يتألف "سوق الصاغة" من مجموعة مصاطب كبيرة يتوزع عليها بائعو المجوهرات، وكشفت اللقى الأثرية في المكان أنه يعود إلى الفترة الأيوبية وقد يكون أقدم من ذلك.
الملخص: يتألف "سوق الصاغة" من مجموعة مصاطب كبيرة يتوزع عليها بائعو المجوهرات، وكشفت اللقى الأثرية في المكان أنه يعود إلى الفترة الأيوبية وقد يكون أقدم من ذلك.
من خلال النتائج الأولية توصلنا إلى معرفة ثلاث سويات أثرية للمكان تشمل السوية الأيوبية والمملوكية والعثمانية دون العثور على مؤشرات تشير إلى طبقة أقدم
مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "رضوان بزرة" أحد أصحاب المحال في سوق "الصاغة" بتاريخ 3 كانون الأول 2013 الذي تحدث عن موقع السوق وأقسامه وقال: «يقع جنوبي الجامع الأموي قرب باب "الزيادة" وسط "دمشق"، وقد ضم السوق قديماً 72 محلاً، إلا أنه وفي عام 1960 م شب فيه حريق هائل خرب قسماً كبيراً منه، يحده من الشمال مجموعة من الدكاكين، ومن الشرق عدد من البيوت السكنية ومن الجنوب ما تبقى من خان "السفرجلاني"، يعرف قديماً باسم سوق "القوافين"؛ و"القواف" هو بائع أصناف النعال والأحذية التقليدية، وما يؤكد على ذلك وجود بعض محلات بيع الأحذية في هذا السوق، ومجاورة الخشب للذهب في مكان واحد».
وأشار إلى أن جمعية صياغة الذهب في "دمشق" قسمت السوق إلى قسمين: "الصاغة الجوانية" وفيها يباع اللؤلؤ والجواهر، و"الصاغة البرانية" وفيها تباع الأساور والخواتم.
وأشار السيد "بسام جاموس" المدير العام السابق للآثار والمتاحف في كتابه "الوقائع الأثرية السورية" إلى تاريخ سوق "الصاغة" وقال: «ذكر المؤرخون أن "معاوية بن أبي سفيان" مؤسس الدولة الأموية بنى لنفسه قصراً في هذه المنطقة، وبين عامي 1913-1974م تشكلت بعثة وطنية بإدارة "نسيب صليبي" وباشرت أعمالها في الجانب الشرقي ضمن مساحة قدرها 20م طولاً و9م عرضاً، وتركزت الأعمال الأولية بفك المصاطب الواقعة ضمن المساحة المذكورة فظهرت أساسات مغموسة بالحجارة الكلسية القاسية، إضافة إلى أحجار بازلتية وبعض فقرات من أعمدة غرانيتية بلونها الرمادي ورحى طواحي بازلتية مستديرة الشكل وأقنية مائية، وفي عام 1974م اكتشفت البعثة منهل ماء أطلق عليه "معبد حوريات الماء" يتألف من أربع فتحات عرض كل منها 590سم عثر بداخلها على أنابيب مازالت في أماكنها الأساسية».
وتابع: «أول نشوء لسوق "الصاغة" في "دمشق" كان في العهد "الأيوبي" حينما ظهرت سوق الصائغين قبلي الجامع الأموي في قيسارية مستقلة، أما في عهد "المماليك" فقد ازدهرت هذه الصناعة كثيراً، وكان للصاغة في أواخر العهد "الأيوبي" سوقان: الصاغة العتيقة وسوق اللؤلؤ عند سوق الحدادين، والصاغة الجديدة في القيسارية التي أنشئت عام 631هـ قبلي النحاسين، وقد جددت شرقي هذه الصاغة الجديدة وسكن فيها الصوّاغ وتجار الذهب والجواهر».
وبين "جاموس" أن الأعمال الأثرية توقفت حتى عام 1992م وأجري موسم أثري عام 1993م وكان الهدف منه الكشف عن البناء الضخم المبني من الحجر البازلتي الذي أعتقد أنه "قصر الخضراء"، كما كشفت أعمال البحث عن بحرة مثمنة تقع شمالي المعبد ومجموعة من الأقنية المائية، وعُثر في الموقع عن جرن حجري أبيض توضعت تحته قناة فخارية لتعريف المياه قادمة من الجهة الجنوبية الغربية، وبجوار الحوض عُثر على قطعة حجرية سوداء مرصوفة بشكل نظامي تشكل مع الأولى اتجاه قناة التصريف، وضمن طبقة من الرماديات المنهارة عُثر على قطعة نقد برونزية تعود إلى الفترة المملوكية مع كسر فخارية وزجاجية مختلفة، وفي نفس السوية عُثر على خاتم برونزي، وقال: «من خلال النتائج الأولية توصلنا إلى معرفة ثلاث سويات أثرية للمكان تشمل السوية الأيوبية والمملوكية والعثمانية دون العثور على مؤشرات تشير إلى طبقة أقدم».
وأضاف: «يتمتع السوق بسمعة وشهرة عربية وعالمية، وأثبت حرفيوها جدارتهم في التعامل مع هذا المعدن الثمين البراق الذي عدّه الناس زينة وخزينة، فرصدوا له مبلغاً من مهر العروس، وانتظر الفلاحون المواسم لشرائه وادخاره».