فرقة شعبية تحمل معها تراث محافظة "درعا" لتوصله إلى أقصى الأرض لكي تعرف الجميع بجمال تراث محافظتها وأهميته مستخدمةً في ذلك كافة الوسائل المتاحة من السيف إلى المجوز مروراً بآلة "الأورغ" التي تمت إضافتها حديثاً إلى حفلات الفرقة لكي يصل صوتهم إلى كل الحضور.

موقع "eSyria" زار فرقة "سهل حوران" وحاول التعرف عليها عن قرب مستفسراً عن بداياتها وأهدافها من مدربها الأستاذ "محمد الكور" الذي حدثنا عن البدايات بالقول: «في البداية كنا مجموعة من الهواة يحبون الرقص والدبكة ويحترمون تراثهم فاجتمعنا مع بعضنا في سنة "1990" وقدمنا العديد من الحفلات كهواة مما لفت انتباه المهتمين بالشأن التراثي وخصوصاً منظمة اتحاد شبيبة الثورة التي تبنت الفرقة ودعتها لتقديم العروض والمشاركة في المهرجانات والحفلات مما تطلب منا التفرغ الدائم وعدم مزاولة مهنة أخرى فتحولنا إلى محترفين في سنة "1992" وكان عدد الأعضاء حينها "22" شخصاً، واستمرينا في التعاون مع اتحاد شبيبة الثورة ومن ثم قمنا بالتعاون مع اتحاد العمال قبل أن تخاطبنا مديرية ثقافة درعا ويبدأ التعاون بيننا وبينها وهذا التعاون مازال مستمراً حتى يومنا هذا».

تهدف الفرقة إلى تقديم التراث الحوراني على شكل لوحة فنية جميلة ومميزة أشبه بالعرس، كما تهدف إلى إحياء التراث الحوراني وحمله إلى كل السوريين في الداخل وإلى الجاليات السورية في الخارج لتحيي صلة الوصل بينهم وبين ماضي آبائهم وأجدادهم

الفنون التي تقدمها الفرقة حدثنا عنها "الكور" قائلاً: «نحن نقدم بشكل رئيسي دبكات محافظة "درعا" التي تتميز بأنها "دبكة" كثيرة الحركة ولا تقف على المسرح بل يسير الدبيكة على الخشبة أربعة خطوات ومن ثم يتم وضع القدم عليها بقوة، كما نقدم "الدبكة الشعراوية" التي تتم بوضع اليد على كتف الزميل وممارسة عملية الدبك الجماعي المتلاصق، كما ندبك الدبكة الدائرية التي تسمى "الطيارة"، ونقوم بالرقص أيضاً فنرقص "الرقصة الحورانية" التي تضع أعضاء الفرقة بصف واحد باستثناء اثنان يخرجان عن الصف ويرقصان لوحدهما».

الفرقة مع المجوز

كما هناك أنواع أخرى من الفنون تقدمها الفرقة وهي مرتبطة بالتراث أيضاً وتسمى "دبكة الجوفية" وهي تعتمد على وقوف أعضاء الفرقة على شكل صفين متقابلين الصف الأول يغني والثاني يرد عليه بأغانٍ متداولة محلياً، وتقدم الفرقة دبكات هادفة بحسب ما حدثنا "الكور" حيث قال: «لدينا "دبكة" تسمى "سحجة الحاشي" وهي تتم بطريقة جميلة يقف فيها الشبان بشكل دائري حسب العدد الموجود ويقوم اثنان منهم بأداء بعض الأغاني على شكل طلب شيء ما (عروس، مال، دخيل) وهذه الدبكة مستخدمة حتى الآن وهي تحقق الغرض المرجو منها على أرض الواقع وبين العائلات».

وعن الأغاني التي تدبك وترقص على أنغامها الفرقة قال "الكور": «ندبك ونرقص على أنغام "الدلعونا" المعروفة وعلى أنغام تراث "درعا" الأصيل الذي يسمى "الهجيني" وهو مشتق من كلمة "هجن" "الجمال" حيث كان الناس سابقاً يمشون في احتفالاتهم على الجمال بطريقة مشابهة لإيقاع اللحن الحالي، و"الهجيني" أيضاً عدة ألحان منها: "لحن العرس" وله رقصة خاصة، و"لحن الكبارية" الذي يكون بطيئاً لكي يتناسب مع من هم فوق سن الستين، وهناك العديد من الألحان الأخرى وقد تصل إلى أربعمئة لحن مختلف».

فواز الكور

تخرج فرقة "سهل حوران" أحياناً عن نص التراث في الآلات الموسيقية التي تستخدمها، ولعل آلة "الأورغ" تعد السمة الأبرز في ذلك، ولدى سؤالنا مدرب الفرقة عن السبب أجاب: «في السابق كان الحضور قليلاً فكان الصوت يسمع بسهولة أما الآن فقد أصبح الجمهور يحضر بأعداد كبيرة مما يصعب على الفرقة إيصال ألحانها إلى الجميع باستخدام الآلات القديمة مما اضطرنا إلى استخدام الأورغ، مع العلم أننا لا نستخدم الأورغ إلا في حال تواجدت الجماهير بأعداد كبيرة».

سبب غياب العنصر النسائي عن الفرقة كان أحد الأمور التي تزعج مدرب الفرقة الذي قال: «الفرقة تمول من التبرعات وعن طريق المحبين والأموال التي نجنيها من الحفلات التي نحييها، وهذا التمويل يبقى ضعيفاً جداً مما يحرمنا من إدخال العنصر النسائي إلى فرقتنا لأن العنصر النسائي يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي هما غير موجودين حالياً».

محمد الكور

كما كان لنا وقفة مع رئيس الفرقة "فواز الكور" ليحدثنا عن أهداف الفرقة حيث قال: «تهدف الفرقة إلى تقديم التراث الحوراني على شكل لوحة فنية جميلة ومميزة أشبه بالعرس، كما تهدف إلى إحياء التراث الحوراني وحمله إلى كل السوريين في الداخل وإلى الجاليات السورية في الخارج لتحيي صلة الوصل بينهم وبين ماضي آبائهم وأجدادهم».

ولم ينس "فواز الكور" أن يحدثنا عن مشاركات الفرقة حيث قال: «شاركنا في العديد من المهرجانات أهمها (مهرجان إدلب، مهرجان دير الزور، مهرجان الرقة، ومهرجان بصرى الدولي) إضافةً إلى مشاركة في بعض مهرجانات "المملكة الهاشمية الأردنية".

بقي أن نذكر أن الفرقة من محافظة "درعا"، وهي لا تزال تستخدم في حفلاتها آلتي "المجوز" و"الربابة" وتتخذ لباساً تراثياً وهو عبارة عن: "السلك، جلابية، العقال، الجناد، الشويحية"، ويحيي أعضاء الفرقة الأعراس الشعبية والحفلات في مختلف المحافظات السورية.