سلك طريقه في الكتابة وبرز شاعراً متألقاً بقصائده، قصائده التي تغمر القارئ بأمواج الأمل والتفاؤل بالحياة، يمتاز بمقدرته الشعرية على تجسيد مفاتن الكلمة، لذلك تتسم كتاباته بالعناية بالأحاسيس.
بتاريخ 23/6/2011 التقى موقع eDamascus الشاعر "عمر كوجري"، وكان معه الحوار الغنيّ التالي حول تجربته الكتابيّة والشعرية.
الشاعر هنا ما هو إلا صائغ لصوت الريح والأشجار والينابيع وحكايات ..سيامند وخجي ..في قصائد ومقطوعات تستحضر الأنثى بكل بهائها وتجلياتها، وتوغل في اكتشاف مفاتن الكلمة حين يرميها الشاعر في هواء عابق بالحنين والحب. أكثر ما يلفت النظر قصائد "عمر كوجري" هذه الحرية القصوى في إطلاق طيور الشعر من أعشاشها وأقفاصها دون حدود ..يكسر قوالب الشعر التي يلقيها الأساتذة على طلاب يهزون رؤوسهم خوفاً أو طمعاً أو نعساً
** فنون كثيرة كنت أنظر إليها بعين المحب عندما بدأت أفكر بالحياة وبجمالها، وبآيات السحر فيها وخاصة في مرحلة اليفاعة، ورغم أن الكتابة لم تكن رغبة العديد من أصدقائي وزملائي الذين كانوا يعانون من ضعف في اللغة العربية وركاكة في التعبير، لكني مع هذا اتجهت للكتابة من باب تقليد ما كنت أقرأ من روايات ومسرحيات للأطفال وقصص وشعر، وهكذا وجدتني كلما قرأت قصة أولف قصة على غرارها.
وفيما يخص البدايات فقد كانت في المرحلة الثانوية حيث مخاضات البحث عن الحبيبات المفترضات، وضرورة كتابة شيء جميل لهن.
** أجرب حظي في الكتابة في أنماط أدبية عديدة، لكن ما يستهويني حقاً هو الشعر، الشعر الذي يتملك كل جميل في روحي، وفي رؤيتي للحياة والواقع، لأن الشعر هو فانوس الروح والقلب في زمن الظلمة والعته والسفه ..
** أكتب في أي موضوع يستهويني، ويسلب قلبي وعقلي، وأبدي وفائي الكبير له، أكتب وكأنني أكتب هذا الموضوع للمرة الأولى والأخيرة، وأحاول أن أتناسى أي شيء كتبته سابقاً، أو حتى تذكر أي شيء قرأته كي أظل وفياً لموضوعي.
الصعاب هي الصعاب، ربما لا تزول تماماً أمامنا ما دمنا نخوض شعاب هذي الحياة، ولكن طبيعة هذه الصعاب ربما تختلف من زمن لآخر، وبالتالي تختلف نكهات هذه الصعاب، بالتأكيد الصعاب ليست هي نفسها التي كانت، لكن الطريف ان الصعاب لا تنتهي من طريق أحلامنا ما حيينا.
** من الهام بالنسبة لي السؤال التالي: هل ما أكتبه يرضيني قبل أي آخر أم لا؟
في الحقيقة لا أوزع مضارب الكتابة كثيراً في الفنون الأدبية، وبالتالي عندما أشعر أن القصة لن تفي بفكرتي حقها أهرب للشعر والعكس صحيح، وكذلك الكتابة النثرية التي لها علاقة بالنقد أو السياسة أو غيرهما.
** يا رجل هل بقيت عوالم روحية حتى نهرب إليها، ونتصوف بل ونريح أرواحنا التعبة في أفيائها وتحت ظلال أشجارها؟
هذا زمن أغبر بكل ما للكلمة من معنى، زمن أغبر وذئب أيضاً، لم نلتهم بعد، ما زلنا على قيد الحياة وسائر الحكام كما قالها مرة الكبير "محمود درويش".
