ضمن أنشطة اتحاد الكتاب العرب الشهرية أقامت جمعية النقد ندوة حول رواية "حجر السرائر" للأديب الدكتور "نبيل سليمان"، بحضور نقاد وأدباء وطلبة جامعين من قسم اللغة العربية بجامعة "دمشق"، ورئيس جمعية النقد ومقررها، إذ قدم الناقد الدكتور "رضوان القضماني" رؤية نقدية تتضمن المكونات الروائية والبنية السردية للرواية .
عن الأعمال النقدية والروائية للأديب الدكتور "نبيل سليمان" بين رئيس جمعية النقد في اتحاد الكتاب العرب الدكتور "غسان غنيم" لموقع eSyria قائلاً:
ما يميز الرواية البنية الروائية المتميزة فقد أخذت مستويات عدة من تشظي الأحداث والتي تشمل حيزاً زمنياً واسعاً يبدأ في ثلاثينيات القرن الماضي وينتهي بمرحلة الانقلاب في سورية في منتصف الخمسينيات، فهي تسطع في ذاكرة المكان والزمان والحدث الثقافي والسياسي والاجتماعي، بتصوير ماهر متقن الصنعة
«هو واحد من الأدباء العرب السوريين الذين كرسوا حياتهم وقلمهم من أجل الإبداع، فقد تخرج في قسم اللغة العربية جامعة دمشق ودرّس فترة من الزمن، ثم التزم الكتابة الإبداعية وأسس دار نشر، كتب الإبداع الروائي وله العديد من الروايات، منها "وينداح الطوفان، السجن، الجرماتي، درج الليل، سحب الليل، في غيابه، مدارات الشرق، حجر السرائر" إضافة إلى العديد من الدراسات النقدية للسرد والإبداع السردي العربي في سورية وخارجها منها الرواية السورية بين عامي 1967 -1977، حوارية الواقع في الخطاب الروائي، يتناول في روايته المدروسة اليوم "حجر السرائر" مرحلة مهمة من مراحل التطور المجتمع في سورية والمرحلة التي صنعت الكثير من تاريخها حيث عالجت مجموعة من الانقلابات العبثية التي أحدثت شرخاً عميقاً في الحراك السياسي والاجتماعي».
وحول البنية النصية والتركيبة السردية ومكوناتها الثقافية والنقدية في الجنس الروائي بين المحاضر الناقد الدكتور "رضوان القضماني" عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية النقد بالقول: «بعد قراءتي للرواية وجدت أنها من أحدث الروايات السورية الصادرة والتي تواكب الإصدارات الروائية الهامة في الوقت الحالي وعلى رأس تلك الروايات أعمال الأديب "فواز حداد" "المترجم الخائن، وعزف منفرد على البيانو، وجنود الله"، وتقع رواية "حجر السرائر" الثامنة عشر بين أعمال "نبيل سليمان" الروائية، فقد قيل عنها أنها من أصناف الرواية التاريخية وهي ليست كذلك، ذلك لأنه استطاع أن يوظف الوثيقة والحدث التاريخي بشكل تقني مميز، ولا ينفي أن ينسب عمله الإبداعي المحمل بالتوثيق، إلى المكونات السردية المعروفة في بنية الخطاب السردي».
وعن المكونات السردية تابع الناقد "د. القضماني" بالقول: «تقوم ركائز الرواية على المكونات الثلاثة وهي الواقعي، والمتخيل الحكائي، والثالث الأسطوري، إن تداخل المتخيل الحكائي والأسطوري بصهر هذه المكونات الثلاثة يقّوم على السرد الروائي عند "سليمان"، فالواقعي الذي لا يقوم على العودة إلى الماضي التاريخي، والانكفاء عليه، لأن الروائي يستحضر الماضي والحاضر والمستقبل في عمله، بتوظيف وتصوير واقع يكاد يكون قائماً، أما المتخيل الحكائي يقوم على قصة حب بين امرأة "درة حفظي" زوجة "رمزي الكهرمان" والذي كان يلقب بابي الدستور، فقد سممت له زوجته "درة" بسم الأفاعي ليحكم عليها بالإعدام، وفي السجن التقت بواحد من رموز الانقلاب السياسي في تاريخ سورية في الأربعينيات القرن الماضي، فيعدها أن أصبح رئيساً أن يعفى عنها ويخفف عنها الحكم المؤبد على خمسة عشر عاماً ثم إعفاء، والمكون الثالث الأسطوري المغلف "بحجر السرائر" هو ذاك الحجر الكريم الذي يحمي حامله من الأمراض وبحمله له يجلب السعد والهناء، والحصول عليه يشكل كنزاً».
وعن البنية الروائية أشار الناقد "د. رضوان القضماني" قائلاً: «ما يميز الرواية البنية الروائية المتميزة فقد أخذت مستويات عدة من تشظي الأحداث والتي تشمل حيزاً زمنياً واسعاً يبدأ في ثلاثينيات القرن الماضي وينتهي بمرحلة الانقلاب في سورية في منتصف الخمسينيات، فهي تسطع في ذاكرة المكان والزمان والحدث الثقافي والسياسي والاجتماعي، بتصوير ماهر متقن الصنعة».
من الحضور في جمعية النقد الناقد "محمد طربيه" عضو اتحاد الكتاب العرب قائلاً: «ما قدمه الدكتور "رضوان القضماني" نقلنا إلى عالم الرواية برؤية تحليلية قائمة على تفكيك البنية الروائية في الخطاب السردي، حين أوضح الواقعية، والمتخيل الحكائي، والأسطوري، عند الأديب "نبيل سليمان"، وهذا إضافة إلى أن ماهية الرواية واللغة تضاف إلى إصدارات هامة في عالم الرواية العربية عامة والسورية خاصة، بطريقة جعلتنا نعيش أحداثها ووقائعها».