الفنان "مازن الناطور" من الخريجين الأوائل للمعهد العالي للفنون المسرحية في "دمشق"، عمل في بداية مشواره الفني بالمسرح، ثم استطاع أن يثبت وجوده في عالم الدراما التلفزيونية السورية، ليصبح فيما بعد منتجاً للأعمال التلفزيونية.
يقول الفنان "نضير لكود" لموقع "eDaraa": «الفنان "مازن الناطور" من الممثلين الذين ساهموا بنجاح الدراما السورية، وما زال مسلسله «جواهر» البدوي حاضراً في ذاكرة من تابعه قبل نحو/18/عاماً، غاب عن المشهد الدرامي في السنوات الأخيرة، ثم عاد ليتابع مشواره الفني، وسجل حضوراً مميزاً في الجزء السابع من مسلسل "بقعة ضوء"».
الفنان "مازن الناطور" من الممثلين الذين ساهموا بنجاح الدراما السورية، وما زال مسلسله «جواهر
وقال الكاتب التلفزيوني "يوسف عرور": «قام الفنان "مازن الناطور" بتجسيد أدوار كثيرة جادة، لديه حس فني عالي، وقدرة على تأدية الأدوار المختلفة بحرفية واتقان، وفي الموسم الرمضاني الماضي قدم أعمالاً جيدة».
وحول بداياته وأهم أعماله الفنية تحدث الفنان "مازن الناطور" بتاريخ 25/2/2011 لموقع "eDaraa" قائلاً: «بعد تخرجي في المعهد العالي للعلوم المسرحية في عام /1987/م، عملت لفترة قصيرة في المسرح وقدمت عملين مختلفين فقط، ثم اتيحت لي الفرصة للعمل في الدراما التلفزيونية، وكان أول عمل شاركت به ثلاثية تلفزيونية بعنوان "الغريب"، تلتها رباعية تلفزيونية بعنوان "أحزان عادية"، ومن أهم أعمالي وأحبها لدي المسلسل التلفزيوني "جواهر" الذي حقق حضوراً كبيراً وواسعاً.
وقد قطفت ثمار هذه التجربة الجميلة التي أعتز بأني كنت طرفا فيها، علماً أن المسلسل ما زال يعرض حتى الآن في بعض المحطات العربية، وكلما مر طيفه وتابعت بعض تفاصيله أعجب به وبطريقة تنفيذه، لكن الفترة التي قدمت فيها العمل لم يكن هناك كثافة في الأعمال أو فرص مفتوحة كتلك الموجودة الآن، حيث كان على الممثل الذي ينجح ويصبح نجماً، أن يستثمر نجاحه بشكل أو بآخر».
وعن أعماله الأخيرة يقول "الناطور": «شاركت في مسلسل "رفيف وعكرمة" وهو من تأليف "عبد المجيد حيدر" وإخراج "مأمون البني"، والعمل اجتماعي معاصر من بطولتي ومشاركة الفنانة "يارا صبري"، ومسلسل "لورنس العرب" من تأليف "هوازن عكو" وإخراج "ثائر موسى"، ويتناول الفترة التي جاء فيها "لورنس العرب" كموفد بريطاني بمهمة سياسية بحتة، وقد قمت بدور الأمير "فيصل بن الحسين"، ومسلسل "أنا القدس"، للمخرج "باسل الخطيب"، وتأليف "تليد الخطيب".
وقمت بدور "عبد الله التل" قائد الجيش العربي في زمن الملك "عبد الله الأول" ملك "الأردن"، وهي شخصية تاريخية مبنية بناء درامياً متيناً، وقدمتها بحب في هذا العمل الذي يعتبر من أفضل الأعمال في الفترة الأخيرة، كما شاركت في /11/ لوحة في الجزء السابع من مسلسل "بقعة ضوء"».
