"قطنا".. مدينة عمرها من عمر الحضارات التي تتالت عليها. تجاور حدودها الإدارية "لبنان" من جهة "جبل الشيخ"، ومحافظة "القنيطرة" من الجنوب الغربي، و"داريا" و"معضمية الشام" من الشرق، ومحافظة "درعا" جنوباً، ومنطقة "الزبداني" شمالاً.
/880/م، وبالتحديد على مفترق الطرق القادمة من "لبنان" و"الزبداني" إلى "حوران" و"الجولان" و"فلسطين".
ومهما تكن حقيقة التسمية فإن تسمية "قطنا" بهذا الاسم ورد في المصادر التاريخية الإسلامية سنة/126/ هجرية عندما لجأ والي "دمشق" إليها هرباً من وباء عم مدينة "دمشق" آنذاك
للتاريخ حكاياه في "قطنا" تقول السيدة "ثناء الهلال" دبلوم دراسات عليا في التاريخ: «تعاقبت على "قطنا" الحضارات من العهد "الآرامي" إلى "اليوناني" و"الروماني" حتى الفتح الإسلامي ويشير إلى ذلك اسمها أولاً بـ "قطيا" وهي كلمة آرامية تعني "القثاء البرية" لكثرة ما تحوي أرضها من "القثة"، و"كاتانيا" أو "كاتاني" كلمة يونانية معناها مفترق الطرق».
وتضيف "الهلال" : «ومهما تكن حقيقة التسمية فإن تسمية "قطنا" بهذا الاسم ورد في المصادر التاريخية الإسلامية سنة/126/ هجرية عندما لجأ والي "دمشق" إليها هرباً من وباء عم مدينة "دمشق" آنذاك».
وتتابع فتقول: «وفي العصر "المملوكي"، وطوال العصر "العثماني"، وحتى عقود عديدة من القرن العشرين بدأ اسمان جديدان يزاحمان كلمة "قطنا" كاسم للمدينة، لكنهما لم يلغيا كلمة "قطنا" من الوجود، أولهما: مصطلح "وادي العجم" حيث كانت تسمى المنطقة الممتدة من "داريا" إلى "كناكر" مروراً بــ "قطنا" بــ " قضاء وادي العجم"، فكانت "قطنا" مركز هذا القضاء، وأعتقد – تضيف ثناء- أن السبب وراء إطلاق هذا المصطلح على هذه المنطقة كان من نتائج حشد "تيمورلنك" لجيوشه في هذه المنطقة سنة/803/ هجرية، والدليل على ذلك أمران اثنان: إن مصطلح "وادي العجم" لم يظهر في المصادر التاريخية قبل سنة /803/ هجرية، والأمر الثاني أن جيش "تيمورلنك" يعتبر الجيش الغريب الوحيد الذي خيم في هذه المنطقة في تلك الفترة، كما أن قوم "تيمورلنك" يتكلمون اللغة "المغولية" أو "الاويغورية" وهي لغة أعجمية بالنسبة لسكان البلاد، ولذلك أطلق على المنطقة التي خيم فيها جيش الأعجمي بعد رحيلهم "قضاء وادي العجم"، أما التسمية الأخرى التي أطلقت على تلك البقعة فهي "إقليم البلان" نسبة إلى نبات البلان الذي يكثر وجوده في هذا الإقليم، وهذه التسمية موجودة في كتب التاريخ للعقود الأولى من القرن العشرين، لكن كلمة "قطنا" رجعت منفردة إلى تسمية المنطقة مطلع خمسينيات القرن الماضي، وزال من الوجود كلا المصطلحين الوافدين آنفي الذكر».
السيد "محمد حامدة" رئيس المركز الثقافي العربي في "قطنا" الذي التقيناه بتاريخ /9 /9 /2009/ أضاف:«كانت "قطنا" حاضرة "وادي العجم" بإقليميه الشرقي والغربي، وكان لها بلدية قديمة تعود إلى العهد "العثماني" احتضنها بناء سمي بـ (القصر البلدي)، وكان مؤلفاً من طابقين من الخشب والطين، ويقع داخل حديقة سميت بـ "المنشية" ولهذه التسمية مثيلات في المدن القديمة، وقد استقبل فيه الملك "فيصل" عام /1920/، وفي المدينة بعض المعالم التاريخية، كزاوية "الشيخ حسن"، ودار حكومة متواضع أحرقه الثوار عام /1925/، وأعيد بنائه عام /1930/، ويتوسط المدينة الجامع العمري بمئذنته الخشبية إضافة إلى كنيستين إحداهما للروم الأرثوذكس شيدت عام /1912/ وتنسب إلى النبي "إيليا"، والثانية للسريان الكاثوليك بنيت عام /1920/ وتنسب إلى "سيدة النجاة"».
بقي أن نشير إلى أن منطقة "قطنا" التي احتلها "الصليبيون"، وعاث "التتار" فيها خراباً فقتلوا وشردوا أهلها، ولم ينج من أهلها إلا من كان بعيداً عنها.
تبعد عن دمشق نحو ثلاثين كيلو مترا وتشتهر بطقسها البارد والثلجي شتاءً، واللطيف صيفاً، وبكثرة أشجارها الحراجية والمثمرة، وعذوبة مياه ينابيعها كرأس النبع، عين السلطان عين الصوجة، عين لاقيط.
ويتبع لمنطقة "قطنا" بلدات "سعسع"، "بيت جن"، "حينة"، "عرنة"، "قلعة جندل"،"عرطوز"، "جديدة عرطوز"، "كناكر"، "الصبورة"، "بيت تيما"، "بيت سابر"
ومجموعة من القرى والمزارع التابعة لتلك البلدات والبلديات، ويبلغ عدد سكانها حوالي /160/ ألف نسمة ومساحتها حوالي /19/ كم2.