"مختار سيد صالح" أو "مختار الكمالي" نسبة إلى مدينته "البوكمال" من الشعراء الشباب الذين اتقنوا كتابة القصيدة بطريقة متميزة، كما أنجز قبل عامين برنامجاً حاسوبياً يخص العروض الشعرية كما وصل في مسابقة "أمير الشعراء" إلى مرتبة متقدمة، وهنا ندعه يتكلم عن تجربته من خلال الحوار التالي الذي أجريناه بتاريخ 30/10/2011:
أرى أن رؤية مختار الشعرية نابعة أساساً من رغبته في التعبير الصادق والسلس والشفيف عن مكنونات ذاته دون تعقيد أو غموض، لذلك ألاحظ عند قراءة أي نص من نصوصه هذا التدفق الوجداني والسلاسة في التصوير حيث تُبنى الصورة بالدرجة الأولى لخدمة الرؤية الكاملة للنص ولذلك تبدو غالباً عضوية وسائغة غير متكلَّفة أو ترفيِّة، ثم إن مواضيعه وأغراضه في الكتابة الشعرية غالباً ما تكون قريبة من نوازع النفس البشرية ورغباتها لذلك تبدو سهلة التلقي بسبب اشتراكها لدى معظم البشر، أما عن اللغة فأنا أرى أنه يمتلك قاموساً ضخماً من المعارف والمفردات ويندر عنده التكرار الممل لنفس المعنى والتركيب اللغوي، إلا أنني أظنُّ أنه يقتصد في تكسير الروابط المألوفة لِبُنْية الجملة ولا يجهد نفسه ببناء روابط جديدة خاصة بهرم لغوي لا يخص أحداً إلا
** قبل مشاركتي كنت متابعاً جيِّداً لأمير الشعراء في مواسمه الثلاث الأولى وكانت متابعتي للبرنامج نابعة أساساً من حبِّي للشِّعر لا من رغبتي في المشاركة لكنّني بعد أن وصلت لنوع من القناعة أنَّ المستوى الشِّعري لقصيدتي لا يقل عن المستوى الشِّعري لقصائد من وصلوا للمراحل النهائية من المسابقة قررت أن أشارك على سبيل التجربة وتحدِّي الذات وبفضل الله عزَّ وجل وصلت لمرحلة متقدمة جمعت أربعينَ شاعراً من أصل أكثر من سبعة آلاف شاعر، وكنتُ أنا والشاعر محمد علي خضور والشاعرة سمر علّوش آخر الشعراء السوريين الذين بقوا لهذه المرحلة التي جاءت بعد تحديات شعرية كبيرة لتصفية الشعراء المشاركين في البداية واستدعاء أفضل 150 شاعراً برأي اللجنة إلى الإمارات لإجراء المقابلة في أبوظبي والتي أُجِزْتُ فيها بإجماع لجنة التحكيم بفضل من الله وانتقلت إثر ذلك لمرحلة السبعينَ شاعراً الذين خضعوا لعملية تصفية أخرى أفرزت قائمة الأربعين شاعراً، وبعد ذلك كان خروجي من المسابقة مع سمر واستمرار الخضور.
** برأيي الشخصي لا يوجد أي "محسوبيات" إطلاقاً في هذه المسابقة بل يمكنني أن أقول إنها من المسابقات الشعرية الجادة والنزيهة القليلة في الوطن العربي، إضافة لأنها تمنح الشاعر منبراً يجعله يقرأ أمام الملايين وأظن أن هذا من أهم ما يبحث عنه الشاعر، لكنّني لا أنفي اعتقادي بوجود معايير أخرى إضافة للمعايير الشعريّة تهم القائمين على البرنامج وتلعب دوراً ما في استمرار الشاعر في المسابقة و لا أتحدّث هنا عن التصويت فأنا رأيتُ بأمِّ عيني ما تنفقه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مشكورةً لإنجاح هذا البرنامج العملاق الذي نجح إلى حد كبير في إدخال القصيدة الفصحى إلى كل بيت في العالم العربي تقريباً، وهنا بصدق كبير أنصح أي شاعر مجيد أن يقترب من هذا المنبر العالي والهالة المشعَّة فالشاعر هو المستفيد الأكبر في النهاية مهما كانت نتيجة المسابقة، هل تتصور حجم الخبرة الشِّعريَّة والصداقات التي ستكتسبها من الإقامة مع مئة وخمسينَ شاعراً ممتازاً من مختلف أنحاء العالم في مكان واحد؟ وهل تعتقد أنك من الممكن أن تجتمع خارج هذه المسابقة مع هذا العدد من الشعراء المهمين من مشارق الأرض ومغاربها بهذه البساطة؟ لا أظن.
