بحلول الدورة الخامسة والخمسون لمعرض دمشق الدولي، وعلى أنغام ورقصات فرقة "إنانا" التي قدمت عرضاً مسرحياً تحت عنوان "الضيفة خاتون" تم افتتاح معرض دمشق الدولي
بمشاركة /4750/ عارضاً يمثلون خمسين دولة عربية وأجنبية على أرض مدينة المعارض الجديدة في دمشق بتاريخ 15/8/2008.
إن معرض دمشق الدولي أكمل اليوم ربيعه الخامس والخمسين وقد اختار الصيف موعدا دائماً له، حاملاً من الربيع أزهاره، وخضرته، وبهجته، وفرحه، فهو بعض من "بردى"، ونفحة من "قاسيون" تحمل عبق الياسمين الدمشقي باقات ترتمي في أحضان القادمين والمشاركين والحضور الكرام لتقول لهم أهلاً بكم في دمشق العربية الأصيلة في تاريخها وانتمائها، والعزيزة بأبنائها وقائدها، والأبية بمواقفها، والرحبة بكرمها وضيوفها
في حفل الافتتاح تحدث الدكتور "عامر حسنى لطفي" وزير الاقتصاد والتجارة- ممثل الرئيس "بشار الأسد" عن هذا المعرض بقوله: «إن معرض دمشق الدولي أكمل اليوم ربيعه الخامس والخمسين وقد اختار الصيف موعدا دائماً له، حاملاً من الربيع أزهاره، وخضرته، وبهجته، وفرحه، فهو بعض من "بردى"، ونفحة من "قاسيون" تحمل عبق الياسمين الدمشقي باقات ترتمي في أحضان القادمين والمشاركين والحضور الكرام لتقول لهم أهلاً بكم في دمشق العربية الأصيلة في تاريخها وانتمائها، والعزيزة بأبنائها وقائدها، والأبية بمواقفها، والرحبة بكرمها وضيوفها».
ثم نوه الدكتور "لطفي" على أن المعارض لم تعد تقليداً عابراً تختص بمكان أو زمان، أو نوع بل أصبحت حاجة وضرورة للاقتصاد الوطني فالزمان والمكان والمُنتجُ تحرروا من كل القيود، وأصبحت السلعة تسافر إلى البعيد البعيد في كل الأوقاف والأزمان لتصل إلى معرض يعمل على تقديمها وعرضها وشرح مكوناتها ومواصفاتها لتنافس مثيلاتها بميزات ومواصفات وأسعار قد تنفرد بها، وقد باتت صناعة المعارض صناعة متقدمة فتأسست لها الشركات والمؤسسات وتنوعت المشاركة فيها حتى كادت أن تشمل ما تنتجه الطبيعة والإنسان معاً فهناك معارض للزهور، والثمار، وأشجار، الزينة وأدوات السقاية، والري، وآلات الحرث والحصاد وتقليم الاشجار... وكذلك معارض للطائرات والسيارات، والأثاث والكتاب والمخطوطات والرسوم والمنحوتات... الخ، فمنها وعليها ومن خلالها تتم عمليات البيع الأولى والاتفاقات الأولى والطلبات الأولى على الشراء والدخول إلى الأسواق وصولا إلى المستهلك.
وأضاف: «إن سورية قطعت أشواطاً متقدمة في هذا المجال الاقتصادي بدءاً من عمليات تحرير التجارة البينية العربية والانتقال إلى مساحات واسعة من عملية التحرير هذه لتشمل أعداداً كبيرة ومتزايدة من السلع والمواد والمنتجات، ورافق ذلك بناء البيئة التشريعية والقانونية والتنظيمية التي تشكل قاعدة لأية تنمية اقتصادية واجتماعية وبها ومن خلالها تم فتح المجال أمام المصارف الخاصة وشركات التأمين التي بدأت العمل وبكثافة ملحوظة في جميع المحافظات السورية، والتي عملت بدورها على إقامة المدن الصناعية وبناها التحتية، وبدأت الحكومة بتوفير المناخات المناسبة لانطلاقة الاقتصاد الوطني وتشجيع الاستثمار وفتح الأبواب أمام المستثمرين من الداخل السوري أو من خارجه، فتم إحداث هيئة خاصة لذلك تعمل مع فريق عمل متخصص تهدف إلى تسهيل حركة المستثمرين من توفير للمعلومات والإحصاءات وأنواع المشاريع وأماكن توضعها وطرق الترخيص لها، وتسهيل الحصول عليها مع الإشارة إلى الجهد النوعي الذي تقوم به الحكومة في متابعة وتشجيع الاستثمار وإزالة أي عوائق تعترضه».
