ما إن تطأ قدمك القاعة الدمشقية في المتحف الوطني حتى يرجع بك الزمان للألف الثاني والثالث قبل الميلاد، حيث أُقيم معرض العربات النادرة في عصور البرونز بالتعاون مع مديرية الآثار العامة و الأمانة العامة لعاصمة دمشق ...
وقد رافق المعرض شرح عن تطور صناعة العربات وكيف استخدمت فيما بعد لأغراض مدنّية وعسكرية والاستعراضات الكبيرة وكيف أخذت أشكالا متنوعة وألوان وزخارف .
وبلقاءنا مع دكتور الآثار ميشل مقدسي أعرب لنا عن فرحته الكبيرة بإقبال المواطنين غير المختصين وهذا إن دل على شيء فهو يدل على رغبة في زيادة ثقافة العامة وهو بالطبع ما نرمي له وخصوصا أننا اخترنا يوم الجمعة تحديدا كي تكون فرصة للجميع بالانضمام إلى هذه الفعاليات .
وعن مديرية الآثار والمتاحف تحدّث المدير العام الدكتور بسام جاموس مؤكدا أن اعتزاز المرء بحضارته يوّلد لديه الدافع بإقامة معارض كهذه تبرز دور سورية التاريخي المهم وموقعها المتميز .
ثم أردف : اتخذنا أول جمعة من كل شهر موعدا محددا لإقامة نشاط أثري جديد بعرض قطع أثرية نادرة من المستودعات السوريّة المليئة بتحف مذهلة يجهلها الكثيرون ولعلها مناسبة جيدة كي نتعرّف على كنوز بلدنا الثري .
وأضاف ممازحاً سأخص موقعكم بخبر هو أن الشهر القادم سنعرض مجوهرات وحليّ تعود لألفي عام قبل الميلاد وهي من النوع النادر ...
وكان الختام مميزا بنغمات رقيقة من ثلاث عازفين أبدعوا بمقطوعات تماشت مع الموضوع العام .
فقد استهلها العازفون بمقطوعة من تأليف الموسيقار اللبناني (الرحباني) بعنوان (رزق الله على العربيات)، وعن هذا الإختيارحدّثتنا العازفة سوسن اسكندر أن تلك النغمات الخفيفة لاتحتاج لأذن مختص وإنما بإمكانها الوصول لإحساس الجميع .
وعند سؤالها عن التصفيق الحار الذي تبع العزف ضحكت وقالت لايوجد شخص لايرغب بإدخال السرور إلى قلب من حوله فما رأيك ونحن فنانين مهمتنا الأساسية هي نقل المستمع إلى حالة فكرية أفضل .