قبل عام /1975/ لم يكن المسافر من مدينة "دمشق" عبر "طريق بيروت القديم"، يتصور أن الوادي الكلسي الذي يلي منطقة "الربوة" (التي كانت تعتبر إحدى البوابات الغربية لمدينة "دمشق") سيعمر يوماً بالسكان ويصبح أحد أهم الضواحي السكانية لمدينة "دمشق"، بل يصبح جزءاً من المدينة نفسها ومسكناً لكثير من عائلاتها العريقة.
السيد "حسان المالكي" أحد سكان "ضاحية الشام الجديدة" أو كما تعارف على تسميتها "مشروع دمر"، انتقل من حي "أبو رمانة" ليسكن "ضاحية الشام الجديدة" في عام /1988/، وذلك لعدد من الأسباب، تحدث عنها بقوله: «يمتاز "مشروع دمر" بتنظيمه العمراني الجيد، فالمشروع مقسم إلى "جزر سكانية"، كل جزيرة منها تحتوي على عدد من الأبنية الطابقية والبرجية، جميع هذه الأبنية مخدمة بكل أنواع الخدمات من الماء إلى التدفئة المركزية، وكل جزيرة أيضاً تضم سوقاً ومرآباً وحدائق، والمشروع بشكل عام يحتوي على مدارس لكافة الأعمار ومراكز للخدمات الحكومية، ما يجعله ضاحية سكانية مستقلة عن "مركز المدينة" رغم وجوده على بعد /7/ دقائق منها، كما أحب أن أشير إلى أن هذا التنظيم يجعل من الصعب أن تزدحم طرقات المشروع حول نقطة معينة، هذه الأسباب شجعتني على الانتقال للسكن هنا، حيث تشعر بالهواء النقي نظراً لوجود "مشروع دمر" غرب المدينة.
يوجد /8/ مساجد هي "خالد بن الوليد، التقوى، الهدى، العادل، النعمان، حسيبة، الأبرار، الوزان، وكنيسة واحدة تنفرد بأنها لطائفتين مسيحيتين معاً، هما "الروم الارثوذكس" و"الروم الكاثوليك"
كما أحب الإشارة إلى أنني عندما جئت إلى هنا، كانت أسعار المنازل في "مشروع دمر" أقل من الأحياء الواقعة حول "مركز المدينة"، نظراً لأنه كان يعتبر أحد الأحياء البعيدة عنها، ولم تكن أكثر البيوت مسكونة وهذا الأمر تلاشى عاماً بعد عام إلى أن أصبح المشروع اليوم يعتبر من أرقى أحياء "دمشق" وليس ضاحية منفصلة عنها، وأصبحت أسعار المنازل فيه مرتفعة إذا ما قورنت بالمنازل الموجودة في "مركز المدينة"».
وأضاف "المالكي": «ناحية أخرى يجب أن أشير لها حول "مشروع دمر"، هي تنظيمه كضاحية سكنية جعل الأبنية مخصصة للسكن فقط، عكس ما هو موجود في أغلب أحياء "دمشق القديمة" ومركز المدينة، حيث تجد هناك أن المنازل تقع ضمن الأسواق التجارية وأحياناً مجاورة لورشات الحدادة أو لأفران الخبز، وهذا غير موجود أبداً في "مشروع دمر"؛ الذي يتصف بأنه ضاحية هادئة رغم أنه يعتبر كثيفاً بالسكان».
موقع "eSyria" التقى السيد "محمد النعسان" مختار ضاحية "الشام الجديدة" والذي أكد أن الضاحية خططت لتكون ضاحية سكانية هادئة محاطة بالحدائق وتفصل بينها شوارع عريضة، لذا نجد أنها تتوسع إلى اليوم، ولكن هذا التوسع مخطط له منذ البداية، وبدأ المختار حديثه عن "مشروع دمر" بالقول: «يبدأ "مشروع دمر" بـ"جامع خالد بن الوليد" من الشمال، وينتهي عند "قصر الشعب" في الجنوب، ويحده "شارع بيروت القديم" أو كما يسمى "طريق الربوة" من الشرق، و"حي العرين" من الغرب.
في الماضي كانت أرض "مشروع دمر" عبارة عن واد محاط بعدد من الجبال الجرداء الكلسية، حيث لا يوجد أي حقول أو أشجار، لأن الأرض لم تكن صالحة للزراعة، ولم يكن هناك أي عمران باستثناء ثكنة عسكرية كانت تتمركز هنا، وكانت في مكان الجزيرة /4/، فجاءت /10/ نقابات مهنية، وأسست ما سمي بـ"التجمع التعاوني السكني للنقابات المهنية" حيث اشترت الأرض، وقام عدد من المهندسين المعماريين والمدنيين بتخطيط الأرض وتقسيمها إلى مجموعة من الجزر السكنية والشوارع وخصصت مناطق للخدمات والمرافق العامة، وبدأ تنفيذ المشروع في عام /1976/ واستمر العمل به حتى عام /1981/ حيث توقف العمل والبناء فيه، ثم تسلمت "مؤسسة الإنشاءات العسكرية" مهمة إتمام تنفيذ المشروع عام /1982/».
