شُيدت كنيسة "سيدة دمشق" تكريماً للسيدة "مريم العذراء" قبل ثلاثين عاماً، ويعتبر هذا الصّرح محط الأنظار لكل زائري أقدم مدينة مأهولة في التاريخ.
" "eDamascus زار كنيسة "سيدة دمشق" الواقعة في حي القصور بتاريخ 4/7/2011 والتقى الأب "متري هاجي أثناسيو" راعي كنيسة "سيدة دمشق" تحدث عن تاريخ تدشين الكنيسة بالقول: «تم بناء الكنيسة على ثلاث مراحل: في المرحلة الأولى أخذ التفكير في البحث عن مكان لبناء كنيسة كبيرة تستوعب حشود المصلين المتزايدة، فطرقت أبواب كثيرة للتبرع وكانت الأيدي والقلوب سخية، حيث عثر على فيلا جميلة للمرحوم "سامي الميداني" وكان يسكنها يومها مدير شركة "أي بي سي"، فجرت مع المالك اتصالات عدة تم إثرها تأليف لجنة لشراء الأرض، فهب المسيحيون مندفعين واشتروا أرض الكنيسة ووضع حجر الأساس في عام /1970/ في عهد البطريرك "مكسيموس الخامس حكيم" ليرتفع هذا الصرح العالي مرتكزاً على قاعة فسيحة أعدت لأنشطة الشبيبة والرعية».
غدت رعية "سيدة دمشق" كبيرة واسعة مكتظة بالسكان من أبناء الرعية وهي جغرافياً تؤلف شكلاً شبه مستطيل يضم هذا المستطيل ما لا يقل عن /1200/ عائلة، حيث تقع في قلب هذه المساحة على كتف ساحة العباسيين، وهي بمثابة قلب من الجسم منها تنطلق الحياة والحركة لتتوزع على جميع أجزاء الرعية
وفي المرحلة الثانية يضيف الأب "متري" قائلاً: «تم تنفيذ هذه المرحلة في عام /1972/ وهي مرحلة هدم الفيلا وبيع الأنقاض وبناء الهيكل الإسمنتي بقسميه: القاعة والكنيسة وملحقاتها، فقد تألفت ثلاث لجان (اللجنة الفنية وحقوقية وإدارية) من أجل تنفيذ المشروع، حيث تم بناء الكنيسة بمعظم نفقاتها من لمات وعطاءات واشتراك جميع المؤمنين وبمساهمة البطريرك الراحل "حكيم"، وبعدها تم التوقف عن العمل لمدة خمس سنوات لم يتبرع في خلالها أي إنسان، كانت البطريركية في ضائقة اقتصادية».
أما المرحلة الثالثة فتحدث عنها بالقول: «حيث تم تشكيل لجنة من أجل الإشراف على مرحلة الإكمال والإكساء، وهكذا وقفت كنيسة "سيدة دمشق" بهيكلها العظمي في 7 نيسان عام /1975/، وابتدأت الصلوات في قبو الكنيسة ريثما يتم تجهيز الكنيسة، وفي نهاية عام /1977/ بدأت الصلوات فيها رسمياً وقام بخدمتها الآباء (جبرائيل معلوف، الياس زحلاوي، وميشيل حلاق) غير أن الأب "الياس زحلاوي" اعتذر عن القيام بخدمة الرعية بعد مدة قصيرة وبقي مع الأنشطة الشبيبية، وكانت الرعية تضم حينئذ حوالي /600/ عائلة».
وينهي الأب "متري" حديثه قائلاً: «غدت رعية "سيدة دمشق" كبيرة واسعة مكتظة بالسكان من أبناء الرعية وهي جغرافياً تؤلف شكلاً شبه مستطيل يضم هذا المستطيل ما لا يقل عن /1200/ عائلة، حيث تقع في قلب هذه المساحة على كتف ساحة العباسيين، وهي بمثابة قلب من الجسم منها تنطلق الحياة والحركة لتتوزع على جميع أجزاء الرعية».
السيد "متري كبريته" مسؤول عن اللجنة الإدارية للكنيسة والذي تحدث قائلاً: «تعتبر كنيسة "سيدة دمشق" من أجمل كنائس المدينة يؤّمها آلاف المؤمنين في الآحاد والأعياد ليستمعوا إلى ترانيم الصلوات ويعترفوا بفضل "سيدة دمشق" عليهم وعلى عائلاتهم، حيث تشتمل الكنيسة على ثلاثة أقسام: مدخل يؤدي من خلال الباب الخشبي إلى صحن وسيع يتدرج من الأعلى إلى الأسفل وذلك من خلال المدخل الداخلي حتى الإيقونسطاس ليتسنى للمؤمنين مشاهدة كل مايجري في الكنيسة، والصحن الذي ينقسم إلى ثلاث أسواق: سوق وسطى كبيرة وسوقان جانبيتان يفصلهما عن الوسطى خمسة أعمدة، ثم تأتي منطقة الحنية التي تضم الإيقونسطاس والمذبح والحنية والسكرستيا».
يضيف السيد "كبريته" قائلاً: «بعد مدخل الباب إلى اليسار يقع مقام للسيدة العذراء وهو دائري الشكل، وفي وسط المقام جرن رخامي للمعمودية مستدير الشكل من الداخل ومثمن الأضلاع مشكلاً صليباً من الخارج، وقد نقشت في أحد جوانب الجرن الكتابة الاتية "فاذهبوا وتلمذوا كل الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن وروح القدس"؛ غطي بعض جدران المقام وزين بالخشب ألصقت عليها خمس إيقونات كبيرة وأربع إيقونات صغيرة ترسم مراحل من حياة السيدة العذراء مثل إيقونة (انتقال السيدة، دخول السيدة إلى الهيكل، وضع زنار السيدة، وأخيراً إيقونة البشارة)».
ارتكزت الكنيسة على قاعة فسيحة للنشاطات دعيت بقاعة "السواعد" إحياءً لعمل الشباب الطوعي واحتضنت أنشطة جمعت بين مختلف أحياء المدينة وأطراف الريف؛ الشاب "ميشيل الياس" تحدث عن هذه الأنشطة قائلاً: «أنا من أسرة فرسان المحبة وهي فرقة كشفية روحية تسعى جاهدة للإسهام في تنشئة وبناء إنسان مسيحي صالح، وللفرقة دور تربوي يكمل عمل الأهل في المنزل من مجمل النواحي (الجسدية والفكرية والاجتماعية والروحية)، بالإضافة إلى كثير من الأنشطة الآخرى التي تقوم في كنيسة "سيدة دمشق" مثل أخوية سيدة دمشق للسيدات، رسالة الأولاد، مركز التعليم المسيحي، الأخوية المريمية، فرقة سنابل المحبة، أخوية إيمان ونور، أخوية التجدد المسيحي، فرق عائلات مريم، سهرات إنجيلية، النادي الصيفي، نادي العائلات، جوقة الفرح، الرعية الجامعية، فرسان المحبة، وأخوية سيدة البشارة للعائلات».
ومن الجدير بالذكر أن الكنيسة تحتفل بعيد شفيعتها "سيّدة دمشق" في عيد دخول السيّدة الى الهيكل في 21 تشرين الثاني من كل عام وهو عيد الكنيسة السنوي.