عندما تميز بعمله بالمسرح واستطاع أن يشارك في بعض الأعمال التلفزيونية فحول عالم المسرح إلى شيء أجمل من الواقع وأروع من الخيال. إنه الممثل المسرحي "فراس المقبل" الذي التقاه موقع eDaraa بتاريخ 7/1/2009 وكان هذا الحديث.
*زحمة من الأعمال المسرحية المتألقة قدمتها خلال مسيرتك المسرحية، فمتى كانت البدايات؟
**كانت البدايات أيام المسرح المدرسي بين المقاعد الخشبية والسبورة عندما شاركت بأول عمل مسرحي لي تحت عنوان "عودة راحل" وحصلت على جائزة أفضل ممثل عن دوري في المسرحية. عندها بدأت الأدوار تتالى فتبعثرت أوراقي مجدداً لأعود وأشترك بالمسابقات الفنية التي تقيمها منظمة اتحاد شبيبة الثورة فحصلت عام /1994/م على جائزة أفضل ممثل على مستوى فرع الشبيبة بـ"درعا" وتابعت مسيرتي ونلت جائزة أفضل ممثل ثاني على مستوى المنظمة عن مسرحية "الحجر لا يأكل" وطبعا هناك العديد من الجوائز التي لا أستطيع أن أتذكرها جميعها.
*كيف ترى نفسك في المسرح وكيف تنظر إلى المسرح والعمل على الخشبة؟
**المسرح هو لغة العالم وصوت قوي لمن يبحث عن المستمعين، لكن بشروط فنية ناضجة يتقبلها الجمهور. المسرح يناقش قضية متكاملة فأنا ابن القضية العربية وأكثر من دفع ثمنها من جسده وروحه و حاضره وماضيه وعلاقاته في العالم المحيط ففي أزقة الحارة تشعر أنك آثم لو نسيت فهذه قضية أمة وشعب اغتصبت أرضه، المسرح قد يجاوب على كثير من الأسئلة التي تستوقفك في بعض الأحيان.
أنا أعشق المسرح بجنون والعمل على خشبة المسرح عمل رائع بكل معنى الكلمة خاصة عندما تجسد قضية ما عندها عليك أن تتقمص دورك وتؤديه بكل حرفية لتفوز بإيصال فكرتك أو رسالتك التي تحملها من خلال عملك إلى عقول الجمهور بمختلف طبقات الوعي وطرق التفكير فالطفل الصغير والشاب والكهل كلهم بنفس السوية يشاهدوك ويجلسون في موقع الحكم والمقيم لسوية دورك.
*وكيف رأيت تجربة الإخراج خاصة بعد اقتحامك هذا المجال في أكثر من عمل مسرحي؟
**الأمور ليست بهذه البساطة فكما قلت من البداية من له قضية عليه أن يسعى ويحاول والإنسان يتعلم من تجاربه وأنا قررت الدخول إلى عالم الإخراج بعد وقوف طويل على خشبة المسرح طبعاً تجربة المسرح تجربة رائعة وممتعة ويبدو أني استطعت التميز في هذا المجال خاصة بعد أن نجحت بالحصول على المركز الأول بـ"درعا" بعملي الأول الذي أخرجته بنفسي وسأتابع هذه التجربة دون أن أتخلى عن التمثيل.
*أعمال تلفزيونية عديدة حملت بين طياتها اسم" فراس المقبل" ماذا عن هذه التجربة؟
**تجربة العمل التلفزيوني جميلة جداً في الأعمال السورية خاصة بعد حالة التميز الكبيرة التي تعيشها الدراما السورية في ظل أزمة الأعمال التلفزيونية وضخامة المنتجات التلفزيونية على الساحة الفنية فقد شاركت في مسلسل "زمن الصمت" ومسلسل "سقف العالم" للمخرج "نجدت إسماعيل أنزور" بمشاركة مجموعة من نجوم الشاشة السورية. لكنني أشعر من وجهة نظري الخاصة طبعاً أن المسرح يستطيع أن يعرض القضية بجرأة أكبر مع أن جمهور المسرح هم أقل بكثير ممن يشاهدون التلفزيون.
**قدمت منذ فترة عرضاً مسرحياً تحت عنوان العاري والأنيق للكاتب الشهير "داريو فو" بمشاركة جوقة من النجوم الشباب في منظمة اتحاد شبيبة الثورة وهو من إخراج المخرج "حسين السالم" وأعمل على تحضير العديد من الأعمال التي أتمنى أن ترقى بالمسرح الشبيبي نحو الطموح، كانت لي مشاركات في بعض المسلسلات التي عرضت أخيراً على الشاشات العربية منها، مسلسل "لورنس العرب".
أدعو كل الشباب لمتابعة الأعمال التي تقدم على أي مسرح فالعمل المسرحي يعلم الالتزام ويحمل الكثير من التشويق والمبادئ والقيم التي تربينا عليها والمسرح هو إرث حضاري توارثناه عن أجدادنا وعلينا الحفاظ عليه وعلى مصداقية وقضاياه التي يقدمها، خاصة مع انتشار تلك المحطات الغنائية التي وضعت لتشتت فكر الشاب العربي وتضعه في حالة من الضياع الخلقي والفكري والأدبي.
ومن الجدير بالذكر أن الفنان "فراس المقبل" من مواليد محافظة "درعا" عام /1978/م درس معهد موسيقى وتخرج منه عام /1992/م ولم يتابع العمل في هذا المجال، وهو الآن مفرغ بفرع "درعا" لاتحاد شبيبة الثورة، ويعمل في مجال التمثيل.