** أظن أن الذاكرة الجمعيّة للعرب وللمستشرقين ولمحبّي الأدب العربي بشكل عام ذاكرة وزنيَّة بمعنى أن الوزن والإيقاع لعبا دوراً كبيراً فيما احتفظت به ولو عدت للتراث الشعري العربي لوجدت أن ديوان الشعر العربي الذي نعرفه اليوم انتقل بأكمله لسنوات طوال بواسطة الحفظ والمشافهة إلى أن تم جمع الأعمال في أمّهات الكتب الأدبية أو في دواوين شعريَّة لاحقاً وفي المقابل فإن ما انتقل بهذه الطريقة نفسها (أعني المشافهة) من النثر لا يشكل نسبة بسيطة جداً من النتاج النثري للثقافة العربية.
من ناحية أخرى أحب أن أشير إلى نقطة غائبة عن الكثيرين، لدي قناعة راسخة بعدم وجود فائدة إطلاقاً من إعادة كتابة المكتوب حتَّى ولو صيغَ بطريقة أخرى، ولهذا فإنّني أحاول بصدق وجهد كبيرين أن أقوم بتحديث اللغة والصورة في القصيدة الوزنيَّة ولهذا فإن الكلاسيكيّة إن كانت موجودة في شعري فهي كلاسيكيَّة شكليَّة فقط (أعني الشكل الوزني الكلاسيكي لقصيدة البيت أو قصيدة التفعيلة) أمَّا عن الرؤية الشِّعريَّة وطريقة تناول الموضوع فأرى فيها شيئاً من الحداثة أعمل عليه وأحاول أن أنميه، أقول هذا بشكل مستفز وصارخ للآخَر لأجعله يقرأ النتاج ويحكم بنفسه فهذا هو مكسبي الحقيقي في النهاية.
* هل أنت ضد النثر؟
** لا لست ضد النثر، لكن لو كان سؤالك هل أنت ضد ما يسمّى بـقصيدة النثر لقلت لك نعم دون أي تردد، ليس بسبب معاداتي للمضمون المُعَبَّر عنه بشكل نثري لا، ولكن عتباً على المصطلح ومن يتبنّاه وينظِّر له، هناك نثر جميل جداً يتفوق بالمقاييس الشعريَّة على كثير مما ينشر اليوم تحت اسم الشعر الموزون وهذا النثر الرائع أفرز أسماءً كبيرة ومهمة أضافت رِعشةً حقيقيةً لمخيلة المتلقي العربي لكنها لم تُلْبِسْ ما كتبتْ قبَّعة القصيدة بل اكتفت بتسميته نصّاً وهؤلاء هم المثقفون والأدباء الحقيقيون الذين كتبوا النثر لسبب إبداعي بحت لا لعجزهم عن الكتابة الوزنية برأيي لكن هؤلاء الكبار جرّؤوا كثيراً من الهواة الذين وقعوا في مستنقع الاستسهال فكتبوا طلاسمَ وكلماتٍ لا معنى لها بل إن بعضهم وضع أسهماً ومثلثات ودوائر و..و..و.. إلخ كجزء من النص الذي كتبه وأطلق عليه اسم قصيدة أو شعر!، والمصيبة الأفجع أن البعض كذب الكذبة فصدّقها وبدأ بالتنظير لها!، كيف تريدني ألا أكون ضدَّ هذه الممارسات الإجراميّة بحق الشعر؟!
هذا النموذج الأخير برأيي هو المصيبة الكبرى في الشعر العربي الحديث وهو المسؤول تاريخياً عن هروب المتلقي من جنة الشعر العالية إلى تفاهات زمن "بوس الواوا" مع الأسف.
** مختار بدأ شاعراً عاميَّاً وهذه حقيقة وشيء موثَّق لا أستطيع أن أنكره ولو تمنِّيت ذلك وكن واثقاً أنَّني لم أهجر القصيدة العاميَّة إلا عندما اتضح لي لاحقاً أن القصيدة العاميَّة على جمالها قصيدة مناطقيَّة محدودة العمر لا تمنح الشاعر الخلود الشعري الذي يبحث عنه إضافةً لأنني وجدت أنني مرتاح أكثر في التعبير الشعري عمَّا أشعر به بالعربية الفصحى وأزعم أن قصيدتي الفصيحة- بالذات في الطور الأخير من تجربتي الشِّعريَّة- تمتلك القدرة على إضافة الجديد لما قاله غيري وهذا هو المهم في النهاية بالنسبة لي وبالنسبة للمتلقي والناقد أيضاً وبناء على هذا فإن هجراني للشِّعر العامِّي جاء انحيازاً لكل أضلاع المثلث الشِّعري (الشَّاعر- الناقد- المتلقِّي).
