قاعة "شفيق الإمام" هي واحدة من القاعات الرئيسية والمميزة في "قصر العظم" حيث تم مؤخراً وتحديداً في 10/3/2011 افتتاحها كقاعة للمعارض المؤقتة وذلك لعرض المخزون الهائل من مقتنيات القصر"حلي، أثاث، أقمشة،..إلخ.." كما تم تجديد قسم "الحرملك" ليتناسب مع الطريقة الحديثة والمنسجمة مع العرف العالمي للعرض المتحفي.
موقع eSyria حول قاعة "شفيق الإمام" والتحولات الأخيرة الحاصلة في "قصر العظم" التقى السيدة "ميساء إبراهيم" مديرة "قصر العظم" في "دمشق" في مكتبها والتي حدثتنا: «لدينا مخزون كبير في مستودعات قصر العظم، هذا المخزون كان سببه شخص اسمه "شفيق الإمام" وهو أول أمين متحف للتقاليد الشعبية، وذلك كان في عام 1953، وجمع القطع الموجودة في متحفنا، لذلك رفعنا السنة الماضية مشروعاً لمجلس الآثار وهو عبارة عن اقتراح بتسمية قاعة المعارض المؤقتة التي افتتحناها السنة الماضية، باسم الأستاذ "شفيق الإمام" عرفاناً لدوره الهام في هذا القصر، فأصبح اسم القاعة قاعة "شفيق الإمام للمعارض المؤقتة"، جاءت الموافقة بالتأكيد من جميع أعضاء مجلس الآثار كلهم، وحدد السيد المدير العام بالتنسيق مع السيد وزير الثقافة الدكتور "رياض عصمت" موعد الافتتاح في 10/3/2011، وتم الافتتاح يوم الخميس الماضي، في هذه الفترة قمنا باستغلال القضية، حيث افتتحنا السنة الماضية قاعة للحلي، عملنا لها ديكورات حديثة، إضاءة جديدة، وتنجيد خزن جديداً، والزوار سروا بالقاعة كثيراً وأعجبتهم طريقة عرضها، فعممنا هذه التجربة على كل المتحف، في قسم التقاليد الشعبية.
ويمكن إذا أحب فنانون العرض في الصالة فهذا ممكن، بعد إجراءات تتخذ من قبل المدير العام للآثار والمتاحف، هي قاعة معارض مؤقتة، فهذا لا يعد مشكلة، يمكن أن يكون المعرض لمدة أسبوع أو عشرة أيام
ومن حضر الافتتاح في المتحف أعجبوا بطريقة الإضاءة والعرض، فقد أخرجنا من مخزوننا في المستودعات وأبدلنا في العرض الذي كان موجوداً في السابق، ومن المعروف عالمياً أن المتاحف بشكل عام يفترض أن تتبدل معروضاتها خلال كل فترة، المتاحف الوطنية كل 15 سنة تتبدل معروضاتها، والمتاحف الشعبية بين السنة والسنتين في حدها الأقصى، ونحن أبدلنا معروضاتنا في هذه السنة، وهذا العرف العالمي للمتاحف، فيفترض ألا يرى الزائر نفس الشيء كل مرة، حتى يكون هناك طريقة خلاقة لجذبه من أجل العودة القريبة لزيارة المتحف، زوارنا يجدون بين الشهر والآخر أشياء جديدة تتغير في المتحف، وآراؤهم عن العمل في المتحف تشجعنا، وتهمنا، لأننا نعرض لهم، نعرض من وجهة نظرنا كاختصاصيين، ولكن يهمنا أن يعجب الزائر بما يراه، لأن هذا تشجيع لتغيير العرض، حتى يكون هناك وارد إضافي للمتحف، فإيراداتنا في العام الماضي بعد التغيير الأول وصلت إلى 16 مليون ليرة سورية، زوارنا كانوا بحدود 375 ألف زائر في العام الماضي، ومنذ بداية العام وحتى هذا الشهر أتوقع أنهم وصلوا إلى 50 ألف زائر تقريباً، وعدد الزوار بازدياد، أفكارهم وآراؤهم تخدمنا، وما نعمله يلاقي استحسانهم».
وعن طبيعة المخزونات الموجودة في القصر "متحف التقاليد الشعبية" تقول السيدة "ميساء إبراهيم": «طبيعة المخزون هي "قطع متحفية لها علاقة بالفلكلور السوري، إن كان من ناحية الأزياء، أو الصناعات اليدوية القديمة"، كل فترة قاعة المعارض المؤقتة تتغير حسب إقبال الزوار على المعرض بين 3- 6 أشهر، وحسب آرائهم، يمكن التغيير كل شهرين أو كل 6 أشهر، إذا كان الإقبال كبيراً نمد العرض لـ6 أشهر، ومن ثم نبدل القطع بعرض جديد ومواد جديدة ويمكن بموضوع جديد، موضوعنا السنة الماضية كان الخشبيات، استخدامات الخشب كصناعة، وبماذا استخدمه القدماء، هذا المعرض (القائم حالياً) كان عن الزجاجيات، المعرض القادم لم نفكر بعد بما سنقدمه، يمكن أن نقدم النحاسيات مثلاً، المعرض من مقتنيات المتحف».
وعن توظيف القاعة تضيف: «ويمكن إذا أحب فنانون العرض في الصالة فهذا ممكن، بعد إجراءات تتخذ من قبل المدير العام للآثار والمتاحف، هي قاعة معارض مؤقتة، فهذا لا يعد مشكلة، يمكن أن يكون المعرض لمدة أسبوع أو عشرة أيام».
وعن مواصفات القاعة وسبب اختيارها أوضحت السيدة "ميساء": «كان هناك قاعتان، واحدة اسمها "قاعة حوران" والأخرى "قاعة جبل العرب"، ومتحفنا اسمه "متحف التقاليد الشعبية في دمشق" حصراً، فمن الأفضل أن تكون مقتنياتي المتحفية الخاصة في "قصر العظم" تخص "الشام" وريف "دمشق"، أن تعرض في متحفها ولا تبقى في المستودعات، ونحن نعرض لمحافظات أخرى، فمتاحف المحافظات فقيرة بالمعروضات، ونحن لدينا غنى في المستودعات بلا أماكن كافية للعرض، فقمت برفع اقتراح لمديرية الآثار والمتاحف مجلس الآثار، بتغيير وظيفة القاعتين، من قاعة "حوران" و"جبل العرب"، إلى قاعة "الحلي" والتي كانت "حوران" سابقاً، و"قاعة المعارض المؤقتة" والتي كانت قاعة "جبل العرب" سابقاً، ومعروضاتهم موجودة بصدد تسليمهم إلى متحفي "درعا" و"السويداء" لإغناء متاحفهم، أنا استلمت القصر في 2006، وفي 2007 كان هناك مشروع توزيع قطع من مخزون "قصر العظم" إلى محافظة "حمص"، أخذوها لعرضها في متحفهم لأنهم فقراء نسبياً بالقطع، فقمنا بإغناء متحفهم من مخزوننا».
وبين الدكتور "بسام جاموس" المدير العام للآثار والمتاحف أهمية هذا المشروع الذي تم إنجازه بكوادر وطنية وبطريقة منهجية متميزة تضاهي المتاحف العالمية مشيرا إلى أن المديرية تقدمت إلى مجلس الآثار بتسمية قاعة باسم "شفيق الإمام" وهو أول أمين متحف استلم إدارة متحف "قصر العظم" عام 1953 وكان المدير المسؤول عن العرض المتحفي والمقتنيات الموجودة فيه حيث قام بتجميع 75 بالمئة من القطع المعروضة في القصر.