استطاع الحصول على جائزة "آغا خان" العالمية لأحسن تصميم معماري من خلال تصميم منزله، مستفيداً من بلورة الأشياء الأكاديمية ومزجها بعبق التراث ليكون عمله استمراراً لعمل الأجداد وروحاً من روح الماضي الأصيل، وفاز أيضاً بالجائزة الذهبية لمنظمة الويب العالمية التابعة للأمم المتحدة، ساهم بالإشراف على العديد من المباني العمرانية في القطر، من وزارة المالية إلى المشافي الحكومية ومعرض "دمشق" الدولي والمسرح القومي، ومقر رئاسة مجلس الوزراء وبعض قصور العدل،
إنه ضيف موقع eDaraa المهندس المعماري "رئيف مهنا" الذي التقيناه في 28/9/2009 ليحدثنا عن حياته العلمية، وفوزه بجائزة "الآغا خان" والويب العالمية فقال لنا: «ولدت في قرية "بصير" عام 1940 ثم انتقلت إلى بلدة "تل تمر" في "الحسكة"، ومن ثم بلدة "دير عطية" درست الابتدائية في "النبك"، وكانت تلك التنقلات بحكم عمل والدي في سلك الشرطة، وأكملت دراستي في مدينة "درعا"، وبقيت فيها حتى الصف العاشر، ثم انتقلت إلى "دمشق" مجدداً لمدرسة "جودت الهاشمي"،
شغلت في كل فترة من الفترات ممثل الاقتصاد بين وزارة الصحة والأشغال لتنفيذ مشاريع لوزارة الصحة، فعاصرت بناء مشفى "السويداء" و"الحسكة" و"حماة" و"الرقة" والمشفى الجامعي لجامعة "حلب"، وإضافة لحبي لمهنتي كمهندس كنت أحب مهنة التدريس، فدرست كمعيد في كلية الفنون الجميلة قسم العمارة كون العمارة كانت تابعة للفنون الجميلة، وبعدها سافرت إلى فرنسا 1968 وحصلت على شهادة الدكتوراه من فرنسا عام 1973، وعينت مدرساً في جامعة "دمشق" قسم الهندسة المعمارية حتى عام 1978، ومن ثم أصبحت أستاذ مساعد في الجامعة
وبعد نيلي الشهادة الثانوية سافرت إلى مصر بمنحة تفوق، ودرست الهندسة المعمارية وتخرجت منها عام 1963، وعندما عدت إلى سورية عملت في وزارة الأشغال العامة في دائرة التنفيذ الأولى، وأشرفت على بناء وزارة المالية في مرحلة الإكساء ومبنى الهاتف الآلي في شارع "بغداد"، ومدرسة الشرطة الحالية ومعمل الألبان في "دمشق" و"حلب"، ومباني كثيرة في "حلب"».
وأضاف "المهنا":
«شغلت في كل فترة من الفترات ممثل الاقتصاد بين وزارة الصحة والأشغال لتنفيذ مشاريع لوزارة الصحة، فعاصرت بناء مشفى "السويداء" و"الحسكة" و"حماة" و"الرقة" والمشفى الجامعي لجامعة "حلب"، وإضافة لحبي لمهنتي كمهندس كنت أحب مهنة التدريس، فدرست كمعيد في كلية الفنون الجميلة قسم العمارة كون العمارة كانت تابعة للفنون الجميلة، وبعدها سافرت إلى فرنسا 1968 وحصلت على شهادة الدكتوراه من فرنسا عام 1973،
وعينت مدرساً في جامعة "دمشق" قسم الهندسة المعمارية حتى عام 1978، ومن ثم أصبحت أستاذ مساعد في الجامعة».
