استطاع كاتب السيناريو التلفزيوني "يوسف عرعور"، خلال فترة قصيرة أن يحقق نجاحاً كبيراً في الوسط الفني، من خلال العديد من الأعمال التي قدمها، وذلك بعد أن جاءته الفرصة متأخرة، لتكون باكورة أعماله، بداية مشجعة لمستقبل أكثر اشراقاً.
يقول الكاتب التلفزيوني "محمود لبابيدي": «يمتلك الكاتب "يوسف عرعور"، قدرة على كتابة السيناريو بشكل جيد، وتحليل الصورة، وتواكب أفكاره روح العصر، أسلوبه جيد وجميل، ولديه احساس تجاه الصورة التي يرسمها، لغته سهلة، مشاهده قصيرة وسريعة، وكتاباته جادة، وأسلوبه ممتع».
أجد نفسي في الأعمال الاجتماعية البوليسية، و"أحقاد الخفية" أحب الأعمال إلي
في حين قال المخرج "غسان جبري" في اتصال هاتفي معه: «الكاتب "عرعور" من أكثر كتاب السيناريو ثقافة، يستطيع أن يخلق أجواء القطعة الدرامية، ويمتاز بالغنى وتعدد المواضيع التي يتناولها، حيث يكتب المسلسلات المعاصرة والبدوية والتاريخية، وسبق لي أن تعاونت معه في مسلسله "الرقصة الأخيرة"، الذي يتناول قضايا المرأة ونضالها في الحياة، والعمل قيد الإنتاج».
أما الفنان "نضير لكود" فقال: «يكتب "عرعور" بأسلوب متميز واكاديمي، ويتناول القضايا الجادة، ويلامس بكتاباته قضايا المجتمع المحلي والعربي، وهذا سر نجاح الأعمال التي يقدمها بحرفية واتقان، وأنا من الفنانين الذين شاركوا في بعض أعماله، في مسلسل "أحقاد خفية"، حيث قمت بدور ضابط محقق، وفي مسلسل "من غير ليه"، شاركت بعدة حلقات فقط، وكانت تجربتي معه ممتعة».
وحول بداياتة وتجربته في كتابة السيناريو التلفزيوني، تحدث الكاتب "يوسف عرعور" لموقع eDaraa بتاريخ 19/9/2010 قائلاً: «أنا من مواليد "درعا"، عام 1960، درست الحقوق في جامعة "دمشق"، ثم سافرت إلى "السعودية"، بعد أن جاءتني فرصة عمل مناسبة هناك، وفي عام /1995/م، عدت إلى سورية لأتابع مشوراي الذي كنت قد بدأته منذ الصغر، عندما كنت طالباً في المرحلة الثانوية، حيث كتبت سيناريوين لعملين مختلفين، لم يريا النور بعد، أحدهما اجتماعي، والآخر بوليسي، وهي أعمال متواضعة، بقيت حبيسة الأدراج، وبعد أن أتيحت لي الفرصة لتطوير نفسي في كتابة السيناريو، من خلال المطالعة المستمرة، والاطلاع على العديد من الأعمال الدرامية العربية والعالمية، بدأت بشكل فعلي كتابة الأعمال التلفزيونية، منها ما خرج لحيز التنفيذ، ومنها لم ينفذ، وكانت أولى أعمالي عندما التقيت المخرج "مروان بركات"، فكان من ثمرة لقائنا مسلسل "أحقاد خفية"، وهو من /30/ حلقة، عرض عام /2006/، وهو عمل اجتماعي معاصر بوليسي، يتحدث عن مجموعة أحقاد يحملها شخوص العمل، وطريقة تفريغهم لأحقادهم، فبعضهم يفرغه بالقتل، وآخرون بالنصب والاحتيال، والعمل من بطولة مجموعة من الفنانين منهم: "بسام كوسا"، "باسل خياط"، "قصي خولي"، "كاريس بشار"، والراحلة "نبيلة النابلسي"، وأعتز بهذا العمل كثيراً، وبتجربتي الأولى مع المخرج "مروان بركات"، الذي استطاع أن يحقق النص بجودة عالية، وايصال ما أريد من خلال اسلوبه الرفيع، علماً أن العمل عرض على الكثير من المحطات الفضائية العربية».
