«أحب العمل مع الطلائع لحبي الشخصي للطفل». جملة جاءت على لسان السيد "زياد دمارة" وهو مخرج مسرحي من محافظة "درعا"، الذي التقاه موقع eDaraa بتاريخ 15/11/2008 وذلك ليحدثنا عن عمله في مسرح الأطفال والطريق الذي أوصله ليكون فناناً ومخرجاً لأعمال الأطفال المسرحية حيث بدأ حديثه بالقول: «ترعرعت في بيئة ريفية فأنا من مواليد 1968 المولود في قرية "المعرية" الواقعة جنوب مدينة "درعا" والحقيقة أن هذه القرية تفتقر -كحال الكثير من قرانا- للكوادر الفنية وكنت دائماً أتمنى لو أني كنت أقطن في المدينة لأقترب أكثر من مجال المسرح وعلى الرغم من ذلك كنت أقطع أكثر من (30) كم لأكثر من مرة في الأسبوع لأتابع النشاطات الفنية على دار الثقافة بـ"درعا".
لم أدرس الفن ولا المسرح ولكن حبي للمسرح أجبرني منذ صغري أن أثقف نفسي مسرحيا عن طريق فرق المسرح المدرسي والاطلاع على مسرحيات "شكسبير" و"ستانسلافسكي" و"بريخت" والعديد من الكتاب العرب مثل "سعد الله ونوس" و"محمود دياب". وفي عام 1996خضعت للعديد من الدورات المسرحية بـ"دمشق" حيث تعلمت أصول الإخراج على يد الأستاذ "هشام كفارنة" و"عجاج سليم" وغيرهم من المخرجين السوريين حتى صارت عندي المقدرة على الإخراج والخوض في هذا المجال الصعب».
يجب أن يكون للمسرح حصة درسية كغيره من باقي المواد الفنية يتم من خلالها تعليم أصول المسرح وإيجاد طريقة يستطيع المدرس إعطاء الدروس بطريقة مريحة ومحببة للطالب عن طريق منافذ مسرحية درامية يستسيغها الطالب ويحبها أكثر من الطرق الكلاسيكية
ويتابع عن أسباب اختياره للعمل في مسرح الطفل بالقول: «للظروف الاجتماعية القاسية في التعامل مع الكبار وخاصة النساء لم أجد إلا منظمة الطلائع متنفس لي كي أعمل في المجال الذي أحترمه وذلك للمساحة الواسعة في عالم الطفل وجميع مشاركاتي المسرحية كانت على مستوى مهرجانات الطلائع في كافة المحافظات السورية وبعديد من الأعمال المسرحية مثل مسرحية "الأرض" في مهرجان "الرقة" 2005 ومسرحية "المواسم" في مهرجان "حماة" 2006 وحصلت فيه على المركز الثاني على مستوى القطر ولي محاولات في كتابة قصص الأطفال ولكني لم أقم على نشرها مثل "العجوز الأسطورة" و"الدنيا حلوة" وغيرها من الأعمال التي لها علاقة بالطفل والأفكار المتعلقة بتربية الطفل
أكثر ما يحتاجه الطفل في المرحلة العمرية الأولى هو تفريغ الطاقة الزائدة لديه عن طريق اللعب، وأنا كمخرج مسرحي مهتم في مجال الأطفال أبحث عن الطريقة التي تحبب الطفل بالمسرح فلا أجد طريقة أفضل من اللعب على خشبة المسرح ولكن اللعب المنظم التربوي المحبوك دراميا والذي يصل بالطفل إلى هدفين أساسيين وهما التعلم عن طريق المسرح وتفريغ الطاقة بالشكل الصحيح».
كما تحدث السيد "دمارة" عن المواضيع الهامة التي يجب أن تطرح على خشبة المسرح والمتعلقة في سيكولوجية الطفل فقال: «من أهم المواضيع التي أعمل على توصيلها للطفل والناس بشكل عام هو موضوع التعايش مع المحيط ورسم الخطوط العريضة للطريق الذي يجب أن يسلكه الطفل على الصعيد الاجتماعي والتربوي وذلك لأن طفل الريف يختلف بتربيته وسلوكه عن ابن المدينة من خلال وسائل التعليم والترفيه وأحاول دائما أن أسلط الضوء عل الطبيعة وقيمة الأرض والوطن والأعمال الخيرية وكيف يمكن للطفل أن يقوم بدور بناء في المجتمع»
وعن سبل تطوير المناهج الدراسية مسرحياً قال السيد "دماره": «يجب أن يكون للمسرح حصة درسية كغيره من باقي المواد الفنية يتم من خلالها تعليم أصول المسرح وإيجاد طريقة يستطيع المدرس إعطاء الدروس بطريقة مريحة ومحببة للطالب عن طريق منافذ مسرحية درامية يستسيغها الطالب ويحبها أكثر من الطرق الكلاسيكية».