إن التسارع الكبير في نمو المشروع الحضاري الموسيقي في سورية من جهة، ونمو عدد الموسيقيين السوريين المؤهلين تأهيلا أكاديمياً عالياً، وحاجتهم لتوسيع آفاق نشاطهم وعملهم وإبداعهم ضمن فرقة وطنية، تمثل سورية خارجاً، لذلك أسس الراحل "صلحي الوادي" الفرقة السيمفونية الوطنية في العام 1992.
وقد كانت نتيجة منطقية لعمل الطلاب والأستاذة في المعهد العالي للموسيقا، الذي أسسه أيضاً "صلحي الوادي" عام 1990، ولقد غدت هذه الفرقة ممثلاً ثقافياً للبلاد، وعزفت في العديد من البلدان، للتعرف على هذه الفرقة التي رفعت اسم البلد عالياً من خلال مشاركاتها في المهرجانات الدولية.
موقع eDaraa بتاريخ 3/11/2008 التقى مع قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية "ميساك باغبودريان" وكان هذا الحوار:
*متى تأسست الفرقة الوطنية السورية ومن هم أعضاؤها؟
** تأسست الفرقة عام 1992 على يد الراحل "صلحي الوادي"، وتتألف من طلاب وأساتذة المعهد العالي للموسيقا، وكذلك من خبراء وأجانب كان المايسترو "صلحي الوادي" أول قائد لها على مدى تسعة أعوام من العمل والتوجيه، بحيث جعلها تبلغ مستويات عالمية، وقد اكتسبت خلال تلك الفترة قائمة طويلة من الأعمال الموسيقية.
** تقوم الأوركسترا بعزف أعمال من كل المراحل، "الحقبة الكلاسيكية" بما في ذلك أعمال الكورال، وذلك بالتعاون مع جوقة المعهد العالي.
**عزفت الفرقة في سورية وفي العالم، في إيطاليا (الاحتفالات الأوروبية الدولية في العام 2004)، وفي لبنان- الأردن- العراق- الكويت- عمان- الإمارات العربية- تركيا- ألمانيا- الولايات المتحدة في جامعة "كاليفورنيا أوكلا"، ونال الموسيقار "صلحي الوادي" والفرقة شهادات من الكونغرس الأميركي.
** قدمت الفرقة مع فرق لبلدانٍ متوسطية، مثل فرقة "سكالا" بقيادة "ريكاردو موتي" في "بصرى 2004"، والأوركسترا الأوروبية المتوسطية، والأوركسترا الوطنية الجزائرية، وأوركسترا المعهد الوطني الأردني وأوركسترا مكتبة "الإسكندرية"، في العام 1995، قدّمت الأوركسترا الوطنية السيمفونية "ديدون وإينيه" " لبور سيل"، وهي أول أوبرا جرى تقديمها في سورية (دمشق وتدمر وبصرى).
*منذ متى وأنت تقود الفرقة؟
** لا زلت أقود الفرقة الوطنية السيمفونية، منذ العام 2003 منذ رحيل مؤسس الفرقة الأستاذ "صلحي الوادي"، وأحب أن أضيف أنه كان شرف كبير للفرقة أن يتابع عروضها للمرة الخامسة في مهرجان "بصرى" الدولي السيد الرئيس "بشار الأسد" والسيدة عقيلته.
*هل شارك أعضاء الفرقة مع فرق موسيقية خارج سورية؟
** نعم قام العديد من أفراد هذه الفرقة بالعزف كضيوف مع مجموعات موسيقية أخرى، مثل "سكالا"- الأوركسترا الأوروبية المتحدة - أوركسترا الشباب الأوروبية اوركسترا "إيكوم" - أوركسترا الجزائر الوطنية- أوركسترا المعهد الوطني للأردن- وأوركسترا مكتبة "الإسكندرية".
وأخيراً أعتقد أن الفرقة جديرة باسمها، وأنها تشكل وجهاً حضارياً لسورية، دليلنا على ذلك الحفلات التي تقدمها هنا وفي البلدان العربية والعالمية.
وبالنهاية وتقديرا للإنجازات التي حققها الموسيقار الراحل "صلحي الوادي" مؤسس الفرقة السيمفونية السورية، لا بد أن يطلع القارئ على حياته حيث ولد عام 1935، ولد في "دمشق" لأب عراقي وأم سورية، درس في المعهد الموسيقي في "الاسكندرية" مصر، ثم في الأكاديمية الملكية للموسيقا في "لندن" بريطانيا بين 1953-1960، في عام 1960 عاد إلى "دمشق" حيث ساهم في إنشاء المعهد العربي للموسيقا وأصبح مديراً له عام 1962، وظل في هذا المنصب حتى عام 2002، من أهم إنجازاته تأسيس الفرقة السيمفونية الوطنية التي قدمت أول أوبرا في سورية سنة 1995، تقدم الفرقة حفلات دورية في "دمشق"، وقامت بزيارات ناجحة إلى معظم دول العالم، منح وسام الشرف السوري من الدرجة الأولى تقديراً لإسهاماته في الحياة الثقافية والموسيقية في سورية، أصيب عام 2001 بجلطة دماغية أقعدته عن العمل، في عام 2004 تم تكريمه بإطلاق اسمه على المعهد العربي للموسيقا "بدمشق".