وتابع حديثه بالقول: «أنا من الفنانين المقلين بالأعمال الدرامية لكوني لا أقبل بالعروض المقدمة لي إلا إذا توافرالنص الجيد والإخراج الجيد، وقد رفضت عدة أعمال عرضت علي في كل من"سورية" و"الأردن"، موزعة بين المسلسل البدوي والتاريخي المعاصر، كما اعتذرت عن المشاركة في ثلاثة أعمال بدوية عرضت علي، لكوني أفضل الخوض بتجارب جديدة، رغم أن المسلسل البدوي لوني وأنا أحبه».
وفيما يخص أعماله القادمه قال "الناطور": «عرض علي المنتج "هاني العشي" دوراً في مسلسل "دليلة والزيبق"، الذي من المتوقع أن يعرض خلال شهر رمضان المقبل، وأتوقع أن يحقق حضوراً طيباً في المشهد الدرامي العربي، لأن العمل الأساسي حظي بإقبال كبير حينما قدم في سبعينيات القرن الماضي».
وفيما يتعلق بتجربته في الإنتاج التلفزيوني ذكر "الناطور": «قمت بإنتاج عملين تلفزيونيين الأول مسلسل "سفر"، من إخراج "حاتم علي"، والثاني مسلسل "فارس الشوق"، من إخراج "ناجي طعمة"، وقد وقعت في فخ النص غير المكتمل في هذين العملين، ولن أغامر مرة أخرى في نص من هذا النوع، لأن من أهم شروط نجاح العمل النص الجيد».
وحول غيابه عن الوسط الفني يقول "الناطور": «أغيب عن الساحة الفنية لكني أبقى متواصلاً مع بعض الأصدقاء في الوسط الفني، وقد انشغلت كثيراً بالفترة التي انقطعت فيها عن التمثيل بأعمال أخرى خارج البلد، وكان هناك صوت داخلي يقودني للعودة، والحمد لله وجدت فرصاً كثيرة تنتظرني، لذا لم أشعر بصعوبة العودة للتمثيل، والوقوف من جديد أمام الكاميرا».
وعن واقع الدراما التلفزيونية وأهميتها قال "الناطور": «أصبحت أعمال الدراما التلفزيونية بشكل عام سلعة خاضعة للعرض والطلب، وهذا لا يساعد في وضع استراتيجية درامية، في ظل تحكم المحطات الفضائية التلفزيونية بهذه السلعة، وهي محطات متنوعة الأهداف والأذواق، وليست هناك سياسة إعلامية عربية واضحة ناظمة للعمل في هذه المحطات، في الوقت الذي يجب أن تكون لدينا رؤية حول ما يبث على المحطات الفضائية».
وفيما يتعلق بالدراما السورية أضاف: «استطاعت الدراما السورية أن تحقق نجاحات كبيرة في السنوات الأخيرة، من خلال تقديمها للكثير من الأعمال المتميزة، التي لاقت اقبالاً جماهيراً واسعاً، لكونها لامست هموم وقضايا المواطن العربي».
وفيما يخص الأعمال التركية المدبلجة ذكر "الناطور": «قدمت الدراما السورية نجاحها هدية للدراما التركية، وساهمت اللهجة السورية في تقريب المسلسلات التركية للجمهورالعربي، وهي أعمال تعتمد على جمال ووسامة الممثلين والممثلات وأماكن التصوير الجميلة واللباس الزاهي، وأنا لا أرى في هذه الأعمال إلا استعراضاً لجمال الوجوه، ولم يعجبني إطلاقاً الصدى الذي تركته الدراما التركية لدى الجمهور السوري، ولا أجد سبباً مقنعاً لهذا التعلق، وأنا على يقين أن الدراما التركية لو لبست غير لباس الدراما السورية لما نجحت».
وعن رأيه بمهنة التمثيل يقول "الناطور": «إن مهنة التمثيل من أصعب المهن ومن أكثرها إرهاقاً وتعباً، وهي مهنة مصنفة لدى هيئات الأمم المتحدة بكونها من أقسى المهن بعد مهنة عمال المناجم، فالممثل دائماً يعيش تحت الضغط النفسي، وهو أداة بيد الغير وقد يقع ضحية لمنتج بخيل أو مخرج نزق».