بالقرب من السفوح الشرقية لجبل الشيخ، وعلى مسافة (50) كيلومتراً جنوب غربي "دمشق" تربض قرية "كفر حور" أو "الحور" كما تسمى بالسريانية ضمن إقليم "البلان" المعروف تاريخياً بتلك النبتة " البلان" التي نبتت في أراضي تلك المنطقة.
"كفر حور" و"النمرود":
السيد "سامر راجح" رئيس المركز الثقافي في "كفر حور" حدث eSyria بتاريخ /9/10/2009/عن القرية تاريخياً قائلاً:«ترتبط "كفر حور" بالقصة الأسطورية حول "النمرود" التي تقول أنه بنى قلعة "بعلبك" ليصعد منها إلى السماء بعربته التي تجرها أربعة خيول، ولما صعد بها غضبت عليه الآلهة ولعنته، وتاهت عربته في السماء ثم سقطت فوق جبل "حرمون" قرب قرية "كفر حور"، حيث مات هناك».
ترتبط "كفر حور" بالقصة الأسطورية حول "النمرود" التي تقول أنه بنى قلعة "بعلبك" ليصعد منها إلى السماء بعربته التي تجرها أربعة خيول، ولما صعد بها غضبت عليه الآلهة ولعنته، وتاهت عربته في السماء ثم سقطت فوق جبل "حرمون" قرب قرية "كفر حور"، حيث مات هناك
ويتابع "سامر راجح":«أثارت هذه القصة مخيلة بعض الرحالة الأجانب في القرن التاسع عشر، ومنهم "Saulcy" الذي جاء إلى القرية ليبحث عن قبر النمرود عام /1850/، وبالطبع لم يجد القبر، وإنما وجد كتلتين حجريتين كبيرتين مقتلعتين من مبنى قديم، وقد رميتا في وسط حقل على بعد (300-400) م من القرية، كما وجد معبداً صغيراً من العصر الروماني بني بحجارة رخامية ناصعة البياض، وقد وصفه الرحالة "Seep" عام /1866/ وسماه قلعة "نمرود"، وذكر أن مخطط المعبد ذو شكل مستطيل، وتبلغ مساحته /40-45م2/».
ويضيف رئيس المركز الثقافي:« أما المعبد فيقع غربي القرية حسبما ذكر الباحث والمؤرخ "أحمد وصفي زكريا" في كتابه (الريف السوري) عام /1957/، وهكذا يمكن القول إن قرية "كفر حور" كانت مزدهرة في العصر الروماني، وبني فيها هذا المعبد المكرس لعبادة الربة "أتارغايتس" التي عبدت في المنطقة، و تمثل الربة "عشتار" المحلية».
جمال أخّاذ:
هكذا كانت قرية "كفر حور" التي استوطنها الإنسان منذ أكثر من ألفي عام كما تؤكد الآثار التاريخية الموجودة في القرية والتي كتب عليها باللغة اللاتينية ذلك.
أما اليوم فيصفها لنا السيد "عماد سعادات" من أهالي "إقليم البلان" عضو المكتب التنفيذي لاتحاد فلاحي "دمشق":« تتميز "كفر حور" التي ترتفع (900) م عن سطح البحر بمناظرها الطبيعية الجميلة، ومياهها الوفيرة، وظلها الوارف، فتشرح الصدور، وتبهج العين، يحدها من الشمال أراضي "قلعة جندل"، ومن الشرق قرية "بيتيما"، ومن الجنوب قرية "بيت سابر"، ومن الغرب بلدة "حينة"، وإلى سنوات قليلة مضت كانت تحف بها أشجار الحور الباسقة المورقة، والمياه الدافقة، وفي وسط القرية تبرز مئذنة مسجدها القديم الجميلة».
وحول الواقع الاجتماعي والاقتصادي لسكان القرية البالغ عددهم قرابة الأربعة آلاف نسمة فيشير إليه "سامر راجح" رئيس المركز الثقافي وابن القرية بقوله:«على الرغم من صغر القرية، وبعدها عن العاصمة، فإن التعليم وصل إليها في وقت مبكر، ومن أبنائها من يحمل شهادات عليا في التخصصات العلمية كافة، أما لباس سكان القرية – يضيف محدثنا- من كبار السن فكان لسنوات قليلة ماضية عبارة عن السراويل والحطات السوداء، أما النساء فلباسهن الأقمشة الملونة، وعلى رؤوسهن أغطية بيض تسمى "الشملة"، وكانت الكثيرات منهن يرتدين سراويل، ولباس نساء "الغوطة" ويتزين بقلائد الذهب».
ويؤكد السيدان "سامر راجح" و"عماد سعادات" أن الزراعة كانت ولا زالت مورداً أساسياً للدخل لسكان القرية، فهم يزرعون الحبوب والفول والبطاطا والفواكه، وخاصة المشمش والتفاح والخوخ والكرز، كما كان خشب الحور إلى عدة سنوات من أهم ما يبيعه سكان القرية، ويعتمد الكثير من سكانها على تربية المواشي، وخاصة الأبقار بهدف بيع حليبها ومشتقاته.
بالمقابل تعتبر "كفر حور" حالياً يقول "سامر راجح" قرية عصرية، فأبناؤها يقبلون على الدراسة والتعليم و يعملون في شتى المجالات المتاحة.