قصة حب جمعتهم وإياها، فحفظت أسرارهم وآمالهم وأحلامهم وحملتهم إلى السماء حيث النجوم تتنافس لتكون الأجمل في كون كبير فيه كل شيء يبدو جميلا، هي قصتهم مع خشبة المسرح التي جعلت منهم شباب يدركون معنى المستقبل، فعليها قدموا باكورة أعمالهم منذ شهور قليلة مضت واليوم هم الأولى بالوقوف عليها يجمعهم الحب والأمل وصدفة الأيام.
إنهم ستة أشخاص شكلوا نواة فرقتهم المسرحية المتواضعة التي أسموها فرقة "الأصدقاء"، والتي استطاعت أن تكون واحدة من كثير من الفرق المسرحية التي بدت تتنافس في الآونة الأخيرة لتصل إلى قلوب أبناء المحافظة المتعطشين إلى هذه الحركة المسرحية التي قل نظيرها في المحافظة منذ أكثر من عشرين عاماً.
الجميل في هذه الفرقة أنها استطاعت أن تجمع بيننا كفنانين شباب لدينا الموهبة، فاستطعنا من خلالها أن نعيش التجربة الفنية الحقيقية وِأن نقابل الجمهور ونكسر حاجز الخوف والرهبة بيننا وبينه
eDaraa سلط الضوء على هذه الفرقة بتاريخ 5/1/2010، والتقى بكادرها أثناء تحضيرهم لعملهم المسرحي الجديد على مسرح الثقافة بـ"درعا".
البداية كانت مع الممثل والمخرج المسرحي الشاب "ثائر بيطار" الذي تحدث بدوره عن تأسيس الفرقة فقال: «في إطار الحركة النوعية المتميزة التي شهدتها مسارح محافظة "درعا" خلال عام ألفين وتسعة كان لا بد أن ندعم هذه النقلة الجيدة لنضمن لها الاستمرار، فكانت فكرة الانتقال بالفرقة من مرحلة التحضير السري لننطلق إلى المسرح ونثبت للناس أن هناك شباباً قادرين على صناعة المسرح ودعمه في محافظة "درعا"، فرقتنا تمارس العمل المسرحي منذ أكثر من عام تقريبا، ولكن ضمن الحفلات الفنية عبر "اسكتشات" مسرحية قصيرة والآن انطلقت فعلياً لتثبت نفسها في هذه الزحمة الكبيرة التي يشهدها المسرح وأتمنى أن تكون نجحت بذلك».
ويتابع "بيطار" حديثه عن هيكلية الفرقة فيقول: «تتألف الفرقة من ست فنانين شباب، هم من هواة التمثيل، استطاعوا أن يتابعوا هوايتهم وأن يجعلوا من أنفسهم فنانين حقيقيين، يجيدون العمل المسرحي ويقدرون القيمة الحقيقية لعملهم، يدركون معنى الوقت ويعملون من أجله فيتابعون دراستهم بجد كلٌ في اختصاصه، ولا يتغيبون عن "البروفات" مهما كانت الظروف، إضافة إلى الكادر الفني».
المؤلف والمعد والمخرج المسرحي "أمجد الحسين" تحدث عن أهداف الفرقة فقال: «تسعى الفرقة إلى استقطاب المواهب المسرحية الشابة، وبالتالي صناعة فنانين مسرحيين شباب لا يمتلكون سوى الموهبة والإحساس بقيمة العمل، إضافة الى إعداد كادر فني متكامل من فنيين إضاءة وصوت، وديكور، من هؤلاء الشباب الموهوبين نفسهم، من أبرز أهداف الفرقة إيجاد منبر مسرحي شبابي يعبر عن هموم ومشكلات وطروحات الشباب الذين يسعوا من خلالها إلى صناعة مستقبلهم المتميز».
وحول النصوص المسرحية التي قدمتها الفرقة خلال مسيرتها يتابع "أمجد": «سعينا من خلال النصوص التي قدمته الفرقة إلى إيصال هموم الشباب ومشكلاتهم، عبر أعمال كوميدية اجتماعية متعددة، إضافة إلى أعمال الأطفال والتي تحمل الحكمة والعبرة للطفل وبقالب كوميدي أيضاً، نحن نُعنَى باختيار النصوص الكوميدية الجادة التي تهدف إلى إيصال فكرة معينة الى المجتمع، إلى الآن أهم الأعمال التي قدمناها "الملك برعم" و"سامحني يابا" و"عربيكا"».
الممثلة المسرحية الشابة "براءة سويدان" قالت: «الجميل في هذه الفرقة أنها استطاعت أن تجمع بيننا كفنانين شباب لدينا الموهبة، فاستطعنا من خلالها أن نعيش التجربة الفنية الحقيقية وِأن نقابل الجمهور ونكسر حاجز الخوف والرهبة بيننا وبينه».
وبالحديث عن متطلبات الفرقة يقول "سامر بيطار" ممثل مسرحي: «بالطبع ينقصنا الكثير، ونحن نشكر مديرية الثقافة على الدعم الكبير الذي تقدمه لنا لكننا مازلنا في بداية المشوار والوصول الى آخر الطريق يحتاج الى الدعم المادي والمعنوي، فالفرقة تحتاج دائما الى ديكور لكل عمل وأزياء وما شابه ذلك ونتمنى أن نتلقى دعماً أكبر، وهذا وعدنا به السيد الدكتور "فيصل كلثوم" محافظ "درعا"».
ويختتم الدكتور "أحمد الحمادي" مدير الثقافة بالقول: «فرقة "الأصدقاء" وهم أصدقاء مديرية الثقافة بـ"درعا"، استطاعت أن ترسم خطوط عريضة جميلة وذات أثر في الحركة المسرحية في المحافظة كمثيلاتها من الفرق التي انطلقت حديثا في مجال عمل المديرية، ونحن نسعى إلى أن نقدم كل ما لدينا لإنجاح هذه الفرقة، التي استطاعت أن تكون على قدر كبير من المسؤولية، أعمالها جميلة جداً، واستطاعت أن تعالج قضايا اجتماعية هامة».