أتيت بها من بلدة "صيدا" بواسطة رافعة وبدأت العمل بها قبل سنتين لتبرز بهذا الشكل " ويشير بأصابعه مدللا على أهمية الرسالة في لوحته، أردت إيصال فكرة يتجاهلها الناس وهي أن المنطقة العربية هي أصل الحضارات الإنسانية التي نراها اليوم فجميع الرسالات النبوية انطلقت من الشرق " ففي المنحوتة كما تظهر الصور قصة الخلق وحوار الحضارات .
بهذه الكلمات يروي النحات "إبراهيم أبا زيد " لموقع eDaraa بتاريخ 27/12/2009، قصة منحوتته البازلتية ذات الـستة أطنان من الصخر البازلتي.
أنا أعمل بصخرة بوزن مائة كغ لأنشئ منها تحفة نحتية تبرز الوجه الحضاري للوطن ولتكون رسالة للسلام وهي في نهايتها
ويتابع الحديث عن منحوتته فيقول: «المنحوتة تجسد قصة الخلق بدءاً من سيدنا آدم ثم سفينة نوح ثم العودة للكعبة وحجر سيدنا "إسماعيل" ومزراب الرحمة ومقام سيدنا "إبراهيم" والحجر الأسود ثم قصة قوم "ثمود" وحضارة الأنباط ومدائن سيدنا "صالح" حيث استعنت بالخيال لإكمال لوحتي فصورت قصور قوم عاد وأهل الكهف وأهرامات الفراعنة وسليمان وكرسيه وتابوت طالوت، وصولا لمدينة "القدس" وبواباتها ومجسم لقبة الصخرة ومقام سيدنا "زكريا" ومحراب السيدة العذراء عليها السلام والنخلة والآية، كما يضم المجسم المنحوت من الصخر القاسي أقدم توقيت في العالم وتاريخ الاستعانة بالكوكب الشمسية ولا ننسى أول سورة نزلت على سيدنا "محمد" وأشير هنا إلى ضرورة العودة لتاريخنا العربي والحث على إظهار واستذكار مراحله المشرقة، وتنتهي القصة والمجسم بوعاء كبير دائري الشكل باعتباره حاضن للحضارات جميعها ما دامت من نفس المنبت».
وفي الحديث عن أهمية فن النحت يقول:«يعتبر فن النحت أحد أهم الفنون الجميلة فهو يعبرعن الواقع بأدوات قد تكون بدائية بعض الشيء لكنها توصل رسالة للسلام وتعبيرا صادقا عن كل ما يدور حولنا من أحداث».
ويشاركنا الرأي الفنان "محمد خير بخش" فيقول: «النحات" إبراهيم أبا زيد" جعل من
منحوتته رسالة يبرز فيها حوار الحضارات في زمن قد تباعد بينه المسافات ولا تجمعه سوى حضارته وعراقته وتاريخه, ليوصلها من بلد صنعت فيه الحضارات».
وفي العودة الى الفنان "أبازيد" وبداياته ومشاركاته يقول: «بدأت هوايتي منذ عمر خمس سنوات حيث كنت أنحت بالصابون والخشب, واستمرت الهواية لتصل إلى الاحتراف, وفي ثمان سنوات بدأت النحت على الحجر الكلسي وبدأت بالبازلتي الصلب بعمر اثنتي عشرة سنة وبعدها بدأ النحت بجميع أنواع الحجارة والرخام والغرنطيان.
مشاركاتي كانت محدودة بعض الشيء وشاركت لمرة واحدة في معرض لمديرية الثقافة بسيف عربي وزنه مئة وخمسين كيلو غراما، وعدت فشاركت في ملتقى النحت الأول بـ"درعا"».
وحول الإبداعات النحتية الأخرى التي يحتضنها يقول: «طبعا هناك تمثال بحجر وزنه نصف غرام يتضمن صورة لقارئ وهو يتصفح كتابه بين يديه, إضافة لمجسم فيل وأمه بوزن أربعة غرامات لكنها تحتاج لمكبر كي نتمكن من رؤية التفاصيل والتفريغات كاملة إضافة إلى العديد من الأعمال المتميزة، وأعمال نحتية كثيرة».
وحول الاهتمام من قبل أية جهة بـ" حوار الحضارات": «بصراحة لم يلقى عملي هذا أي اهتمام مع أنني بذلت فيه جهدا كبيرا لأوصل للعالم بأن بلدي هي ساحة لحوار الحضارات كافة فهناك غياب كبير للاهتمام إضافة إلى ندرة زيارة الفنانين وفي الحقيقة كنت أتوقع أن يتم شراء هذا العمل وعرضه في بوابة المدينة ليكون محج للسياحة وليوصل رسالة المحبة للجميع».
*ولا بد وأن يفكر "أبازيد" بمشروع الطموح الذي يطمح لإ نشاءه ويقول في هذا: «أنا أعمل بصخرة بوزن مائة كغ لأنشئ منها تحفة نحتية تبرز الوجه الحضاري للوطن ولتكون رسالة للسلام وهي في نهايتها».
يذكر أن "أبازيد" من مواليد محافظة "درعا" لم يدرس الفن ولم يتابع تعليمه يعمل "ميكانيكي" وقد تناولته العديد من الصحف العربية والعالمية والتلفزيونات العربية.