"مضايا" هذه البلدة الجبلية التي يقصدها السياح العرب والأجانب من مختلف الدول مازالت تحافظ على ألقها ورونقها الريفي السياحي الذي قل نظيره في هذا الوقت، هذه البلدة التي تضم ينابيع عدة بين أحيائها وحارات القديمة التي تحتفظ بعبق التاريخ بداخلها.
موقع "eSyria" بتاريخ 30/10/2009 التقى بالأستاذ "حسام الغضبان" رئيس المركز الثقافي ببلدة "مضايا" ليحدثنا عن تسمية البلدة بهذا الأسم وأهم المواقع السياحية المتواجدة فيها: «تقع بلدة "مضايا" على السفح الشرقي من السلاسل الشرقية لجبال "لبنان" وعلى الجبل المسمى "سنير" الذي ورد اسمه في التوراة باسم "جبل أمانا"، يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 1350 متراً وهناك ذروة عالية في هذا الجبل تابعة لـ"مضايا" يدعونها "قلعة الكرسي" أو "آية الكرسي" وفيها مقامان مجهولان ويعيش فيها عدد من أشجار السنديان الكبيرة».
هناك تفسير آخر لأصل تسمية "مضايا" في العصور المتوسطة، حيث قيل أن قبيلة عربية من قبائل "بني بكر" نزحت من ديارها باتجاه الشمال واستقر قسم منها في شمال "فلسطين" وجماعة أخرى تابعت طريقها شمالاً، حيث استقرت في موقع يسمى اليوم باسمهم "ديار بني بكر" في جنوب "تركيا" وشمال "سورية" اليوم وهي منطقة عربية سورية
أما عن تسمية "مضايا" بهذا الأسم فيقول: «اسم "مضايا" كثرت بشأنه التفسيرات وتعددت لأصله ومصدره، وتلفظ الكلمة باللغة على صورتين "مضايا" بفتح الحرف الأول والثاني و"مضايا" بسكون الحرف الأول، ومهما كانت الألفاظ فإن هناك بعض الأصول القديمة التي تعود إلى أيام النبي موسى عليه السلام قبل الميلاد، حيث كانت القبائل "المديانية" تقطن أواسط أراضي "كنعان" في "فلسطين"، وكانت الحروب قائمة آنذاك بين القبائل العبرانية والقبائل المديانية وبين "كروفر"».
يتابع: «كانت تصل غزوات القبائل "المديانية" إلى شمال "فلسطين" وباتجاه "كلشيش" و"عنجر"، وقيل أن مجموعة من إحدى القبائل "المديانية" جاءت للاستراحة على سفوح جبال "سنير" عند "اليبوسيين" الذين كانوا على خلاف وعداد مع العبرانيين فلقوا منهم القبول والترحيب والدعم وأعجبوا بالمنطقة وبذلك السهل المتطاول والمحمي بالجبال المحيطة به من كل جانب فاختاروا السفح الشرقي المطل على سهل "الزبداني"، والذي لم يكن مأهولاً آنذاك وكان موقعاً متوسطاً في إطلالته على السهل ومتصدراً بواجهته فاستقروا فيه وأطلق على ذلك الموقع اسم MADAIAN "مادايان" أو MADAIA "مادايا"».
كثرت التفسيرات التي تبرر تسمية المنطقة بهذا الاسم وبقي اسم "مضايا" مستقراً ومتعارفاً بين أهالي المنطقة: «هناك تفسير آخر لأصل تسمية "مضايا" في العصور المتوسطة، حيث قيل أن قبيلة عربية من قبائل "بني بكر" نزحت من ديارها باتجاه الشمال واستقر قسم منها في شمال "فلسطين" وجماعة أخرى تابعت طريقها شمالاً، حيث استقرت في موقع يسمى اليوم باسمهم "ديار بني بكر" في جنوب "تركيا" وشمال "سورية" اليوم وهي منطقة عربية سورية».
يتابع "الغضبان": «لقد تخلفت جماعة صغيرة من تلك القبيلة أثناء هجرتها لأن أميرة من أميرات بني "بكر" كان قد مات زوجها في طريق رحلتهم ونزوحهم كانت على وشك الولادة وكان وضعها الصحي سيئاً فاضطرت جماعتها وأهلها إلى التوقف في هذا المكان حتى تشفى وتتم ولادتها واختاروا السفح الشرقي الذي تتوسطه مساحة كبيرة من الأشجار والأدغال القائمة حول ينابيع المياه والذي يبعد عن طريق القوافل والجيوش والمارة وكان أكثر أماناً وراحة لهم، هناك ولدت الأميرة طفلاً وضاء الوجه جميلاً جداً مع أول خيط من خيوط النهار فأطلق عليه "ضياء" وأصبحت الأميرة تدعى "أم ضياء" فاستقرت الأميرة بصورة دائمة هناك مع أهلها وأقاربها واشتهرت المنطقة باسم "أم ضياء" وأصبح المكان كله يدعى مع الأيام واختصاراً "امضايا"».
عن الروية الثالثة لتسمية المنطقة بهذا الاسم يقول: «هناك رؤية ثالثة يوردها أحد المسنين من أبناء المنطقة مفادها أن شيخاً جليلاً كان يعتكف في تلك السفوح من المنطقة لا يعرف اسمه الحقيقي ولم يكن يرى نهاراً حيث كان يقيم في تلك المغاور والغياض، لكنه كان يستقر ليلاً في مغارة هناك ما تزال قائمة حتى اليوم وكان يشعل ناراً طيلة الليل فسمي ذلك الشيخ باسم "الشيخ ضاوي" حيث كان يهتدي بضوئه الركبان والسائرون في بهيمة الليالي المظلمة».
"مضايا" هذه القرية السياحية الصغيرة يرتادها السياح العرب والأجانب من مختلف المناطق، حيث فيه الكثير من المعالم الأثرية، عن ذلك يقول الأستاذ "حسام الغضبان": «رئيس المركز الثقافي ببلدة "مضايا": "مضايا" من المناطق الجبلية السياحية والأثرية المعروفة في سهل "الزبداني"، ففي غربي "مضايا" تقوم قلعة "الديوان" 1709 التي تحتوي أطلالاً رومانية، وهكذا تقع بلدة "مضايا" إلى الشرق من مدينة "الزبداني" وعلى السفوح الشرقية وتتصل هذه البلدة بعدد من الطرق المنحدرة باتجاه طريق "دمشق" و"الزبداني" وبطريق ثانية تتصل بطريق "بلودان" و"الزبداني"، وهناك طرق أخرى عديدة تنحدر باتجاه السهل، كما يمر الطريق الحديدي بأراضي مضايا من جهة الغرب».