«تعتبر شخصية الدكتور" فاوست" واحدة من أبرز رموز الأدب الغربي الحديث والمعاصر، وطيلة القرون الخمسة الماضية صار بطلاً لمئات القصص والحكايات الشعبية، وقدم على خشبة المسرح بأشكال مختلفة منذ الشاعر الانكليزي" كريستوفر مارلو" معاصر "شكسبير" وحتى "جوته" و"بول فاليري"، ومع مرور الوقت ترسخت الصورة وصار "فاوست" كرمز أدبي وكفكرة، يشبه من أوجه كثيرة كرة الثلج، لأنه كلما تدحرج إلى الأمام، مع التاريخ ازداد حجمه، وبعدت حقيقته، وتذهب معظم الروايات المتعلقة بالحكاية إلى أنه شخصية حقيقية، تحولت بفعل ألسنة الرواة، إلى أسطورة».
هذا ما يقوله الفنان المخرج المسرحي "هشام كفارنة" مدير المسرح التجريبي، لموقع "esyria" في مسرح "الحمراء" بتاريخ 4/ 5/ 2011 ،أثناء بروفات التحضير للعرض المسرحي "فاوست" الذي هو من إعداد وإخراج "كفارنة".
كان"فاوست" محدثاً لبقاً، ذكياً، مع انه مشعوذ على قدر خارق من المعرفة بعلوم السحر والتنجيم، ويعود الفضل في ذلك إلى انه ابرم عقداً مع الشيطان، يجعل بموجبه قدراته السحرية غير محدودة، على ألا يخالف للشيطان أمراً، وفي رواية "جوته" ورد أن "فاوست" كان طبيباً خيراً، ولكنه لا يستطيع شفاء جميع حالات المرض، لذا قرر أن يبيع نفسه للشيطان، على أن يساعده في شفاء المرضى
وأضاف "كفارنة" للموقع: «كان"فاوست" محدثاً لبقاً، ذكياً، مع انه مشعوذ على قدر خارق من المعرفة بعلوم السحر والتنجيم، ويعود الفضل في ذلك إلى انه ابرم عقداً مع الشيطان، يجعل بموجبه قدراته السحرية غير محدودة، على ألا يخالف للشيطان أمراً، وفي رواية "جوته" ورد أن "فاوست" كان طبيباً خيراً، ولكنه لا يستطيع شفاء جميع حالات المرض، لذا قرر أن يبيع نفسه للشيطان، على أن يساعده في شفاء المرضى».
وتابع "كفارنة" قائلاً: «يواجه المؤمن كثيراً من قلة الوضوح بين الخير والشر تقريباً في كل الديانات بالعالم وبصفة خاصة في الثلاث ديانات الموحدة ب"الله"، فالخير يتمثل في كل ما هو مقدس يتجلى في اله عظيم وقوى ومعطاء يكرم كل التصرفات الجيدة للإنسان أما الشر فيتمثل في العدو الأزلي للإنسان وهو الشيطان الذي يعكس كل الذنوب والتصرفات السيئة للإنسان، فتلك الأديان تطلق أسماء مختلفة على كائن شرير يعيث فساداً في الأرض فيستعمل كلمة شيطان، ويستخدم أيضا كلمة إبليس، والشيطان هو كائن له سلطان على زمرة من الكائنات الروحية النجسة الخاضعة له وهم شياطين أيضا... كان الشيطان في الأصل من ملائكة الله ولكنه وبسبب غروره وكبريائه سقط من المجد الذي كان فيه جاراً معه مجموعة من الأرواح البائسة الموالين له لتتحول إلى أرواح نجسة حيث اعتقد أنه يستطيع أن يصير مثل الإله ورغم سقوطه فإنه لم يفقد القوة الملائكية التي كان يتمتع بها فقدراته أقوى بكثير من قدرات الإنسان العادي، وله ملكات عقلية كالإدراك والتمييز والتذكر وأحاسيس مختلفة كالخوف والألم والاشتهاء كما أنه يمتلك القدرة على الاختيار وبسبب تمرد الشيطان أمر "الله" بطُرده مع أتباعه إلى جهنم بقيود في الظلام محروس من الملائكة ولكن هذا لم يوقفه عن العمل بالشر على الأرض».
أما الفنان"زيناتي قدسية" والذي يجسد شخصية"فاوست" فقد قال: «الشخصية الرئيسية في الحكاية الألمانية الشعبية عن الساحر والكيميائي الألماني الدكتور "يوهان جورج فاوست"، يظهر الشيطان في صورة رجل ذى سلطة له ملكة الأغراء وله حكمة في الدنيا وفى إمكانه تحقيق أحلام وطموحات دكتور فاوست، وكما أغوى "آدم وحواء" في الجنة عن طريق أعطائهم فاكهة الحياة تفاحة التي تمثل المعرفة ليكون مصيرهم ترك الجنة فقد أغوى الشيطان "فاوست" عن طريق تقديم كل أنواع اللذة في الحياة مستغلاً سعيه الدائم إلى اكتشاف الجوهر الحقيقي للحياة كما أنه يعلم جيداً بأنه من الصعب الرفض خاصة وأن الجائزة هي أجمل امرأة في التاريخ إلينا "Elena" من "ترواده"،"Troy"، فيستدعى الشيطان ويمثله "مفستوفيليس" ليبرم معه عقداً يقضى بأن يقوم بخدمته طوال حياته ليستولى على روحه بعد مماته، لكن الاستيلاء على روح "فاوست" مشروط ببلوغه قمة السعادة».
فريق العمل: "زيناتي قدسية، قصي قدسية، كميل أبو صعب، نضال حمادي، عبد الكريم خربطلي، جمال تركماني، رنا ريشة، سوسن أبو الخير، ماهر عبد المعطي، نضال جوهر، مارو".
الفنيون: أزياء "سهى حيدر"،ديكور"موسى هزيم"،مكياج "هناء برماوي"، تصميم الإضاءة "نصر الله سفر"، هندسة الصوت "إياد عبد الحميد"، إعلان "زهير العربي"، مدير المنصة "أحمد السماحي"، مساعد مدير المنصة "سمير أبو عساف"، مسؤول الملابس"عمر فياض"، مسؤول إكسسوار "أحمد عبد الغني"، تحريك ديكور"يوسف النوري وميشال خوري"، مساعد مخرج"رامي عيسى، تنفيذ الإضاءة"بسام حميدي"، تدريب الرقصات "معتز ملا طيلي".
والجدير بالذكر العمل سيعرض في العشرين من هذا الشهر وهو من إعداد وإخراج الفنان المسرحي "هشام كفارنة" مدير المسارح والموسيقا، تأليف"كريستوفر مارلو"،والعمل تحت رعاية وزارة الثقافة –مديرية المسارح والموسيقا- المسرح التجريبي.