على بعد عشرة كيلومترات من "دمشق" جنوباً، تتربع مدينة "السيدة زينب" على أرض لا تتجاوز مساحتها الـ (240) هكتاراً مربعاً،
القرية التي تحولت لمدينة بسبب أهميتها الدينية، فهنا يرقد جثمان صاحبة المقام "زينب" حفيدة النبي العربي "محمد بن عبد الله" وابنة الإمام "علي بن أبي طالب" رابع الخلفاء الراشدين.
أقطن في قلب المدينة منذ عشرين عاماً، وأعمل فيها أيضاً، وفي كل يوم هناك تطور جديد ولا أخفيك أن عملي مثلاً قد تطور مرات عديدة، فهناك حركة دؤوبة وخاصة في أشهر الصيف، حيث تزداد مبيعاتي بشكل كبير
ولأن المدينة قبلة يؤمها ما يربو على مليوني سائح سنوياً من مختلف الأقطار حسب تقديرات وزارة السياحة، ممن جاؤوا للتبرك بقدسية "السيدة" لذلك فالضغط هائل على البنية التحتية (كهرباء، مياه، هاتف، صرف صحي، طرق) وهو ما جعل الحاجة ماسة لمزيد من الخدمات اللازمة لتلبية حاجات السكان والسياح من قبل مختلف المؤسسات وفي مقدمتها "البلدية".
موقع eSyria قام بتاريخ /22/10/2008/ بزيارة إلى البلدية وكانت لنا اللقاءات التالية:
السيد "أحمد منور عنوز" رئيس مجلس قرية "السيدة زينب" البلدية قال: «تعتبر القرية مركزاً سياحيا ودينيا هاما على المستويين العربي والإسلامي، يبلغ عدد سكان القرية الأصليين نحو(6000) نسمة حسب قيد النفوس بينما عدد المقيمين فيها بشكل دائم يتجاوز الـ (200) ألف نسمة، أما الوافدين فيتجاوز عددهم المليون ونصف سائح سنوياً، ونتيجةً لهذه الأهمية الاستثنائية تحولت القرية خلال السنوات القليلة الماضية من مجرد قرية تقع ضمن منطقة زراعية نائية إلى مركز سياحي واستثماري هام جداً إذ تقدر وزارة السياحة العائد السياحي المادي فيها بنحو "ملياري ليرة سورية" سنوياً وهذا الواقع فرض علينا استنفاراً دائما لطاقات البلدية لتقديم أفضل الخدمات».
وعن الخدمات يبدأ بالصرف الصحي حيث قال: «هناك ضغط سكاني هائل على مختلف خدمات البنية التحتية، فخط الصرف الصحي الرئيسي ونتيجة لصغر قطره لم يعد قادراً على استيعاب مياه الصرف الصحي، أضف لذلك مشكلة قدم الشبكة وعشوائيتها، ونمط استخدامها من قبل المقيمين بصورة مؤقتة، دون أن ننسى أن هناك عدد من المستخدمين قد يعمدوا للتخلص من نواتج الأكل عبر شبكة الصرف الصحي أحياناً، وهو ما يؤدي إلى تراكم النفايات الصلبة في الشبكة وخلق صعوبة كبيرة في المعالجة لأسباب مختلفة، لحل هذه المشكلة؛ قدمت البلدية دراسة متكاملة لمشاريع الصرف الصحي حسب المتطلبات الأكثر حاجة في منطقة "السيدة زينب" والمناطق التابعة لها وهي: "البحدلية" "الحسينية" "خربة الورد" و"نجها" والدراسة قيد الإقرار من المحافظة، ولاشك أن الإسراع في تنفيذها سيمكن البلدية من تنفيذ مشاريع حيوية أخرى».