ويتابع حول مسيرته الدرامية فيقول: «ثم جاء العمل الثاني مسلسل "جمال الروح" من أخراج "مروان بركات" أيضاً، ومن /30/ حلقة، وهو مسلسل اجتماعي، يعالج مجموعة من القضايا على الساحة العربية، كالخيانة الزوجية والدعارة، وغيرها من القضايا المرتبطة بها، من بطولة: "بسام كوسا"، "باسل خياط"، "كاريس بشار"، "ديمة قندلفت"، "ربى المأمون"، "خالد القيش"، "سوسن ارشيد" وآخرون، عرض عام /2008/، في العديد من المحطات الفضائية العربية أيضاً، أما عملي الثالث فهو مسلسل "من غير ليه"، وقد شاركني في كتابته الكاتب "محمود لبابيدي"، من إخراج "عبد الوهاب الهندي"، والعمل من /30/ حلقة، يدعو إلى الخير والسعادة، والأشياء الجملية في الحياة، عرض عام /2009/، شارك فيه مجموعة من الفنانين منهم "منى واصف"، "مظهر الحكيم"، "أماني الحكيم"، "علي كريم"، "نضير لكود"، وآخرون».
وفيما يتعلق بأعماله القادمة قال "عرعور": «انتهيت من كتابة العديد من الأعمال الاجتماعية "الملاذ"، و"أمرأة بلا مقابل"، و"تحت السيطرة"، وكلها أعمال درامية اجتماعية معاصرة، إضافة لعمل تاريخي بعنوان "جمرات العرب" يشاركني في كتابته الكاتب "محمود لبابيدي"، ويتناول مرحلة ما قبل الإسلام».
وأضاف: «أجد نفسي في الأعمال الاجتماعية البوليسية، و"أحقاد الخفية" أحب الأعمال إلي».
وفيما يخص أعمال البيئة الحورانية يقول "عرعور": «أعمال البئية الحورانية شغلنا الشاغل، وهناك تقصير كبير في الكتابة لأعمال هذه البيئة، وبعض البيئات الأخرى المحلية، وهذا يعود للعديد من شركات الإنتاج، التي لا تنتج مثل هذه الأعمال، خشية من عدم نجاحها، وتركيزها على بيئات معينة على حساب البيئات الأخرى، ما يِؤدي إلى عزوف الكتاب عن الكتابة لهذه البيئات، فالمشكلة إذاً في شركات الإنتاج وليس في كتاب الدراما».
وعن مشروعه السينمائي ذكر: «أفكر حالياً في عمل سينمائي، وأبحث عن فكرة تناسب أجواء السينما، لأن الكتابة للسينما، تختلف عن الكتابة للتلفزيون، من حيث تناولها للمواضيع المطروحة، فالسينما تخاطب فئة معينة من الجمهور لها اهتماماتها، بينما يخاطب التلفزيون شرائح المجتمع كافة».
وفيما يتعلق بأعماله على المستوى العربي قال "عرعور": «كتبت ثلاثة أعمال باللهجة الخليجية، وهي أعمال اجتماعية تخص المجتمع السعودي الأول "الرجاء إعادة النظر" وسيتم البدء بتصويره قريباً لمصلحة التلفزيون السعودي، ويتناول قضايا عديدة كالزواج من أجنبية، والعمالة الوافدة، وارتفاع أسعارالمهور، وهو من /30/ حلقة، والعمل الثاني "خيوط المجد" يشاركني في كتابته الاستاذ "محمود لبابيدي"، عمل درامي معاصر، يعالج مجموعة من الحالات النفسية والانسانية كالبغضاء والحقد والكراهية، وحالات المنافسة غير الشريفة، ومسألة تعليم البنات».
وحول رأيه في الدراما السورية ذكر "عرعور": «حققت الدراما السورية نجاحاً كبيراً، على كل المستويات في السنوات الأخيرة، لجرأة القضايا المطروحة، وملامستها الواقع المحلي والعربي في آن واحد، ووجود كتاب جيدين تجاوزوا المحلية إلى العربية، وتناولوا قضايا تطرح لأول مرة، وأنا متفائل جداً بمستقبل الدراما السورية، التي تعرض أعمالها على أغلب المحطات الفضائية العربية، ووجود الدراما المصرية والخليجية لا يقلل من أهمية الدراما السورية الغنية بتعدد مواضيعها وجودتها، بل على العكس يخلق روح المنافسة».
وعن الصعوبات التي تواجهه في عمله يقول: «نعاني من بعض شركات الإنتاج التلفزيوني، التي لا يوجد لديها معايير ثابتة، وكوادر مؤهلة لقراءة النصوص، وتقييمها بشكل فعلي، وتركيزها على نصوص معينة، ذات الأجزاء المتعددة، ما يؤدي بالنهاية إلى رفض الكثير من النصوص الجيدة».