثقافية العربية عامةً والسورية خاصةً إذ خرج من عباءته جيل الستينيات من الأدباء في "سورية" والوطن العربي، وتتلمذ على يد مجلتيه الثقافة الشهرية والثقافة الأسبوعية منذ عام 1958إلى وقتنا الحالي الكثير من الأدباء والشعراء، لأن يوم صدور مجلة الثقافة الشهرية فرحنا بها نحن الأدباء فرحاً لا يوصف، لأنه لم يكن في سورية مجلة أدبية تحتضن أقلامنا، وكنا مضطرين قبل صدورها لأن ننشر نتاجنا في مجلات "الآداب والأديب والمعارف، والغربال، والانطلاق والثريا والحكمة" وغيرها في لبنان».
هذا ما تحدث به الأديب "عيسى فتوح" عضو اتحاد الكتاب العرب لموقع eSyria بتاريخ 15/2/2009 وأضاف بالقول: «كان مكتب مجلة الثقافة في شارع "الأرجنتين بدمشق" ملتقى للأدباء والشعراء والمثقفين، نتحلق كل مساء حول سقيته التي تتوسط صحن الدار، وتدور الأحاديث الأدبية والسياسية والاجتماعية، وكان الأستاذ "مدحة" يفيض علينا بكل ما لذ وطاب من ألوان الضيافة، والحديث الشائق، فقد كان "مدحة" راوياً ممتازاً للشعر العربي قديمه وحديثه يختزن في ذاكرته الحية آلاف الأبيات الشعرية والقصائد التي حفظها بفضل مطالعاته الكثيرة ومراجعاته حين امتهن تدريس الأدب العربي في ثانوية دمشق العربية، قبل أن يتفرغ لمجلتيه»
كان مكتب مجلة الثقافة في شارع "الأرجنتين بدمشق" ملتقى للأدباء والشعراء والمثقفين، نتحلق كل مساء حول سقيته التي تتوسط صحن الدار، وتدور الأحاديث الأدبية والسياسية والاجتماعية، وكان الأستاذ "مدحة" يفيض علينا بكل ما لذ وطاب من ألوان الضيافة، والحديث الشائق، فقد كان "مدحة" راوياً ممتازاً للشعر العربي قديمه وحديثه يختزن في ذاكرته الحية آلاف الأبيات الشعرية والقصائد التي حفظها بفضل مطالعاته الكثيرة ومراجعاته حين امتهن تدريس الأدب العربي في ثانوية دمشق العربية، قبل أن يتفرغ لمجلتيه
موقع eSyria التقى الأديب "مدحة عكاش" بعد تكريمه الأخير من قبل وزارة الثقافة بالحوار التالي:
يا خاطبَ الشامِ من فجرِ الشباب أما\ آنَ الأوانُ لتحيي عرسَ مَنْ خَطَبا
حنَّتْ إليك وجاءتْ وهي حاملةٌ \ درعَ الوفاء لتقضي واجباً وجبا
فاهنأ بعرسِك وافرحْ في محبتِها \ فالعشقُ إلاَّ إلى الفيحاء ما انتسبا
** "جابر" هو ابني الثاني المتواجد هنا بعد وحيدي "عاصم" المغترب، "جابر" هو الصديق الصدوق الوفي الذي وقف إلى جانبي في أفراحي وأتراحي، ولطالما سئلت "من يحمل مشعل الريادة في الشعر اليوم" وأنا أجيب بإصرار: إنه "جابر"، وقصيدته نفضت عن ذاكرتي الغبار وأعادتني إلى الشام التي أكلت لياليها عينيّ وها هي جاءتني اليوم لتكرمني بعدما جئتها ذات شبابٍ خاطباً.
** لقد فاجأني الدكتور "حسين جمعة" بكلماته التي أثّرت في نفسي والنابعة من نفسه السمحة الطيبة، فقد اعتدت على تكريم الأدباء لسنوات طويلة، فكان التكريم بحدّ ذاته سعادة ما بعدها سعادة، فكيف بالحري عندما اعتذر مني أمام الجميع، هذه أفعال الكبار وهو كبير.
** تجمعني بالدكتور "علي القيم" ذكريات مزهرة ذكرني بها، إذ كنا معاً لعشرة أيامٍ في مهرجان الجنادرية وقمنا بعمرة للديار المقدسة. الدكتور"علي" ودود ولطيف وحسن المعشر وهو جدير بالاحترام وأنا أحبه.
على عصاكَ اتَّكأنا نستجيرُ كأنْ\ بلمحة لقفتْ ما ساحرٌ سحرا
كم ألفِ وادٍ ولكنْ ليس مثلَ طوىً \ ولا كذروةِ طودٍ في الجبالِ ذُرى
جاوزتَ حتَّى قطافَ النَّجمِ أمنيةً \ على الثَّمانينَ ..لكنْ تابعِ السَّفَرا
** "رضا رجب" ابن الثقافة، بدأ فيها واستمر فيها، وهو من الأقلام المبدعة والمتميزة التي أعتز بها، لقد تمثل لي في شخصه مدينتي الغالية "حماه" بنواعيرها وعاصيها وأبنائها الكرام، وكان نعم التمثيل.
** (وأخذ الأستاذ "مدحة" يردد):
يا شالُ ! يا مغناجُ يا أخضَرُ \ ناشدتُكَ النُّعمى أما تسكَرُ؟
أذوبُ في دنياكَ مِنْ لَوْعتي \ وأنتَ بي يا شالُ لا تَشْعُرُ
هذه القصيدة هي الأحبّ إلى نفسي والأقرب إلي، و"نصر الدين البحرة" إذا كان اختار كأس بايرون فلأنها كانت محور حديثنا في الأماسي التي كنا نقضيها أنا و"نصر الدين" وعدد من أصحابنا ورواد المجلة حول البحرة في مقر الثقافة القديم، وأما قبعته فكانت لي بمثابة وسام وضعه هذا الأخ والصديق فوق صدري.
** ذكرني "عيسى فتوح" هذا الأديب الذي يملك أرشيفاً ثراً وذاكرة متوقدة، ببدايات المجلة وروادها في تلك الآونة، والصعوبات التي واجهتني حتى وصلت بها إلى ما وصلت إليه الآن، وأعتز بأن "عيسى فتوح" هو من أحد المخلصين لي وللمجلة.
** في الفترة الأخيرة قلّت زيارته للمجلة، فاعتقدت أن منصبه الجديد يحول دون حضوره، ومشاغله بلا شك جمّة، فقلت لا داعي لدعوته لأنه لن يحضر "أصبح وزيراً!"، "حسان الصاري" ابن بار، وقد سعدت جداً بحضوره وتكريمه لي بهذه القصيدة الرائعة.