هادئة كنسمة الصيف، تداعب لوحاتها بحنية ورقة فتضحك لوحاتها تارة وتبكي تارة أخرى لتعبر عما يجول في داخلها من صراع بين الأمل المشرق، والماضي الذي لم يخلُ من الظلام، بخطها العربي المتميز،
استطاعت الفنانة الشابة أن تخط لها اسماً لامعاً بين الكثير من هواة الفن، الذي يعكس أصالة الماضي والحاضر ويثبت جدارة التاريخ العربي مهما مرت السنون.
عواطفي.. أكثر الأشياء انعكاساً في لوحاتي فمعظمها عاطفية، وسرعان ما تتحول لوحاتي من إشراقة أمل إلى ظلام شبه دامس
إنها الفنانة الشابة "براءة السويدان" حاورها eDaraa خلال مشاركتها في التحضير للملتقى الفني الأول بـ"درعا"، فكانت هذه السطور:
**«بدأت موهبتي منذ طفولتي التي عشتها مليئة بالمفاجآت، كغير كل طفولة بالعالم، كنت أعبر عن كل ما يجول في داخلي بالرسم، الفرح والحزن الأمل والانتظار وحتى التطلع للمستقبل الغائم الذي بدأت ملامحه ترتسم أمامي بعد انقطاعي ثلاث سنوات عن الدراسة، كللتها بالتقدم إلى البكالوريا الفرع العلمي ونجحت وبدأت الخيارات تتسع أمامي فاخترت قسم الخط في المعهد التقني للفنون التطبيقية في قلعة دمشق، لكوني تميزت بخطي الجميل منذ أن كان عمري 7 سنوات، وتلقيت دعوات للمشاركة بمعارض عديدة، فشاركت وعرضت لوحاتي التي تميزت فكانت أولى لوحات الخط آنذاك بالنسبة لعمري.
بعدها بدأ مشوار مع الفن فتلقيت رعاية كبيرة من أسرة المعهد وخاصة الأستاذ المتميز "جلال محارب" أحد أهم المدرسين، فكان له فضل كبير في صقل شخصيتي وفي تكوين جرأتي في الرسم الذي كنت أخاف وأتردد الخوض فيه ولم أكن أتوقع أن أشارك بأي معرض.
مضت مرحلة الدراسة بين أزقة قلعة دمشق فتركت ورائي ذكرياتي جميلة خطيتها على جدران هذه القلعة التي تعبر عن صمود الحجر والبشر».
** «أنا سعيدة جدا بالمشاركة في هذه الملتقى الذي كنت أتوقع أن يجمعني بكبار الفنانين في المحافظة، لكنني لم أوفق بذلك، لأن الفنانين الكبار رفضوا أن نكون نجوم صغيرة تضئ معرضهم هذا، الملتقى أصبح الآن بمثابة تحدٍ شبابي لكونه يجمع فناني المحافظة الشباب، سأشارك بهذا الملتقى بلوحات خط عربي على الورق والزجاج، إضافة إلى لوحات زيتية ومنحوتة واحدة فقط، سأحاول أن أعبر عن غزة في لوحاتي الزيتية».
** «كانت لدي تجربة مسرحية وليدة ووحيدة مع فرقة شبابية تتبع لفرع "درعا" لاتحاد شبيبة الثورة، وسأحاول أن أشارك بأعمال أخرى إن نجحت في هذه العمل، بالطبع هناك علاقة كبيرة بين الفن والمسرح، فالمسرح فن ناطق يعبر عما يريده بالكلمات والحركات والفن التشكيلي أيضاً فن ناطق صحيح بشكل آخر لكن بمعنى واحد فالفن فن أياً كان نوعه».
** «قلت إنني عشت مرحلة طفولة صعبة جدا، عانيت كثيرا في طفولتي، لذلك أحس بالأطفال وأشعر بهم، الأطفال شموع صغيرة تنير الحياة، هم نجوم هادئة وأنا أعشق الهدوء في كل تصرفاتي، وهذا ما أجده لدى الأطفال».
** «ذكرت أن طبيعتي هادئة وعلاقتي مع الفن تعني علاقتي مع الصمت فأنا لا أصرخ إلا بلوحاتي، فهي تعكس حالتي التي أعيشها، هناك علاقة عميقة تربط بين تكوين شخصيتي والفن، ربما تكون الهدوء».
** «أجمل لوحة رسمتها كانت تحكي قصة الطبيعة الصامتة رسمتها وكان عمري 7 سنوات ولاقت إعجاباً كبيراً من الجميع أنا أعتبرها جواز سفري إلى عالم الفن، لذا لم أفرط بها سوى إلى أعز إنسان على قلبي».
** «عواطفي.. أكثر الأشياء انعكاساً في لوحاتي فمعظمها عاطفية، وسرعان ما تتحول لوحاتي من إشراقة أمل إلى ظلام شبه دامس».
متى ستخوضين تجربة معرضك الخاص بك؟
«هو طموحي لكن الطريق ما زالت طويلة فأنا بحاجة إلى الوقت لأكتسب الخبرة والثقة، لأستطيع أن أكون معرضي الخاص، وسأعمل على ذلك، ولن أسأم، طبعا لا بد لي وأن أجرب فالحياة تجارب».
هل تتوقعين أن يطغى فن آخر ليسرق عشقك للخط؟
** «إذا كان هناك فن سيطغى في حياتي الفنية سيكون فن الآبرو التركي الإيراني، لكنني لا أتوقع أن يطغى على حبي للخط، فأنا أعشق رسم الخط العربي منذ الصغر، ودرسته، ولن أتخلى عنه بسهولة».
** «الخط يمكنه أيضاً أن يوصل رسالة معنوية تماماً كما اللوحات الفنية الأخرى، فكل حرف ينطق لوحده ليعبر عن شخصية الخطاط الذي يخطه وحالته النفسية عند كتابته للحرف، فالخط المائل مثلاً يعبر عن شخصية الخطاط غير المتوازنة والخط الحاد يعبر عن حدية مواقف من يخطه والكثير من الرموز».
ويذكر أن "براءة سويدان" من مواليد محافظة "درعا" 1985، درست المعهد التقني للفنون التطبيقية بقلعة "دمشق" وتخرجت عام 2008.