وعن كيفية الحصول على أحسن تصميم لمنزله الذي حصل خلاله على جائزة "الآغا خان" العالمية أضاف المهندس "مهنا": «من حسن حظنا بأنه أتيحت فرصة لهذا العمل أن يجتمع فيه ثلاثة أخوة مهندسي عمارة "رئيف" و"زياد" و"رفيع"، اجتمعنا نحن الثلاثة.. كنا متفاهمين على مجموعة القيم، ماذا يعني مفهوم بيت.. ومعنى المضافة، ومعنى الأمثال، والعادات في القرية لكوننا حظينا بشهادات علمية تختص في هذا المجال مما ساعد كثيراً في بلورة الأشياء الأكاديمية، وفكرة تصميم المنزل ترجع على الواقع التراثي، ومفهوم التراث بالنسبة لنا تواصل واستمرار وليس تقليداً لشكل الماضي،
وحقيقة إن عملنا هو أن نكمل امتياز عمل الأجداد بامتياز من معطياتنا وبمنهجية مماثلة للتي واجهوا فيها التحديات، فهم عاشوا تحديات بظروف ونحن كذلك، حصل في مرة نقص مادة الحديد من القطر فلجأنا إلى أسلوب جديد في العمل، وبدأنا به من حيث توقف أجدادنا في حل صعوبة السماكات القشرية، ونحن أوجدنا حلولاً لأشكال قد تبدو مستعصية لأشكال مثيلة كانت موجودة في الماضي.
ولكن ليست صورة من صور الماضي، وإنما من روح الماضي واستطعنا إشادة منشأة بدون أي قطعة حديد فيها، وابتكار نظام جديد في الإنشاء أسميناه نظام القشريات، وهذا الابتكار عرض في المؤتمر الوطني للاعتماد على الذات، ومعرض "دمشق" الدولي وقدم كبراءة اختراع عرضت في معرض "دمشق" الدولي، وفازت بالجائزة الذهبية لمنظمة الويب التابعة للأمم المتحدة،
وبعد ذلك حصلنا على جائزة "الآغا خان" العالمية، ولم نعرف من رشحنا وكيف تم الترشيح، وتكلفته المنزل المادية توفر ثلثي التكلفة للبيت المسلح، وبعد نجاحنا في هذا المشروع، كلفنا بإنشاء أربع مدارس على نفس التصميم في القطر في "القنيطرة" و"السويداء" و"درعا" وأخرى في مدينة "دير عطية"».
وتابع "المهنا":
«قمت أنا والعديد من أبناء قريتي بتشكيل جمعية تبرعية لتنمية القرية، وتم اختياري لرئاسة هذه اللجنة، وبالتعاون مع أبناء القرية استطعنا إنشاء مستوصف ومكتبة تضم حوالي 1000 كتاب،
واستطعنا من خلال التعاون مع الجمعية المعلوماتية السورية إحضار محطة كمبيوتر كاملة مع اشتراك مجاني، وعملنا دورات كمبيوتر لأبناء القرية الذين بحاجة لها، وأقمنا نادياً صيفياً لتعليم اللغات وبعض الدورات الخاصة لتنشيط الطلاب قبل الامتحانات،
وأسسنا تظاهرة علمية وذلك بتكريم الأوائل في "بصير" سنوياً، والآن نقوم بحملة بيئية وذلك من خلال عمل شعبي يشترك به جميع الأهالي في تنظيف جميع شوارع القرية، وزرعنا 500 شجرة العام 2008، و200 شجرة هذا العام في الشوارع الرئيسية للقرية على نفقة الأهالي،
ونتطلع لبناء متحف للتقاليد الشعبية، وهدفنا من هذه الأعمال إعادة التعايش بين الناس فأنا أدين لقريتي "بصير" لكوني عشت فيها وبنيت فيها ثقافتي قبل أن أبنيها».
بقي أن نذكر بأن المهندس "مهنا" تم تكليفه وكيلاً للشؤون العلمية في كلية الهندسة وأصبح بعدها رئيساً لقسم نظريات وتاريخ العمارة في الكلية حتى 1989، وتم تعيينه مديراً عاماً لشركة الدراسات حتى عام 2002، وحالياً يعمل أستاذاً في جامعة "دمشق"، ويشرف على أطروحات للدراسات العليا، ومشاريع التخرج ويدرس في الجامعة العربية وجامعة "آل البيت" في الأردن».