فنان تشكيلي متنوع الإنتاج فهو يجمع ما بين تشكيل الفن بطريقة جميلة والرسم بالألوان الزيتية، له أفكار كاد يتفرد بها، ينسج من أعماله الفنية قصصاً حقيقية ووجوهاً عايشها. فهو بارع يتلاعب بذكاء وينفذ عمله الفني الراقي بألوان خاصة أو يحاول أن يحتفظ بلون الخامة الأصلية للمادة التي يستخدمها.
لفناننا إبداعات فريدة من نوعها جمعت بين الواقعية وخيال الفنان الموهوب المتمكن من صياغة المكونات بدقة عالية لتتحول إلى وجوه تعطي رموزاً تجعل كل لوحة منها لها قيمة فنية تشكيلية تأسر خيال كل متذوق للإبداع برموزها الظاهرة والخفية.
"نعيم شلش" فنان قدير ووجوده مهم في المجتمع ويعتبر من أعمدة الفن التشكيلي في سورية، ومعظم لوحاته تعبر عن الإحساس الرقيق المتمثل بالوجه الإنساني، هو متميز باختيار ألوانه ويغلب عليها طابع الحزن
موقع eSyria التقى الفنان التشكيلي "نعيم شلش" وكان الحوار التالي:
** دون شك فإن السنوات الأولى من عمر الإنسان تكون لها تأثير على شخصيته ورؤيته لمن حوله، وبالنسبة لي فقد كنت أميل منذ المرحلة الابتدائية للرسم وخاصة الوجوه، وكنت أجد التشجيع من أهلي وأساتذتي ما دفعني لمتابعة هذا الطريق.
** لقد اطلعت على كل المدارس وتفاعلت معها وتعاطفت مع أغلبها وخاصة التعبيرية والواقعية الحديثة وأيضاً السريالية وبعض الأعمال التجريدية، ولكنني حاولت جهدي أن أنسى كل ما رأيته وتعلمته وركزت على التعبير بعفوية وواقعية على الإنسان وخاصة في المدة الأخيرة على وجوه الإنسان الشعبي البسيط والمقهور والمستلب ولكن القوي في تحديه وصموده.
** كل الألوان جميلة وجميعها تعني لي الشيء الكثير وخاصة عند تجاورها وتمازجها واشتقاقاتها ولكن أجد نفسي أميل أكثر إلى اللون الأزرق والرمادي والبنفسجي ومشتقاتهم مع قليل من الألوان الحارة ولكن بحذر لكوني أميل إلى التأمل والحزن الجميل الذي يوحي بمكنونات النفس دون إيذاء لعين المشاهد.
** لا أتذكر الكثير عن البدايات ولكن أول عمل لي كان مشروعاً مستقبلياً ويعبر عن هموم ومتاعب الفنان التشكيلي الحقيقي، كان المشروع في نهاية دراستي في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1966م وقد كان العمل في وضعيات مختلفة وبعدة لوحات ونلت على هذا المشروع درجة امتياز.
** لأني عشت في بيئة ريفية، فمدينة "القنيطرة" التي عشت فيها لغاية المرحلة الثانوية وما بعد تعتبر بيئة ريفية بامتياز ولأني أحب البساطة وأحب إنسان الريف واعتز به.
** لقد وجدت بأن الوجه الإنساني يختزن بتضاريسه كل الهواجس والهموم والطموح والرغبات وهذا ما جعلني أركز على معالمه بقيمة فنية تشكيلية تستحق التوقف عندها واكتشاف مكنوناته الشكلية والتعبيرية.
** أرسم الساكن لشدة سكونه وثباته، فلا يفصح عن سره وعن الحركة الداخلية التي يتمتع بها لمن يحسن التواصل معه واكتشاف ما بداخله.
** من حيث تواجد الفنانين التشكيليين فهو جيد وفي تحسن مستمر وباستمرار توجد روافد من خريجي كلية الفنون الجميلة ومن المجتهدين الهواة الذين يرتقي بعضهم إلى مستوى رفيع، ولكن نرجو المزيد من التشجيع المادي والمعنوي لكي يعطي زخماً أكبر لهؤلاء الفنانين المبدعين الذين أثبتوا مقدرة متميزة على مدى الأعوام السابقة.
** شاركت مع مجموعة العشرة ومجموعة الأربعة في عدة معارض، كما شاركت مع مجموعة 6+1 في العديد من المعارض، وفي جميع المعارض السنوية لفرع "القنيطرة"، ومعارض وزارة الثقافة ونقابة الفنون الجميلة والإدارة السياسية، بالإضافة إلى العديد من المعارض الجماعية خارج القطر في "لبنان" و"العراق" و"ليبيا" و"الجزائر" و"ألمانيا"، كما أقمت عدة معارض فردية داخل القطر، وشاركت في بينالي الإسكندرية عام 2007م، وحصلت على جائزة البينالي العربي الأول لمهرجان المحبة عام 1996م، وكرمت من قبل وزارة الثقافة عام 2002م خلال فعاليات مهرجان المحبة.
وحول أعمال الفنان "نعيم شلش" يقول الفنان "جمال بوستان" من محافظة "القنيطرة": «"نعيم شلش" فنان قدير ووجوده مهم في المجتمع ويعتبر من أعمدة الفن التشكيلي في سورية، ومعظم لوحاته تعبر عن الإحساس الرقيق المتمثل بالوجه الإنساني، هو متميز باختيار ألوانه ويغلب عليها طابع الحزن».
والجدير ذكره أن الفنان التشكيلي "نعيم شلش" من مواليد "غصم" في محافظة "درعا" عام 1941م، أستاذ محاضر في كلية الهندسة المعمارية، ومتفرغ للعمل الفني. مقيم في "القنيطرة" منذ عام 1950- 1967م، تخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق- قسم التصوير الزيتي عام 1966م، له عدة أعمال مقتناة في وزارة الثقافة والمتحف الوطني والإدارة السياسية ومحافظة "القنيطرة" وفي عدة بلدان "ألمانيا" و"الأرجنتين" و"الجزائر" و"لبنان"، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في "سورية"، وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفنانين التشكيليين في "سورية"، وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب، ورئيس فرع نقابة الفنون الجميلة "بالقنيطرة" ورئيس مركز الفنون التشكيلية "بالقنيطرة" من الفترة 1983 ولغاية 2001م، وأستاذ محاضر في كلية الفنون الجملية سابقاً.