«إن للصوان صفات في غاية الروعة منها قساوته وسطحه اللامع، ومن هنا فقد أحببته واقتربت منه أكثر من باقي المواد والعناصر الأخرى التي أقوم برسمها بحكم كوني فناناً أرسم القديم». بهذه الكلمات لخص الفنان "فايز عياش" قصته مع الرسم الأثري بشكلٍ عام ومع الصوان بشكلٍ خاص.
وتابع بالقول لموقع "eDaraa" الذي التقاه في متحف "درعا" بتاريخ السادس من تموز الجاري 2009م: «إن الصوان هو صخر سيليكاتي يشكل ترسبات مستقلة ضمن الكلس، وهو يمتاز بأنه يصلح للتقصيب المثالي، والسبب في ذلك هو تجانسه وانكساره أو إنقاصه بنقاء وبملوسة مثل الزجاج. لقد مرت ملايين السنين قبل أن يستخدم الإنسان الصوان لتصنيع أدواته حيث تشكلت الكدرات rognonsالصلبة، من خلال تعاقب الرسوبيات البحرية التي تشكل المشهد الطبيعي، وهذا هو الشيء الذي جعله مادة أولية ممتازة، صنع منها إنسان ما قبل التاريخ أدواته.
أكرمتني الظروف أن أعمل مع البروفيسور الألماني "توماس فيبر" في العام 1999، عندما كنت أشارك بأعمال التنقيب الأثري مع دائرة آثار "درعا" في منطقة المسرح الروماني. وخلال تلك الفترة أتيحت لي فرصة رسم مجموعة كبيرة من المنحوتات القادمة من موقع سحر اللجاة، فتطورت معارفي بالرسم عموماً والرسم الأثري بشكلٍ خاص فأحببت أن أختص به
من يهتم بالصوان ويعرف عنه بعض المعلومات فإنه سرعان ما يميز ما بين القطعة الصوانية التي أوجدتها الطبيعة، وبين القطعة الصوانية التي قام الإنسان بتصنيعها. فهذه الأخيرة تتميز بصفات عدة من أبرزها: سطح الطرق ونقطة الطرق وخطوط الطرق وحدبة الطرق. إضافةً لبعض اللمسات التشذيبية التي تظهر على الحواف. ومن خلال هذه المواصفات أيضاً يستطيع تمييز القطع التي تعود للعصر الحجري القديم، من التي تعود للعصر الحجري الحديث بفارق زمني يصل إلى أكثر من مليون عام».
وعن كيفية تعلمه الرسم الأثري أردف "العياش": «أكرمتني الظروف أن أعمل مع البروفيسور الألماني "توماس فيبر" في العام 1999، عندما كنت أشارك بأعمال التنقيب الأثري مع دائرة آثار "درعا" في منطقة المسرح الروماني. وخلال تلك الفترة أتيحت لي فرصة رسم مجموعة كبيرة من المنحوتات القادمة من موقع سحر اللجاة، فتطورت معارفي بالرسم عموماً والرسم الأثري بشكلٍ خاص فأحببت أن أختص به».
«وفعلاً ومنذ ذلك الحين وأنا أعمل دون انقطاع في رسم اللقى الأثرية ليس في "درعا" فحسب، وإنما في الكثير من المواقع الأثرية الأكثر شهرةً مثل: "تل المشرفة" في "حمص" حيث مملكة "قطنا" القديمة، "تل تويني" في منطقة "جبلة القديمة"، موقع "دير ماراليان" في محافظة "حمص"، الكثير من مواقع "غوطة دمشق".
والآن يوجد لدي الكثير من العروض والمشاريع التابعة للمديرية العامة للآثار والمتاحف في الكثير من المناطق.
ولا أخفيك سراً إن قلت لك -يتابع الفنان "فايز" حديثه- أنني بصدد تدوين كتاب عن الرسم الأثري، أسجل فيه كل ما يتعلق بالرسم وبجميع أنواعه: كرسم الآنية الفخارية، ورسم الأدوات الصوانية، ورسم واجهات المباني، مروراً بالمنحوتات الفنية. هدفي أن أضيف شيئاً مفيداً للرسم وأسأل الله أن يوفقني لأجل ذلك. وكانت هذه آخر مداخلاته التي أحب أن يختم عندها حديثه».
وللعلم فإن ضيفنا من مواليد "درعا" 1976م، يحمل شهادة من مركز الفنون الجميلة بـ"درعا" منذ العام 1994م، ولديه أربع أخوة شباب، وخمسة من البنات. متزوج من طالبة حقوق وليس لديه أولاد حتى الآن، ويقطن في بيت صغير في منطقة شمال الخط وسط مدينة "درعا".