أما النظافة فتوليها البلدية الاهتمام الأكبر وعن ذلك يقول السيد "عنوز": «أؤكد أن البلدية بما تمتلك من إمكانيات متاحة من آليات وعمال تقوم على مدار الساعة بعمليات نقل القمامة من الحاويات إلى مكب القمامة، وفي موسم السياحة تستنفر البلدية بكل طاقاتها، علماً أن محافظة "ريف دمشق" غالباً ما تقدم مساعدات مادية بلغت الموسم الماضي (600) ألف ليرة سورة للمساهمة في أعمال البلدية لإظهار شوارع وأزقة المدينة بأبهى صورة ممكنة، وأشير هنا إلى أن التعاون مع البلدية من قبل المقيمين الدائمين جيد جداً، لكننا نعاني من عدم التزام المقيمين المؤقتين بالمواعيد والأماكن المحددة لرمي القمامة وهو ما خلق ويخلق إرباكاً كبيراً لعملنا».
لكن ماذا عن مشاريع البلدية المستقبلية؟
يقول السيد "عنوز": «بداية لابد من الإشارة إلى أن الموازنة المالية للبلدية تبلغ ستين مليوناً وهذا يعني أن المعاناة المالية قد انتهت إلى حد كبير لأن وزارة الإدارة المحلية والبيئة أعطتنا موازنة حسب عدد السكان المقيمين فعلياً وليس حسب قيد النفوس، والعمل يقع على عاتقنا، وقد خصصنا حوالي (35) مليون ليرة سورية للمشاريع الاستثمارية، ونفذنا نسبة جيدة جداً من خطتنا في تعبيد الطرق وصيانتها وتنفيذ الأرصفة بشكل جيد وحضاري، وأعددنا الدراسات كما قلنا لمشاريع الصرف الصحي».
أما الصعوبات التي تواجهها بلدية "السيدة زينب" وتعيق تنفيذ مشاريعها العديدة يتابع "عنوز": «لا شك أن العمل كبير مقارنة بالموارد البشرية والآليات، فهناك نقص في الكادر البشري، ولاسيما في المكتب الفني، إضافة إلى قدم الآليات التي تمتلكها البلدية وقلة عددها، وهو ما نحاول استدراكه وإستكماله».
السيد "ناصر الحلبي" أحد مواطني "السيدة زينب" المقيمين بشكل دائم قال: «أقطن في "السيدة زينب" منذ ما يزيد على ربع قرن، وقد حدث تطور كبير وسريع فيها خلال السنوات القليلة الماضية سواء من ناحية الطرقات أو الكهرباء أو الهاتف، إلا أن الزيادة في عدد السكان كانت أكبر وأسرع ما أدى إلى زيادة الحاجة إلى الكثير من الخدمات فمثلاً مصدر مياه الشرب أصبح من الآبار وغير صالحة للشرب، وهذا يضطرنا لشراء مياه الشرب من الباعة الجوالين، ونأمل حل هذه المشكلة قريباً».
السيد "بسام العاصي" فلسطيني الجنسية صاحب مطعم يقول: «أقطن في قلب المدينة منذ عشرين عاماً، وأعمل فيها أيضاً، وفي كل يوم هناك تطور جديد ولا أخفيك أن عملي مثلاً قد تطور مرات عديدة، فهناك حركة دؤوبة وخاصة في أشهر الصيف، حيث تزداد مبيعاتي بشكل كبير».
أرقام ومعلومات:
-عدد سكان القرية حسب قيد النفوس (6000) نسمة، وعلى الواقع حوالي (220) ألف نسمة.
-المنشآت: (33) مدرسة، (550) معلم ومدرس، (6) مستوصفات، مشفى واحد خاص، عدة مشافي صغيرة، مركز بريد وهاتف واحد، ستة مراكز لبيع الغاز، عشر منشآت صناعية متنوعة النشاط، ثلاثة فنادق، (63) داراً للإقامة، (12) مقهى، (15) مطعماً (3 نجوم)، (25) مطعماً صغيراً.
(المصدر: "بلدية السيدة زينب")