ذاكرة الشعوب تبحث بين أبنائها عن شخوص دخولهم إلى سجلاتها بكل فخر واعتزاز لتتفاخر بهم، وهم يصوغون تاريخاً مشرقاً لتلك الشعوب، ربما بحفنة من الكلمات أو أبيات من الشعر، فلا أروع من ابتكار لغة جديدة بين الناس، وبين أيدينا اليوم مبدعون اخترقوا ذاكرة شعبهم، وابتكروا لغة جديدة للتواصل بينهم وبين متلقيهم، وهي لغة الجسد والموسيقا.
وهؤلاء المبدعون هم أعضاء الفرقة الشعبية للفنون في بلدة "تسيل"، التي قدمت في مدن وقرى "حوران" أمسيات فنية مميزة على مسارح مديرية الثقافة المنتشرة بالمحافظة.
نسعى حالياً لإدخال العنصر النسائي للفرقة، وزيادة عدد الفرقة لنستطيع المشاركة في جميع الحفلات والمناسبات التي تقام في أرجاء المحافظة، وتتدرب الفرقة معظم أيام الأسبوع في مقر المركز الثقافي، وتلقى الفرقة اهتماماً كبيراً من أهالي مدينة "تسيل" كونها تمثل المدينة أينما حلت
عن تاريخ عمل الفرقة وأعمالها يقول رئيس فرقة "تسيل" "ياسر عبد اللطيف" لموقع eDaraa: «فرقة الفنون الشعبية في "تسيل" ليست وليدة اليوم أو الأمس بل إنها تأسست قبل 29 عاماً، وتوقفت عن العمل في العام 1990، ثم أعيد تشكيلها من جديد عام 2008 بمبادرة من مدير الثقافة بـ"درعا"، وتلقى كل الدعم والاهتمام من أجل الحفاظ على التراث الحوراني، وقوامها 20 عضواً يتدربون بشكل منتظم على لوحات فنية تراثية تمثل فلكلور المحافظة تصمم لهم».
بينما قال "معين العساف" وهو عضو في الفرقة: «اللوحات التي نقدمها ليست ثابتة، وإنما تتغير بين الحين والآخر، ولأن عمل الفرقة يعتمد بشكل أساسي على التراث، فإنه يرافقنا عازف الطبل والمجوز دائماً، لنقدم لوحات وأغانٍ فولكلورية من التراث الحوراني، يتفاعل معها الجمهور أينما حلت وحطت رحال الفرقة، بالإضافة إلى الرقصات والأداء للفنون الشعبية والدبكات بمختلف أنواعها، "الميحة - الدبكة الشعبية - الشعراوية - السحجة – الجوفية"، على أنغام الطبل والمجوز».
وعن أهم المهرجانات والفعاليات التي شاركت فيها الفرقة يقول "ياسر الصوالح": «شاركنا بالعديد من الفعاليات ومنها المشاركة في مهرجان "دمشق" الدولي، ومهرجان "بصرى" الدولي الذي ضم حينها فرقاً من مختلف أنحاء العالم، وحظيت مشاركة الفرقة بترحيب عالٍ كبير، وشوهدت اللوحات بكثافة وتفاعل معها الجمهور، ونشارك في فعاليات المراكز الثقافية المنتشرة في المحافظة، والمحافظات القريبة "السويداء" - "القنيطرة"، وبالإضافة للمشاركة بجميع فعاليات الشبيبة والطلائع المركزية بشكل مستمر لنقل تراث وفلكلور المحافظة لكل زائر لها».
وعن جديد الفرقة يقول "أحمد سالم المحمود" أحد أعضاء الفرقة: «نسعى حالياً للتحضير للمشاركة في أحد المهرجانات الفنية في المملكة الأردنية الهاشمية خلال الفترة القادمة، وهذه الدعوة خير دليل على كفاءة ورقي فرقة "تسيل" للفنون الشعبية، وما تنقله من تراث وفن "حوران" القديم وشاركنا في فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية مؤخراً، ونستعد للمشاركة في مهرجان ثقافي بهذه المناسبة ستقيمه مديرية الثقافة بعد أيام».
بينما أشار رئيس المركز الثقافي ورئيس بلدية مدينة "تسيل" "خالد السلامات": «نسعى حالياً لإدخال العنصر النسائي للفرقة، وزيادة عدد الفرقة لنستطيع المشاركة في جميع الحفلات والمناسبات التي تقام في أرجاء المحافظة، وتتدرب الفرقة معظم أيام الأسبوع في مقر المركز الثقافي، وتلقى الفرقة اهتماماً كبيراً من أهالي مدينة "تسيل" كونها تمثل المدينة أينما حلت».
مدير الثقافة بمحافظة "درعا" الدكتور "أحمد حمادي" كان آخر من التقيناه ليحدثنا عن أهمية إحداث الفرق الفنية بمحافظة "درعا" فقال لنا: «تقوم مديرية الثقافة بالعمل على إحداث المزيد من الفرق الفنية والموسيقية والمسرحية بشكل عام، والفنون الشعبية بشكل خاص، وذلك في إطار سعيها للحفاظ على التراث الشعبي في المحافظة، وفي مناطق تواجد هذه الفرق بما يؤدي إلى الحفاظ على تراث الفنون الشعبية لدى أبناء المحافظة، وفي هذا الإطار تم إحداث فرقة "تسيل" للفنون الشعبية للحفاظ على كافة أنواع الفنون الشعبية في منطقة "تسيل" والقرى التابعة لها من خلال الأداء الفني لهذه الفرقة، ويتم العمل على توفير المستلزمات التي تتطلب نجاح عمل الفرقة».