اشترك في شراء الأراضي وتعمير المباني السكنية والبنى التحتية /10/ نقابات واتحادات مهنية، هي نقابات "المعلمين، الأطباء، المهندسين، الصيادلة، المحامين، التقنيين، الفنانين" واتحادات "نقابات العمال، الصحفيين، الكتّاب العرب"، واشتركت هذه الجهات جميعها في كل بناء ولم تخصص أبنية أو جزر لكل نقابة أو اتحاد، بحيث نجد أن كل بناء في المشروع مقسم إلى عدد من الأسهم تعود ملكيتها إلى كل النقابات، والسبب في هذا، عدم فسح المجال لتفريق الجزر بالخدمات المقدمة حسب الجهة التي تتبع لها، السيدة "فاطمة طباع" مدرّسة ومنتسبة إلى "نقابة المعلمين" حصلت على منزل في "مشروع دمر" عام /1992/، وتعتبر أنها كانت موفقة في الاكتتاب في هذه الضاحية، وتتابع بالقول: «في الحقيقة، لقد قمت بالاكتتاب على المنزل ليكون سكناً لأحد أولادي في المستقبل، ولكنني وجدت أنه أفضل من منزلي الذي كنت أسكنه في "حي القنوات"، لذا أقنعت زوجي بالانتقال والعيش هنا، واعتقد أنه كان قراراً صائباً، وأنا مسرورة الآن لكون معظم الجيران من طبقة اجتماعية جيدة، والشريحة الموجودة متعلمة ومثقفة، كما أحب الإشارة أن معظم السكان من مكتتبي النقابات المهنية أو من قبل أشخاص مقتدرين مالياً اشتروا هذه المنازل من مكتتبين سابقين، لهذا تجد أن أسعار المنازل في صعود مستمر».
"مشروع دمر" قسم إلى /24/ جزيرة سكانية عندما رسم مخططه النهائي، بدئ ببناء /15/ جزيرة في المرحلة الأولى، وعند انتهائها شرع بتنفيذ المرحلة الثانية أو ما يسمى "توسع المشروع" وهي عبارة عن /9/ جزر سكانية، المختار "النعسان" قدر عدد السكان بـ/25/ ألف نسمة، وذكر أنه مع إتمام المشروع وتوسعته النهائية سيكون بمقدوره استيعاب /40/ ألف نسمة، وتابع بالقول: «في المجمل تتألف كل جزيرة من /25-30/ بناء طابقي وبرجي، ولكن هذا لا ينطبق على أبنية التوسع التي لا يزيد عدد الأبنية في الجزيرة الواحدة فيها على /20 بناء/؛ إلا الجزيرة /16/ التي تعتبر ذات تنظيم فريد ووحيد يضم /180/ بناء وهي قيد الإنشاء الآن، وهنا أحب أن أنوه بأن أبنية المشروع في الكامل مجهزة بأجهزة التدفئة المركزية، وكل بناء فيها يزيد على /4/ طوابق مجهز بمصعد كهربائي، وكل "بناء برجي" مجهز بمسكن خاص للحارس (الناطور).
كما أن كل جزيرة تضم مجموعة من الحدائق العامة وحدائق خاصة بالأبنية، رغم أن المشروع كان عبارة عن أرض كلسية، وذلك لأن "إدارة التجمع" قامت بجلب وإحضار كميات كبيرة من الترب الزراعية واستصلاحها داخل المشروع، وهذه الخطوة الإيجابية تحسب لهم، خاصة أننا اليوم نلاحظ أن "مشروع دمر" غني بالمساحات الخضراء والأشجار، التي لم تكن موجودة من قبل.
كما يوجد في المشروع مشفى تخصصي على مستوى عال، هو "مشفى الباسل لأمراض وجراحة القلب"، ومستوصف حكومي، و/9/ مدارس حكومية -/5/ للتعليم الأساسي للحلقة الأولى، /2/ للتعليم الأساسي الحلقة الثانية إحداها للذكور والثانية للإناث، /2/ ثانويات عامة إحداها للذكور والثانية للإناث-، كما يوجد /10/ رياض للأطفال، وثانوية شرعية للبنات، ومركز ثقافي وبجانبه "مسرح مكشوف" يتبع لوزارة الثقافة، ودائرة للخدمات /بلدية/، و/5/ محطات حرارية خاصة بالتدفئة المركزية لأبنية المشروع، ومدينة رياضية- واسم النادي الرياضي فيها هو "نادي الفيحاء"-، كما يوجد سوق مركزي غير الأسواق الموجودة في كل جزيرة، ويقع في الجزيرة /1/ يضم حوالي /300/ محل تجاري بينها عدد من المطاعم والصيدليات».
وختم المختار "محمد النعسان" حديثه عن "ضاحية الشام الجديدة" بالقول: «يوجد /8/ مساجد هي "خالد بن الوليد، التقوى، الهدى، العادل، النعمان، حسيبة، الأبرار، الوزان، وكنيسة واحدة تنفرد بأنها لطائفتين مسيحيتين معاً، هما "الروم الارثوذكس" و"الروم الكاثوليك"».