لا شك أنَّ الثقافة "الفلسطينية" لعبت دوراً كبيراً في تاريخ ونضال الشعب "الفلسطيني" في معركته من أجل البقاء، ومن أجل الحصول على حقوقه الوطنية الثابتة، وفي خضم معركة حماية الهوية ودعم فكرة الصمود والمقاومة ولّدت ظاهرة أدب المقاومة وثقافة الصمود، واعتبر ذلك من خصوصيات القضية "الفلسطينية" حول دور الثقافة في إحياء القضية وما قامت به من تعزيز لآليات حركة المقاومة.
وفي هذا الصدد أقيم "مهرجان للقصة القصيرة الفلسطينية من أجل المقاومة والانتصار" في ثقافي "أبو رمانة" بتاريخ 9/5/2011 الساعة السابعة مساءً.
المهرجان هو مهرجان سنوي ولكونه مهرجان قصة أو شعر فهو تذكير للناس بالقضية "الفلسطينية" وضرورة مناصرة شعبنا الفلسطيني في الداخل المحاصر ويأتي هذا المهرجان من أجل تأكيد الموضوع "الفلسطيني" دائماً كي يبقى في الذهن وهو محاولة جادة حقيقية من أجل استقطاب الكتابات الجديدة للأدباء والكتاب الذين يعملون على الموضوع "الفلسطيني"، وهو بذلك يعني أن للمقاومة مهرجاناتها وأن للمقاومة أدباءها وموضوعاتها
موقع "eSyria" حضر المهرجان، ونقل إليكم بعض انطباعات الحضور والكتّاب والأدباء، حيث تحدث الأديب "محمد فطين جباصيني": «لقد شكلت القصة والشعر والرواية "الفلسطينية" شكلاً من أشكال المقاومة ووسيلة للحث على الصمود وعدم التنازل، كما عبر بها الأدباء والشعراء عن مشاعرهم وارتباطهم بالوطن، والحث على النضال ومقاومة المحتل، وتعزيز حب الوطن والحبيبية، والمحافظة على الأرض وشجرة الزيتون، واعتبر هذا نوع من التوعية والتعبئة السياسية، هناك أعمال عديدة ومتميزة لشعراء وأدباء أمثال "محمود درويش، سميح القاسم، توفيق زياد، أميل حبيبي، إبراهيم نصر الله، معين بسيسو، مريد البرغوثي"، وقائمة من اشتهروا بأدب المقاومة في فلسطين طويلة».
أما عن رأي الناقد المسرحي "موسى الأسود"، فقد قال: «في "فلسطين" شرعنا في مواجهة المشروع الصهيوني نؤكد هويتنا الثقافية، هذه الهوية تشمل عناصر مختلفة، وتجمع بين أنماط حياة مميزة وبين الفنون والثقافة التي نتميز بها، كما أنها تتعلق بالتراث والعمارة والتاريخ والأدب والشعر والقصة والرواية والموسيقا والرقص والمسرح والفنون التشكيلية والفلكلور واللغة والسلوك والقيم والأخلاق، والتي تم استخدامها كسلاح وإستراتيجية دفاع عن الوجود، ولتعزيز المقاومة ضد كل أشكال الاضطهاد التي تمارس بحقنا كشعب».
وأضاف: «إن الثقافة لا تخضع لمجموعة من القوانين والقواعد، والمقصود لا يمكن أن يتم ضبطها بقاعدة وخطوط حمراء، وإنما هي تعبير حر عن أحاسيس ومشاعر وحالات إنسانية ووجدانية وإبداعية، وعلى سبيل المثال وعلى الصعيد الموسيقي، ظهرت مواضيع خاصة وكلمات شعبية منها ما لحن لانتفاضة الحجارة، ومنها ما لحن للمقاومة المسلحة والسلمية، وأيضا هناك حالات إبداعية تناولت النكبة عام 1948 وحق اللاجئين في العودة، وأخرى متعلقة بأحلام قيام الدولة "الفلسطينية" والوحدة الوطنية، وأخرى تحث على الصمود في سجون الاحتلال وعدم الاعتراف خلال عملية التحقيق والتعذيب، وغيرها من زغاريد الفخر للشهداء، وأناشيد تناولت المدن "الفلسطينية" المختلفة "غزة وعكا والقدس"، بالإضافة إلى الزجل والعتابة، والأغاني التقليدية».
وعن المهرجان حدثنا راعيه الضمني الدكتور "حسن حميد"، حيث قال: «المهرجان هو مهرجان سنوي ولكونه مهرجان قصة أو شعر فهو تذكير للناس بالقضية "الفلسطينية" وضرورة مناصرة شعبنا الفلسطيني في الداخل المحاصر ويأتي هذا المهرجان من أجل تأكيد الموضوع "الفلسطيني" دائماً كي يبقى في الذهن وهو محاولة جادة حقيقية من أجل استقطاب الكتابات الجديدة للأدباء والكتاب الذين يعملون على الموضوع "الفلسطيني"، وهو بذلك يعني أن للمقاومة مهرجاناتها وأن للمقاومة أدباءها وموضوعاتها».
أما الكاتب "عدنان كنفاني" فقد أشار إلى أن هذا المهرجان يجسد القصة القصيرة "الفلسطينية" الوطنية التي تحض على النضال والتي تتناول هموم شعبنا في "فلسطين" سواء أكانت الوطنية أم الاقتصادية أم الإنسانية، حيث قال: «شعبنا تحت سيطرة الاحتلال منذ أكثر من ثمانية وستين عاماً، ونحن نعلم أنه حتى المواد الغذائية التي يقوم المتضامنون مع شعبنا بفلسطين بإيصالها إليهم يقتلون ويجرحون ويعتقلون ثم يسفرون، لذلك نحن نحاول في هذه المهرجانات أن نقدم الكلمة التي تحض على الأمل، تحض على أن يبقى المواطن "الفلسطيني" صامداً في أرضه ثابتاً لا يفقد الأمل في الحياة ولا في شعبه، فنحن دائماً ننظم هذه المهرجانات حتى نبقى على تواصل مع شعبنا في "فلسطين" لأنه ليس لدينا ما نقدمه سوى ذلك».
والجدير بالذكر أنه تضمن اليوم الأول من المهرجان قراءة قصص لعدد من الأدباء الراحلين، حضرها عدد من الأدباء والمهتمين بالشأن الأدبي، وقد قرأ الأديب "يوسف جاد الحق" قصة "لجبرا إبراهيم جبرا" لكونها تمثل أهم أعماله الأدبية، فيما قرأ الأديب "عدنان كنفاني" قصة "المنزلق" لشقيقه الشهيد "غسان كنفاني" وهي من مجموعته القصصية التي اسمها "عالم ليس لنا"، في حين قرأت الأديبة "نعمة خالد" قصة "بحر يافا" للأديب "خليل السواحري"، وقرأت السيدة "نائلة الإمام" قصة "أشياء صغيرة" من مجموعة تحمل نفس الاسم للأديبة "سميرة عزام".