أما السيد "محمد حمود" المدير العام للمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فقال: «إن هذه الدورة من المعرض تقام وسط أجواء ملائمة ومناخات طيبة، تبشر بالمزيد من الخير والفائدة للجميع من خلال استضافة أكثر من /4750/ عارضاً من خمسين دولة عربية وأجنبية صديقة على مساحة تصل إلى اثنين وسبعين ألف متر مربع، الأمر الذي يجعلنا نؤكد أن هذه الدورة ستكون متميزة بكل المعايير والمقاييس سواء من حيث عدد المشاركين أو مساحات العرض أو المشاركات الدولية، ما يشكل دليلا ومؤشراً على صوابية التوجه الاقتصادي ونجاعة الإصلاحات الاقتصادية التي من شأنها خلق مناخات جديدة للاستثمار ونمو قطاع الأعمال».
وأضاف: «إن صناعة المعارض أصبحت اليوم ركيزة أساسية من ركائز النشاط الاقتصادي، وطريقا سهلة ومختصرة للدخول إلى الأسواق المحلية والخارجية، بهدف التعرف على أخر الانجازات العلمية والتطورات التقنية والفرص التجارية والاستثمارية والترويج للسلع والمنتجات الوطنية، وما معرضنا هذا إلا مثال حي على ذلك، فطوال خمسة وخمسين عاما ظل معرض دمشق الدولي البوابة الأساسية التي يتم من خلالها التعرف على المنتجات والخدمات الجديدة التي تقدمها الشركات والدول، واستطاع المعرض تحقيق مكانة عربية وإقليمية مرموقة بحكم موقع سورية الجغرافي الحضاري المتميز، والتنوع الاقتصادي والثقافي الذي تزخر به بلادنا».
ولفت السيد "حمود" إلى أن المعرض يسهم في تعزيز التواصل الإنساني بين مختلف الحضارات ويعمل على فتح أقنية فعالة للحوار بين الثقافات والمجتمعات.
ومن نشاطات وفعاليات المعرض أقامة مهرجان فني تشارك فيه فرق مسرحية راقصة مثل فرقة "إنانا" و"أورنينا" بالإضافة إلى مشاركة لفرق فلكلورية شعبية من دول صديقة مثل "أرمينيا"، "جورجيا"، "تركيا" ومن المطربين السوريين والعرب المشاركين الفنان "صباح فخري"، والفنان "فارس كرم"، والفنان "ريان"، بالإضافة إلى كل من الفنانين "وفيق حبيب"، و"سمارة السمارة"، و"شادي أسود"، وكل من الفنانات "ميريام فارس"، "لينا شماميان"، "هويدا".
وقد أقيم أول معرض دولي بدمشق على مســاحة قدرهــا /250/ ألف متر مربع في الأول من أيلول عام /1954/ واستمر شهراً كاملاً، وكـان عدد زواره مليون زائر، اشـتركت فيـه / 26 / دولة بالإضافة إلى عدد من المؤسسات والشركات الصناعية والتجارية في سورية، وكانت إقامة المعرض الأول حدثاً اقتصادياً كبيراً مثل نقطة التقاء بين الشرق والغرب واعتبر أداة فاعلة في توثيق العلاقات التجارية بين سوريا وأعضاء الأسرة العربية والدولية، وبمناسبة المعرض الأول تم إصدار طابع بريدي كتذكار من قبل المؤسسة العامة للبريد واستمر ليصبح تقليداً مرافقاً لدورات المعرض كل عام، وكان من المقرر إقامة المعرض كل خمس سنوات في ذلك الوقت، إلا أن النجاح الذي حققه المعرض الأول جعل منه معرضاً يقام في كل عام.