العلاقة الوحيدة هي قراءة بعض قصائد "ابن الفارض" بين الحين والآخر، والذي يقول:
أحبـّـــةَ قلبـــي والمحبـّــةُ شـــــــافـعـي لديـكم إذا شئتـمْ بهـا اتّصــل الحَبْــلُ
عســـى عطفــــةٌ منـــكم علـيّ بنظــرةٍ فقـــد تَعبـــتْ بيني وبينـَـكمُ الرُسْــلُ
من يعجبك ويشدك من الشعراء الشباب في "سورية"؟
هل تحاول خلق لغة شعرية خاصة بك، وكيف تبحث عن هذه اللغة؟.
** أطمح لخلق لغة شعرية وحساسية خاصة بي، لكن خلق هذه اللغة الخاصة لا تأتي بسهولة ويلزمها مران وتعب وبحث طويل وكبير، وكل شاعر يبحث عن ذلك الصوت لكن قلة قليلة يجدونه
** النقد هو الوجه الآخر للإبداع، لا يمكن أن ينشا إبداع حقيقي دون أن يواكبه نقد يرصد هذا الإبداع، فكيف سيعرف الكاتب أنه أجاد هنا وتعثرت خطواته هناك لو لم يجد نقداً حقيقياً، وأقول حقيقياً يرصد تلك التجارب والحساسيات الجديدة خاصة، والنقد يضيف لي أشياء ربما لو كنت وحدي لاكتشفتها بعد زمن، النقد يختصر لي مسافة الفصل بين الكتابة الجميلة والكتابة النمطية.
** أقرب شاعر عربي إلى قلبي هو الغالي "محمود درويش" دون منازع، ولا يتربع على عرش قلبي وكياني شاعر آخر سواه، غير "سليم بركات " الشاعر السوري الكردي الذي شكل من دون أن يدري جيشاً من عشاق كتابته الشعرية والروائية ناهيك عن جيش من المقلدين والمريدين، والذين احترقوا واحترقت كتاباتهم التي لم تتجاوز المنجز البركاتي.
** في هذه اللحظة إلى نفسي، نفسي التي ظلمتها كثيراً لكثرة ما وضعت أحلامها تحت الرفوف، وبحثت عن لحظة فرح أقدمها للآخرين، الآخرون الذين ربما لم يكونوا على مستوى كل هذا العطاء، وهذه المحبة.
** لا أكتب من أجل نيل الجوائز والجوائز لا تهمني البتة رغم أنها ربما تعين الكاتب في بعض الملمات ولو من الناحية المادية، إضافة إلى دورها المعنوي الذي لا يخفى، وتساعد المبدع ليكون أكثر إخلاصاً للفن والكتابة.
بصراحة لم أشترك بحياتي في أية مسابقة، وربما طبع ديواني الأول على حساب مؤسسة سما كرد الإماراتية أعتبره جائزة لأني لم أفكر بزج الديوان في الطباعة والنشر لولا سما كرد لأسباب شتى.
الناقد "حسين خليفة" يبدي رأيه بالشاعر "كوجري" وبكتاباته الشعرية بالقول: «الشاعر هنا ما هو إلا صائغ لصوت الريح والأشجار والينابيع وحكايات ..سيامند وخجي ..في قصائد ومقطوعات تستحضر الأنثى بكل بهائها وتجلياتها، وتوغل في اكتشاف مفاتن الكلمة حين يرميها الشاعر في هواء عابق بالحنين والحب.
أكثر ما يلفت النظر قصائد "عمر كوجري" هذه الحرية القصوى في إطلاق طيور الشعر من أعشاشها وأقفاصها دون حدود ..يكسر قوالب الشعر التي يلقيها الأساتذة على طلاب يهزون رؤوسهم خوفاً أو طمعاً أو نعساً».
ويذكر بأن الكاتب "عمر كوجري"من مواليد "دمشق" عام 1968، ويعمل حالياً مدرس لغة عربية في ثانويات "دمشق".
الكتب المنشورة له: "القطا تراقص النهر الجميل" قصص، بالاشتراك مع القاص والكاتب "صبري رسول"، "إنها الريح" شعر، منشورات سما كرد "الإمارات" 2008.