محاولة حثيثة لتوثيق مهنة "الحرير" في قرى سورية قام بها الشابة السورية "مايا الكاتب" التي وقعت كتابها المعنون باسم "الحرير السوري..صورة لإرث ثقافي حي"، هذا الكتاب الذي يتجول في القرى السورية ليجسد لنا بعض الحالات الصامدة في وجه جميع التغييرات الصناعية، والمحافظة على أعرق المهن اليدوية في سورية ألا وهي مهنة صناعة "الحرير" وتسويقها.
هنا وبتاريخ 7/12/2010 التقى موقع "eSyria" بالباحثة السورية "مايا الكاتب" وسط جمهور كبير أتى ليشاركها توقيع الكتاب في المعهد الدنماركي بدمشق، حيث حدثتنا عن فكرة الكتاب، قائلة: «أتت فكرة إطلاق الكتاب في عام 2008 بلقاء خاص مع آل "سعود" إحدى العائلات القاطنة في "دير ماما" التابعة لـ"مصياف" والعاملة في صناعة الحرير وتسويقه، ومن هنا فكرت بتأليف كتاب خاص عن هذه المهنة والمشاكل التي يعاني منها العاملين فيها، فأجريت عدة أبحاث وجمعت المعلومات إلى أن وصلت لتأليف كتاب خاص عن الحرفة، حيث يقسم صناعة الحرير في الكتاب إلى ثلاثة أقسام أولها إنتاج الشرانق، ومن ثم الخيط فالقماس، وكل واحدة من هذه الأقسام لها مجموعة من الأشخاص الذين يعملون فيه، وكل واحدة تنتهي بمنتج تستهلكها المرحلة التي تليها، كما ندرس العاملين في المهنة وطريقة العمل والإنتاج إلى التسويق والمشاكل التي يتعرضون لها».
يسعدنا أن نكون راعيين لإطلاق هكذا كتاب غني يحافظ على مهنة وحرفة مهمة في سورية، فمهنة الحرير وإنتاجه من المهن القديمة التي مازالت حية في بعض المناطق السورية، وهي خطوة لدعم هذه المشاريع الثقافية التي تهمنا كشركات سياحية وكسوريين
تتابع "مايا" فتحدثنا عن أهمية الكتاب: «الهدف من الكتاب هو أنه علينا تشجيع هذه المهنة وتسويقها للحفاظ عليها، فهي من المهن النموذجية الهامة في قرانا ويجب أن نحول إليها أنظار السياح وزائري تلك المناطق، وهنا لمساهمة شركة "الفجر" السياحية بتمويل الكتاب أهمية بتشجيع عملية السياحة في سورية من خلال تنشيط در هذه المهنة والحرف في جذب السياح».
"أنس هاسترو" مدير المعهد الدنماركي بدمشق الحاضنين لإطلاق الكتاب ونشره يقول: «نحن نطلق اليوم كتاباً خاصاً عن صناعة الحرير وتسويقه في سورية للكاتبة "مايا الكاتب" وذلك حرصاً منّا على الثقافة الموجودة في سورية، وحفاظاً على مهنة الحرير التي تعتبر من المهن القديمة والتراثية في سورية، فهذه المهنة تحتاج رعاية وعناية كبيرة منا لعدم اندثارها».
أما السيد "شريف الفرم" من شركة "الفجر" للسياحة والسفر المساهمين بإنجاز الكتاب يقول عن سبب رعايتهم لكتاب خاص عن الحرير: «يسعدنا أن نكون راعيين لإطلاق هكذا كتاب غني يحافظ على مهنة وحرفة مهمة في سورية، فمهنة الحرير وإنتاجه من المهن القديمة التي مازالت حية في بعض المناطق السورية، وهي خطوة لدعم هذه المشاريع الثقافية التي تهمنا كشركات سياحية وكسوريين».
الحرير وصناعته من المهن العريقة في قرية "دير ماما"، هذه القرية التي مازالت محافظة على أصول العمل اليدوي في "الحرير"، "محمد سعود" من قرية "دير ماما" أحد المساهمين في إنجاز هذا الكتاب يقول: «حرفة "الحرير" حرفة تراثية في "دير ماما" وهي مأخوذة أباً عن جد في منطقتنا، فهي من المهن التقليدية الجميلة التي تبدأ مراحلها من البداية وتنتقل عبر تنقلها لتصل إلى خيط "حرير" يستفاد منه في صناعة "الشالات" والألبسة الحريرية، فقرية "دير ماما" من القرى السورية التي ما يزال أهلها يعملون في صناعة "الحرير" وتسويقه في منازلهم، ونحن هنا قمنا بمساعدة الآنسة "مايا الكاتب" خلال زيارتها لنا بجمع معلومات عامة وخاصة عن "الحرير" وصناعته في المنطقة لنكون داعمين لبقاء هذه المهنة العريقة في سورية».
من الجدير بالذكر أن كتاب "الحرير السوري..صورة لإرث ثقافي حي" تم تمويله من قبل المعهد الدنماركي ومجموعة "الفجر" للسياحة، وهو أحدث إصدارات المعهد الدنماركي باللغة الإنكليزية، وقد تم إعداده من خلال برنامج الباحثين الشباب التابع للأمانة السورية للتنمية.