يبقى أن أنوِّه هنا بأنَّ هجراني للشعر العامِّي وإسقاطي لكل ما كتبته من شعر عامِّي لا يلغي اعتزازي ببيئتي وأهلي وأصدقائي من أبناء الفرات وشعرائه وإلا لما اتخذت لنفسي في الشِّعر لقب "مختار الكماليِّ" نسبة إلى مدينة البوكمال ومع كل ما سبق لي ذكره عن الشِّعر العامِّي ربَّما أجد نفسي في يوم من الأيام القادمة أكتب القصيدة العاميَّة إنْ شعرت أنَّها الحامل الأنسب لتجربتي الإنسانيَّة.. مَن يدري؟!
** الأكيد في الموضوع أنني لست أهلاً للحديث عن النقد في الساحة العربية والسورية فهناك من هو أدرى منِّي بهذا الموضوع، لكن سأعطي رأيي البسيط الذي تشكَّل من خلال قراءاتي المتواضعة.
هناك نقّاد جيِّدون لكنهم للأسف ما زالوا "نخبويّين" يكتبون دراسات عن أسماء ظهرت وانتشرت وأخذت حقها وحق غيرها من النقد والدراسة والتحليل وأظن أنه من حقنا كشعراء للجيل الجديد كما نزعم أن نعتب على نقّاد وطننا الحبيب وعلى النقّاد العرب بشكل عام (وأعني الجيدين منهم) لعدم بذلهم الجهد الكافي لمتابعة الأسماء الشعرية الشابة التي تحاول بصدق ومحبّة كبيرة.
ما يزال معظم ما نصادفه اليوم من نقد "نقداً إخوانيَّاً" يُكْتَبُ إثر علاقة مصلحيَّة بين الناقد والشاعر ويعتمد المجاملات والعكس صحيح أيضاً، وهذه مشكلة، لأن النقد هو المسؤول الأول عن وضع القناديل على طريق الشاعر ولو عدت للتاريخ القريب لجيل الروَّاد على سبيل المثال لوجدت أنَّ ناقداً مثل المرحوم جبرا إبراهيم جبرا كان له الفضل الكبير في ظهور أسماء شعريَّة رائعة مثل بدر شاكر السياب وبلند الحيدري ومحمود البريكان وأكرم الوتري وعبد الرزاق عبد الواحد وغيرهم.
ولكي أكونَ منصفاً لا أنفي أن يكون الموضوع في جزء منه تقصيراً من الشعراء أنفسهم أيضاً فما ذنب محمد برادة أو صلاح فضل أو يوسف سامي اليوسف أو عبد القادر الحصني أو غيرهم من النقّاد المهمّين برأيي إنْ لم يقرؤوا لفلان من الشعراء بسبب تقصير الشاعر نفسه؟
** أشكرك على هذا السؤال، الفراهيدي برنامج حاسوبي له أهميّة خاصّة جدّاً لأنه البرنامج الحاسوبي الوحيد (كما أزعم) الذي يوظّف تقنيّات وأساليب المعالجة الآلية للّغات الطبيعيَّة الحيَّة في مجال الشعر العربي بطريقة تسمح له بتقطيع أي نص شعري تقطيعاً وزنيّاً بشكل صحيح، هل تعرف ما يعني هذا؟ يعني بأبسط تعبير أنَّك علَّمت الآلة كيفيَّة النُّطق ومنحتها الأذن الموسيقيَّة!.
قدّمت الفراهيدي في نسخة بسيطة منه إلى كليّة هندسة الحاسوب والمعلوماتية في الجامعة السورية الدولية في السنة الرابعة من دراستي فيها كمشروع تخرج أول وكان له وقع خاص ومميز في الكلية بفضل الله لكونه أهم مشروع لطالب في المرحلة (بشهادة أساتذة الكليَّة ممّن ناقشوني في المشروع) ولكن مع هذا فالفراهيدي الذي شاهدوه في الكلية والذي نُشِرَتْ نسخ مفتوحة المصدر منه على الانترنت ليس المشروع الحقيقي كاملاً وسأعترف لك بسر صغير هنا: هل تذكر اللقاء الذي أجريته معي عن الفراهيدي قبل عامين؟ وقتها قلت لك إنني بدأت العمل على مشروع التشكيل التلقائي للنص العربي، الآن يمكنني أن أصرِّحَ بأنّني توصّلت بحمد الله عز وجل لكتابة نسخة جديدة كليّاً من الفراهيدي لا تحتاج لأي تشكيل للمدخلات إضافة لميزات جديدة ومبتكرة لن أكشف الستار عنها الآن وسأدعها للوقت المناسب لأن هذا العمل بإذن الله سيكون له أهميّة قصوى لو ظهر للعلن بالشكل النهائي الذي أتخيَّلهُ وأعمل على تحقيقه وأتصوَّر أنَّ هذا المشروع سيساعد كثيراً في تغيير النظرة الرجعيَّة لعَروض الشعر العربي مستقبلاً.
