«"مطرقة" و"إزميل"مع كثير من التعب وقليل من الصبر ينتج عن الصخرة الصماء روحاً شاهدة على مر العصور» كلمات رافقتها أنفاس ممزوجة بالتعب والعرق جاءت على لسان الفنان التشكيلي "إبراهيم أبا زيد" من أهالي "درعا" (1968) لموقع eDaraa حين التقاه على رصيف المركز الثقافي بتاريخ 3/2/2009
حيث تحدث عن مشروع المنحوتة الفنية التي يعمل على الانتهاء منها لصالح دار الثقافة في "درعا" فقال: «الفن رسالة ينقلها الفنان إلى العالم بطرق مختلفة وهذا التمثال رسالة موجهة إلى الصامدين في غزة تحت عنوان "كسوف الشمس" وهو عبارة عن شجرة مقلوبة جذورها للسماء تمثل "القدس" و"المسجد الأقصى" وفروعها نحو الأرض، المشروع لم ينضج بعد فهذه ملامح البداية والنهاية بوقت ليس بعيداً»
الناس هم من يمنحوني الحافز والدفع في أن أعمل بقوة وبدون ملل وأستفيد كثيراً من الآراء المطروحة على العمل من الناحية الإيجابية والسلبية لأصل بالنهاية إلى لوحة فنية تنطبق مع آراء الشارع وتمثله
وفي سؤال عن كيفية معالجة الصخرة واختيارها لتصل بالنهاية إلى تمثال يشكل لوحة فنية قال: «إن شكل الصخرة وحجمها وقسوتها توحي للفنان ما سوف يتشكل عنها فهذه الصخرة مثلاً تزن حوالي 17طن ويبلغ ارتفاعها حوالي 3 أمتار ومن خلال ارتفاعها وانحناءاتها أوحت لي بفكرة الشجرة المقلوبة وهي روح الفكرة المتبناة بالعمل الفني وتأتي طريقة المعالجة عن طريقة شق الصخرة وعملية الدخول في تفاصيلها والسير بخط فني بحيث نصل بالنهاية بالاتفاق مع ما توحي إليه مكونات الصخرة الطبيعية إلى عمل فني مناسب ويعتبر هذا النوع من الصخور من أصعب وأقسى النوعيات الصخرية وهو البازلت الأسود والفنان الحقيقي هو من يجعل من الصخر ينطق من خلال روح وإبداع الفنان ورسم ملامح الحياة في هذا الصخر الأصم لينطق بالنهاية ويعبر عما أراد النحات أن يصل إليه»
أما عن شعوره كفنان وهو ينحت الصخر بالهواء الطلق أمام المارة قال: «الناس هم من يمنحوني الحافز والدفع في أن أعمل بقوة وبدون ملل وأستفيد كثيراً من الآراء المطروحة على العمل من الناحية الإيجابية والسلبية لأصل بالنهاية إلى لوحة فنية تنطبق مع آراء الشارع وتمثله».
وذكر الفنان "إبراهيم" أن هذه المنحوتة رقم واحد بعد الـ 400 وهي منحوتات موجودة لديه في منزله منها مجموعة تمثل تاريخ الحضارات في العالم علماً أنه لم يدرس الفن أكاديمياً إنما هي موهبة ربانية عمل على تطويرها من خلال الممارسة.