قدم الناقد الدكتور "عادل الفريجات" في كتابه "الخطاب وتقنيات السرد في النص الروائي السوري المعاصر" مدخلاً يرشد القارئ إلى العناوين، والمضامين، وإلى المنهج الذي اتبعه، والخطوة الأولى في دراسة الرواية نقدياً.
الحديث كان للأديب "باسم عبدو" عضو اتحاد الكتاب الذي التقاه موقع eSyria بتاريخ 30/10/2009 حيث أضاف : «قامت دراسة الدكتور "الفريجات" بعرض مضمون الرواية وبعملية فرز وكشف عن الهنات والإيجابيات في النص الروائي وهويحمل مشرطاً نقدياً للرواية وفي حالة جهوزيةٍ دائمة لفصل اللحم عن العظم، وجرف الشحوم والدهون عنها، ثم نراه يجمع العظام في سلة واحدة. لقد رصد الناقد في هذا الكتاب البيئات السورية، وتعدد المناخات والأحداث وأساليب السرد واختلاف أشكال الخطاب الروائي»
قامت دراسة الدكتور "الفريجات" بعرض مضمون الرواية وبعملية فرز وكشف عن الهنات والإيجابيات في النص الروائي وهويحمل مشرطاً نقدياً للرواية وفي حالة جهوزيةٍ دائمة لفصل اللحم عن العظم، وجرف الشحوم والدهون عنها، ثم نراه يجمع العظام في سلة واحدة. لقد رصد الناقد في هذا الكتاب البيئات السورية، وتعدد المناخات والأحداث وأساليب السرد واختلاف أشكال الخطاب الروائي
الناقد الدكتور"عادل الفريجات" عضو اتحاد الكتاب العرب أوضح لنا أيضاً صورة عامة عن كتابه الصادر عن اتحاد الكتاب العرب بقوله: «في كتابي هذا دراسات نقدية لأربع وعشرين رواية سورية صدرت بين عامي/1992 و 2007/ عدا رواية "فارس زرزور" الصادرة في العام /1971/ وقد كتبها ثمانية عشر روائياً، منهم من له أربعين رواية مثل "حنا مينه"، ومنهم من له رواية واحدة مثل "زيزيت عبد الجبار"، والأخيرة من أصل فلسطيني، ولكنها ولدت وعاشت في سورية فكان حكمها كحكم السوريين.
لم أتردد هنا في الكتابة عن المبتدئين، كما كتبت عن الراسخين ، وذلك لأن المشهد الأدبي في حراك دائم وتطور مستمر، فالراسخ كان ذات يوم مبتدئاً، والمبتدئ قد يصبح راسخاً. ومن دواعي صدق تصوير المشهد الإبداعي أن نحتفل بالتجارب الأولى، كما نحتفل بالتجارب المختمرة، ثم إن النقد الأدبي لا يكتسب جدواه من نقد الكبار فقط، بل يكسبها من مستوى معالجته، وجديته، واكتشافاته التي قد يوفق فيها، وقد لا يوفق».
وتابع د. "عادل الفريجات" قائلاً: «وواضح أن كتاب الروايات المحللة هنا هم رجال ونساء. فهم عشرة كتاب وثماني كاتبات، ولما لم أجد فرقاً جوهرياً في طبيعة كتابة الجنسين جعلت التناوب بينهما يحكم ترتيب هذه الدراسات، مع علمي أن المرأة أحياناً قد تكون أقدر من الرجال على وصف أحاسيسها وهواجسها الفريدة. أما في معالجة القضايا العامة، فهما متساويان عندي، مع الانتباه إلى أن هناك فروقاً في المواهب والقدرات تتوزع مقاديرها مابين الكتاب والكاتبات مع العلم ان بعضهم كرس حياته لكتابة الرواية والقصة، مثل "حنا مينه"، و"غادة السمان"».
وعن انعكاس أصحاب المهن على الثقافة يقول: « هناك من له مهنة أخرى ويمارس كتابة هذا الفن ومن بين هؤلاء مثلاً أربعة أطباء هم: "عبد السلام العجيلي وهيفاء بيطار واياد ناجس وزيزيت عبد الجبار". ومما لاحظته هنا أن أثر المهنة يبدو في كتابات بعضهم ويغيب في كتابات آخرين، وأن أثر الثقافة والمعرفة الواسعة يتجلى بوضوح في روايات بعضهم مثل "عبد الكريم ناصيف وغادة السمان" ويغيب في روايات بعضهم الآخر، وقد حرصت على أن أزاوج في دراساتي هذه بين شيئين أساسيين هما محور النص الرئيس الذي يمثل هاجس الكاتب ومرماه المستهدف، وأساليب السرد التي عول عليها الروائي، لذا سميت كتابي هذا: "الخطاب وتقنيات السرد في النص الروائي السوري المعاصر" وهوعنوان ينسجم مع عناوين الكتاب الداخلية التي راوحت في اختيارها مابين الرؤية والفن، أو المضمون والشكل، أو المحتوى وطريقة التناول».
ما تقدم لا يلخص بدقة تفاصيل ما حفلت به دراساتي من تحليلات ورؤى، فهو يأخذ منها بطرف ويدع أطرافاً أخرى. إنها إشارات موجزة تمثل صوراً ونوافذ لمعرفة ما يوجد في الداخل من تأثيث، وما يثوي في الكليات من جزئيات، ولم أشأ أن تكون دراساتي التطبيقية هذه التي تحتفل بالنصوص أكثر من احتفالها بالنظريات فعلاً من الروح، فهي لم ترتهن لأي منهج نقدي صارم من المناهج نقد الرواية، بل انطلقت من النص وعادت إليه، فجاءت أبعد ما تكون عن "سرير بروكست" الذي يقص الأثر، أو يمطه ليكون على مقاس النظرية. إنها ثمرات من التفاعل بين الناقد والآثار الفنية المنتمية إلى فن يسعى النقاد لتعقيدها، ثم يأتي كتابه ليتمردوا على تلك المساعي مؤثرين الحرية على القيد، والانطلاق على الاحتباس. ونحن إذ نبارك تلك المحاولات ونتفهمها نتوخى منها أن تكون خرقاً سوياً ناضجاً جذاباً لجهة خلق سوي ناضج جذاب. أكتب هذا وأنا على وعي بأنه لا يمكن لي أن أنطلق من فراغ، أو من أرضٍ بورٍ للنقد .«