آخر ما أحب أن أضيفه هنا أنه يمكن للمهتم أن يعود إلى مكتبة كليتي المذكورة ليقرأ أكثر عن الموضوع فهم يحتفظون بنسخة مبسّطة وموثّقة من المشروع في مكتبة الكليَّة.
** سأكتفي بالقول إنّه الكتاب العربي الأوّل الذي يتحدث عن المكتبة البرمجيّة العظيمة jQuery وقد صدر منذ أن كنت طالباً في الكلية وسأترك الحديث عنه للآخرين.
** أشكر موقع eSyria وأشكرك أنت شخصيّاً على هذه النافذة الجميلة التي فتحتها بيني وبين محبّي الشعر والإبداع وأهديكم جميعاً المقطع الأَرَقَّ من قصيدتي (تغارينَ منكِ):
على وَقْعِ خَلخالِ ما لا أرى ... شَدَدْتُ عُرا خائناتِ النَّظَرْ
وعَبَّأتُ قلبي بما لا يَضيرُ ... مِنَ الحُبِّ لكنَّ قلبي انفَجَرْ !
وكنتُ أراكِ جميعَ الوجوهِ ... كأنَّكِ كُنتِ جميعَ البَشَرْ
فَمِمَّنْ تغارينَ؟ مَن قَدْ تكونُ ... كَظِلِّكِ في حاملاتِ الثَّمَرْ؟
تغارينَ مِنْكِ! إذنْ يا مِياهُ ... ضَعِيْ مِعْطَفَ الغيمِ أنَّى أَمَرْ
ويا غَيرةً أينَعَتْ في الدِّماءِ ... لكِ الحمدُ أنَّ الهوى قَدْ بَذَرْ !
أنا لا أُقَيِّدُ طِفْلَ الفُؤادِ ... إذا ما تَشَهَّى اقترافَ الحَجَرْ
ولا أتكلَّفُ جرحَ الخَيالِ ... فإنْ قالَ: تَعْشَقُ؟ قلتُ: انهَمَرْ!
وعنه يقول الناقد العراقي الدكتور "محمد ونّان جاسم": «شعر "مختار الكمالي" مبني على ركائز عدة منها المحاكاة والتناص والإيقاعية الصارمة ومنجزه الشعري ينهل من ثيمة الانتقال الذي بدأه بالانتقال من الشعر النبطي إلى الشعر العربي الفصيح ومن ثم من الشعر المحلي جداً إلى الشعر الأوسع مكاناً هذه التحولات أعطت للشاعر زخماً إبداعياً سيكون له الأثر الكبير في رسم ملامح شاعريته مستقبلاً.
لا يحدد الشاعرَ مسرى شعري واحدٌ لذا ندعو الشاعر مختار أن يجوب في أنواع القصيدة الأخرى وأن يجعل الهدف الأسمى له النجاح والملحوظة السلبية التي نراها في مختار الشاعر هي نشره الغث والسمين من قوله الشعري وننصحه ألا ينشر إلا ما يراه يضيف له تميزاً وفرادة.
إن التكثيف المحاكاتي والتكثيف التناصي يضعفان النص، ويقللان من منهج الجدة التي ينبغي لكل شاعر أن يتأبطه مساراً في حياته الشعرية، فضلاً عن أن الإكثار منهما يحيل المرء إلى ناظم لا شاعر، عموماً أنا متابع لمختار الإنسان والشاعر ولي ثقة أنه سيكون علماً شعرياً في ساحات الشعر العربي لما يمتلكه من قدرة على رصّ المعاني وإبداع الصور مع حضور الإيقاع».
أما في رأي للشاعر السوري "عبادة عثمان" فيقول عن "الكمالي": «أرى أن رؤية مختار الشعرية نابعة أساساً من رغبته في التعبير الصادق والسلس والشفيف عن مكنونات ذاته دون تعقيد أو غموض، لذلك ألاحظ عند قراءة أي نص من نصوصه هذا التدفق الوجداني والسلاسة في التصوير حيث تُبنى الصورة بالدرجة الأولى لخدمة الرؤية الكاملة للنص ولذلك تبدو غالباً عضوية وسائغة غير متكلَّفة أو ترفيِّة، ثم إن مواضيعه وأغراضه في الكتابة الشعرية غالباً ما تكون قريبة من نوازع النفس البشرية ورغباتها لذلك تبدو سهلة التلقي بسبب اشتراكها لدى معظم البشر، أما عن اللغة فأنا أرى أنه يمتلك قاموساً ضخماً من المعارف والمفردات ويندر عنده التكرار الممل لنفس المعنى والتركيب اللغوي، إلا أنني أظنُّ أنه يقتصد في تكسير الروابط المألوفة لِبُنْية الجملة ولا يجهد نفسه ببناء روابط جديدة خاصة بهرم لغوي لا يخص أحداً إلا».